مبروك اكتمال مؤسساتنا الدستورية‎

بقلم : د .عبد الله المغازى

هنيئا لمصر وشعبها نجاحهم فى استكمال خريطة المستقبل واستكمال مؤسساتها الدستورية بوجود مجلس النواب المصرى واتمام الانتخابات وانعقاد المجلس قبل نهاية هذا العام كما وعد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهنيئا لشعب مصر نجاح مؤسساته الوطنية فى الحفاظ على أمنه القومى.

فلاشك أن نجاح الدولة المصرية فى إتمام هذا الاستحقاق المهم يأتى فى ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية، وكذلك فى ظل وجود متغيرات إقليمية ودولية معقدة.

فرغم كل هذا ومع تضحيات وشجاعة رجال القوات المسلحة والشرطة ورجال القضاء استطاعت الدولة المصرية قيادة وحكومة وشعبا اجتياز كل الصعاب للعبور بسفينة الوطن لبر الأمان فى هذه اللحظة التاريخية الحرجة فى حياة وعمر منطقة الشرق الأوسط.
ورغم كل هذا النجاح فى استكمال مصر لمؤسساتها الدستورية فإن البعض يشكك فى هذا النجاح ولا أعلم لمصلحة مَن.

نعم هناك بعض الأخطاء ولكنها من المرشحين ومن اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، والدولة المصرية ــ بشهادة دولية ومحلية من منظمات دولية حكومية وغير حكومية وأيضا منظمات المجتمع المدنى المحلية ــ قد وقفت على الحياد وعلى مسافة واحدة من جميع المرشحين فى هذه الانتخابات البرلمانية ومن لديه عكس ذلك عليه أن يتقدم بالدليل القاطع على ذلك أمام القضاء المصرى، وكلنا ثقة فى أحكام القضاء وعدالته.

ولعل فكرة مجلس الوزراء بأن تكون هناك غرفة عمليات رئيسية داخل مجلس الوزراء للربط بين غرف عمليات المحافظات والوزارات المعنية بالانتخابات البرلمانية قد ساهم بالقطع فى رصد وحل المشاكل والأزمات التى تواجه الانتخابات بأسرع وقت ممكن، وهى تجربة يمكن الإبقاء عليها لمتابعة وحل المشاكل اليومية للمواطنين فى جميع  المجالات المختلفة.

لا شك أن مصر تستطيع أن تعبر بنجاح إن شاء الله مرحلة التحول الديمقراطي، ويمكنها وضع سياسة واستراتيجية مترابطة ومتلاحمة لجميع مشروعتها القومية، وكذلك وضع الخطط والبرامج والأولويات لهذه المشروعات.

يمكن للبرلمان المصرى أن يساعد فى وضع التشريعات والقوانين الاقتصادية والمالية والإدارية للإسراع فى تحقيق الأهداف الإنمائية لهذه المشروعات، كذلك يجب وضع قانون موحد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لأن دول العالم لم تتقدم إلا بتنظيم المشروعات الصغيرة وتوحيد الجهة المسئولة عن هذه المشروعات، لأنه للأسف هذه المشروعات دماؤها متفرقة بين العديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة حتى الآن.

مرة أخرى، ألف مبروك للدولة المصرية نجاحها الكبير فى استكمال جميع مؤسساتها الدستورية ونتمنى أن يحقق مجلس النواب المصرى آمال وطموحات الشعب المصرى.

أتمنى أن يكون كل أعضاء مجلس النواب من الوعى والرشد السياسى الوطنى لاستيعاب كل المتغيرات الداخلية والدولية إن شاءالله.

حمى الله مصر وشعبها، والله الموفق .