عاجل
الثلاثاء 21 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الصين... خطوة هامة للسيسى

الصين... خطوة هامة للسيسى

بقلم : هانى الجمل

 لا أحد يعلم هل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين هى لقاء بين أقدم حضارتين فى تاريخ البشرية  أم أنه صراع على مستقبل ودور كل منهما فى  القارة السمراء..



قرابة  ستعون عاماً على العلاقات المصرية الصينية والتى لم تشهد أى نوع من الاهتزاز فى الثوابت السياسية بين الطرفين بل على العكس أخذت أشكالاً متنوعة من التطابق فى وجهات النظر تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك فهذه العلاقات تأسست على ما أسمته مبادئ (مؤتمر باندونج) بالمنفعة والمصلحة المتبادلة وقد جسد هذا رئيس مجلس الدولة الصينى الراحل (طشو ان لاى) عندما أعلنت مصر تأميم قناة السويس عام 1956 وفرضت الدول الغربية مقاطعة اقتصادية على مصر وبخاصة على القطن هنا أعلنت الصين عن وقوفها ألا محدود بجانب مصر فى رسالة بعث بها رئيس الصين  للرئيس جمال عبد الناصر فى كلمات دقيقة وهامة : "إنه لو أطال كل صينى قميصه سنتيمترا واحدا لحتاجت الصين أضعاف إنتاج مصر من القطن" وفعلا تم ذلك  ولهذا صمدت مصر فى تأييدها للصين لاستئناف عضويتها فى الأمم المتحدة وتمسكت مصر دائما بمبدأ الصين الواحدة وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين وهكذا كانت بداية  المواقف الايجابية  بين أصحاب الحضارات ..
 

فمصر كانت أول دولة عربية وافريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين عام 1956

و مصر تدخل الأن في مرحلة جديدة من بناء العلاقات المتوازنة مع الدول الكبرى وهو ما يفرض تحديات ومسئوليات جديدة على المؤسسات الوطنية تجعل من الصين السند الحقيقى لمصر فى هذه المرحلة الدقيقة من مستقبلها..

يشهد العالم حاليا عملية تحول في النظام الدولي وتحول في العلاقات الدولية إلى أن هناك ثمة اجماع على أن العالم مقبل على نظام متعدد القوى والمراكز وقد تكون الصين أهم هذه المراكز ليس فقط سياسيا واقتصاديا ولكن بامتلاك تكنولوجيا المستقبل التى تحتاجها مصر لتستمر فى مسيرتها

على جانب أخر فإن الصين مهتمة بالعلاقات الإستراتيجية مع مصر وذلك لما لمصر من ثقل وأهمية في أفريقيا والعالم العربي والإسلامي وهو ما يمنحها دورا إقليميا بارزا تستفيد منها الصين فى المرور الأمن من خلاله إلى أفاق تحقق من خلال ديمومة القوى فى العالم الذى شهد سيطرة أوروبا وأمريكا علي طيلة العقود الماضية وآن الأوان أن تكون السنوات القادمة هى سنوات الصين فى قيادة العالم أو بالأحرى قيادة شطر منه...

فى السنوات الأخيرة  الصين أصبحت الشريك التجاري الأكبر لمصر إذ بلغ حجم التجارة البينية بين البلدين 10.5 مليار دولار في 2013 وسيبلغ هذا الحجم 11.5 مليار دولار في 2014 وذلك بعد التراجع الأوروبى و الأمريكى للتعاون الاقتصادي مع مصر على خلفية  ما حدث فى مصر خلال ثورتى 25 يناير ومن بعدها ثورة 30 يونية  .

كما أن السياسة التجارية المصرية تعتمد على التوجه للخارج وأن مصر تفتح أبوابها للاستثمار الصيني في مختلف المجالات بما فيها الطاقة والمواصلات والبنية التحتية والتى ثبت بما لا يدع  للشك أن حركة رأس المال الغربى مرتبط بمصالح الحكومات الغربية وليس تنمية الشعوب العربية وهذا عكس تعامل الصين مع مصر خلال افترة الماضية.

ولكن ربما يكون تعامل البلدين تجاه القضايا والاستثمار فى أفريقيا هو المحك الرئيسى  فى ثوابت هذه السياسات ففى الوقت الذى رفعت فيه مصر يدها عن مساعدة الدول الأفريقية كانت الصين من أولى الدول التى استفادت من ذلك وأمطرت القارة السمراء بالمشروعات الصينية .. فهل ستكون الشراكة بين الدولتين أم أنه سوف يأخذ شكل من الصراع بعد عودة مصر لأحضان القارة فى أعقاب ثورة 30 يونية؟

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز