عاجل
الجمعة 14 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
روح الإنصاف

روح الإنصاف

بقلم : د. عزة بدر

" ثورة أم إنقلاب ؟ " سؤال طرحه الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى مؤكدا حاجتنا إلى مراجعة ليست محصورة فى تجربة يوليو وحدها بل هى مراجعة شاملة تتناول السياسة والدين والتاريخ و كأن روحا جديدة انبعثت فينا تدفعنا دفعا لمحاسبة أنفسنا وتصحيح أخطائنا , و هو مانتفق معه فيه ,  نحن بالفعل نحتاج إلى إعمال العقل الناقد فى كل أمورنا بشرط أن نلتزم بروح الإنصاف , وقد كتب حجازى ونحن نحتفل بثورة 1952يقول : " إن حركة يوليو هدمت الحاضر والمستقبل " ! , وهذا حكم جائر يصادر أى إنجاز قومى أو ثورى للأمة , ويشيع روح اليأس فى نفوس أجيال جديدة تتطلع إلى ماضيها وتستمد منه أجمل وأنبل مافيه لتواجه الحاضر والمستقبل .



يقول حجازى " أن حركة يوليو لم تكن ثورة لأن الثورة تهدم الحاضر أو تتجاوزه لتبنى المستقبل , وأن حركة يوليو هدمت الحاضر والمستقبل " ثم يعلق على آراء واجتهادات من كتبوا عن ثورة يوليو فيقول : " قرأت ماكتبه عنها عبد الرحمن الرافعى , وطه حسين , وتوفيق الحكيم , وأسامة الغزالى حرب , وأحمد زكريا الشلق , ومغاورى همام مرسى فضلا عما دار حولها من شهادات ومذكرات , وأعمال أدبية وفنية فلم أجد مايقنعنى بغير ماكنت مقتنعا به من الأصل " .

وبالطبع من حق حجازى أن يعبر عن رأيه , وأن يقدم رؤيته كمثقف عاش أحداث هذه الثورة , ومن واجبنا أن نحترم العقل الناقد بشرط أن تتوافر له أسباب وبراهين قوية , وألا يكون الحكم على الأمور جائرا , وخاصة أن حجازى  يقول مناقضا نفسه  فى ذات المقال : "  ثورة أم انقلاب ؟ " فيقول " أن نظرته تغيرت لحركة يوليو بعد خطواتها الثورية : تحديد الملكية الزراعية وتوزيع الأرض على الفلاحين المعدمين  والمفاوضات التى انتهت برحيل الإنجليز عن مصر , وقيام منظمة عدم الانحياز , وتأميم قناة السويس , والتصدى للعدوان الفرنسى الإنجليزى الإسرائيلى على النحو الذى ارتسمت فيه خريطة جديدة تحولت فيها حركة الجيش إلى ثورة " , ثم يعود فيختتم مقاله بحكمه الجائر أنها " حركة هدمت الحاضر والمستقبل ! ".

ما أقسى أن يفتقد التفكير النقدى إلى روح الإنصاف .

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز