![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
![روح الإنصاف](/Userfiles/Writers/160.jpg)
د. عزة بدر
روح الإنصاف
بقلم : د. عزة بدر
" ثورة أم إنقلاب ؟ " سؤال طرحه الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى مؤكدا حاجتنا إلى مراجعة ليست محصورة فى تجربة يوليو وحدها بل هى مراجعة شاملة تتناول السياسة والدين والتاريخ و كأن روحا جديدة انبعثت فينا تدفعنا دفعا لمحاسبة أنفسنا وتصحيح أخطائنا , و هو مانتفق معه فيه , نحن بالفعل نحتاج إلى إعمال العقل الناقد فى كل أمورنا بشرط أن نلتزم بروح الإنصاف , وقد كتب حجازى ونحن نحتفل بثورة 1952يقول : " إن حركة يوليو هدمت الحاضر والمستقبل " ! , وهذا حكم جائر يصادر أى إنجاز قومى أو ثورى للأمة , ويشيع روح اليأس فى نفوس أجيال جديدة تتطلع إلى ماضيها وتستمد منه أجمل وأنبل مافيه لتواجه الحاضر والمستقبل .
يقول حجازى " أن حركة يوليو لم تكن ثورة لأن الثورة تهدم الحاضر أو تتجاوزه لتبنى المستقبل , وأن حركة يوليو هدمت الحاضر والمستقبل " ثم يعلق على آراء واجتهادات من كتبوا عن ثورة يوليو فيقول : " قرأت ماكتبه عنها عبد الرحمن الرافعى , وطه حسين , وتوفيق الحكيم , وأسامة الغزالى حرب , وأحمد زكريا الشلق , ومغاورى همام مرسى فضلا عما دار حولها من شهادات ومذكرات , وأعمال أدبية وفنية فلم أجد مايقنعنى بغير ماكنت مقتنعا به من الأصل " .
وبالطبع من حق حجازى أن يعبر عن رأيه , وأن يقدم رؤيته كمثقف عاش أحداث هذه الثورة , ومن واجبنا أن نحترم العقل الناقد بشرط أن تتوافر له أسباب وبراهين قوية , وألا يكون الحكم على الأمور جائرا , وخاصة أن حجازى يقول مناقضا نفسه فى ذات المقال : " ثورة أم انقلاب ؟ " فيقول " أن نظرته تغيرت لحركة يوليو بعد خطواتها الثورية : تحديد الملكية الزراعية وتوزيع الأرض على الفلاحين المعدمين والمفاوضات التى انتهت برحيل الإنجليز عن مصر , وقيام منظمة عدم الانحياز , وتأميم قناة السويس , والتصدى للعدوان الفرنسى الإنجليزى الإسرائيلى على النحو الذى ارتسمت فيه خريطة جديدة تحولت فيها حركة الجيش إلى ثورة " , ثم يعود فيختتم مقاله بحكمه الجائر أنها " حركة هدمت الحاضر والمستقبل ! ".
ما أقسى أن يفتقد التفكير النقدى إلى روح الإنصاف .