عاجل
الإثنين 10 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الحياة بجناحين

الحياة بجناحين

بقلم : د. نهلة زيدان الحوراني

 أحب طيوره لدرجة أغضبت زوجته ... نشأت بينه وبين أجنحتها علاقة تشبه الخروج من هذا العالم بلا موت ... لطالما أخبره والده أن تلك العصافير تجعله يطير ولا أحد من البشر يفهم من الطيران غير أن يقع وتنكسر رقبته يومًا ما ...



 لكل عالم مما يدرس نصيب ... الطيور منحته خطوات واسعة فى تاريخه العلمى ... كما أهدته نصيبًا من الحرية بقدر امتداد أجنحتها ... لا ينام إلا بصحبة ببغائه المفضل كقرصان فى سفينة سرير ... تزوج من زميلته لأنها استطاعت أن تفهم هذا الميل لديه ... وخلال العام الأول من زواجه كان سعيدًا بالفعل ... لم يخرج الببغاء من غرفة النوم ولم يعطش طائر لرؤياه ... عاد فجأة ذات مساء لتصيبه الدهشة من ضجيج الطيور الجائعة ... المنزل خالٍ وكذا أفواه الطيور معداتها ... كانت تعلم تمامًا أنها كطائر من طيوره هجر العش ... سيحزن لهجرها لأنه يحبها ... لكن كيف تعيش مع رجل لا يعطيها مكانًا أكبر من مكان طائر فى عشه ؟! ... حاولت الطيران لكنها لم تستطع فكانت الأقل عطاءً وتكيفًا فى المكان ...

استطاع أن يتجاوز الأزمة بالمزيد من الأجنحة ... هى نُقلت لإدارة بحثية أعلى ... وهو ظل يمارس هواياته وينجح ... ويسافر حاملًا أفكاره وأجنحته ... بالأمس وهو يشارك فى مؤتمر صغير بمدينة الإسكندرية فقد ببغاؤه ... صحا فى غرفته بالفندق ولم يجده فى القفص ... كان مدير الفندق يبحث بكامل طاقمه عن الببغاء ويلعن نفسه ألف مرة لسماحه باصطحاب الحيوانات داخل الغرف للمرة الأولى فى تاريخه ... وأثناء البحث اكتشف أن جميع عمال الاستقبال والمطبخ يسرقونه .. فالعثور على مبالغ نقدية وأطعمة وأدوات مطبخية كان أسهل من العثور على من يطير.. عاد الببغاء بإعلان وظائف خالية ...

حين كان يسدد شيك الإقامة قال للمدير : (الطيور لا تعرف النفاق ... كشفت لك الحقيقة) لكن المدير أصيب بفوبيا الطيور للأبد ...

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز