المواطنة خطة عمل

بقلم : د. عزة بدر

ربما لم تجد مكانا فى الباص ولا فى طابور العيش أو زاحمك الناس ووقعت بقوة الدفع على الأرض لمس أكتاف لكنك ستنفض ملابسك و تقوم لتقول : " حصل خير " , أو " المسامح كريم " , و"صاف يالبن .. حليب صافى " .

فى لحظة يصبح كوب الماء شهدا , ورغيف الخبز قمرا وتغنى : " أحبه .. أعشقه .. أزهو به للأبد / وخير ما أشدو به أنى أحب بلدى.

بالتأكيد أن كل هذه المشاعر الدافئة التى نشعر بها من حب للوطن وناسه هى التعبير عن الإحساس بالمواطنة وصفها يحى حقى فقال : " بلادنا أم الدنيا .. نحبها بالفطرة .. بالغريزة " , ولكن علماء التربية يؤكدون على أنه مع التغيرات السريعة فى مجالات الحياة المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية ستتغير أنماط التفكير والسلوك بما قد يهدد الهوية الوطنية وتماسك المجتمع , وفى ظل هذه الظروف لن تصبح المواطنة بالصدفة فى القرن الواحد والعشرين ولكن لابد من وجود نظام ليكون الفرد مواطنا مسئولا فى المجتمع ولذا تتجه معظم الدول إلى إضافة مادة التربية للمواطنة فى مناهج الدراسة فى جميع المراحل التعليمية كما يقول د. فاروق عبد الحكيم ود. أمانى طه فى كتابهما " المواطنة بين النظرية والتطبيق" ففى الصين تم الربط بين التعليم والعمل الإنتاجى برفع مستوى الوعى بأهمية العمل اليدوى وغرس روح العمل الجماعى لتعزيز المواطنة , وفى اليابان حددت وزارة التربية والتعليم أهداف التربية للمواطنة لتعزيز فهم وتقدير ومحبة الأرض والتاريخ والموطن , وفى أسترالية تعتمد برامج المواطنة الجديدة على اكتشاف الديمقراطية فى جميع المواد الدراسية كطريقة حياة وسلوك من خلال تنمية المعرفة عن حقوق الإنسان وواجباته والتنوع الثقافى وقبول الآخر , وتعلم المهارات المرتبطة بثقافة طرح الأسئلة وحرية التفكير .

يحتاج المواطن اليوم أن يكون مبدعا ليسهم فى التقدم فالمواطنة خطة عمل لبناء المستقبل .