طارق الشناوى
الضحية والجلاد.. شيرين أَمْ حسام؟
تضرب شيرين بعشوائية هنا وهناك وكأنها خارجة عن السيطرة، وهكذا بدون أن تقصد أساءت إلى أسرة الموسيقار الكبير الراحل حسن أبو السعود عندما قالت أنها صارت تشبهه، ما قصدته أنها صارت سمينة مثله، إلا أنها أثناء إطلاق ضرباتها العشوائية هنا وهناك، لا تدرى أن بعض الكلمات تصيب شظاياها الكثيرين وأولهم شيرين، التي لا أتصورها فى حالة سوية على المستويين النفسى والذهنى.
كل ما ذكرته مع لميس الحديدى فى حوارها الأخير عبر فضائية (أون تى في) يشير إلى أن شيرين توجه إهانات بل طعنات إلى كثيرين وأولهم شيرين، فما هو الداعى الذي يجعلها تتلقى كل هذه الضربات من زوجها السابق حسام حبيب؟ وتتحمل السحل ناهيك عن الضرب والإهانات ثم تواصل حياتها مع نفس الشخص الذي لا يكف عن إذلالها، شيرين هى صاحبة القرار فى الطلاق، ولديها أسلحة تجعل الزوج حسام حبيب عندما تطلب أن يبتعد عنها يفعل ذلك على الفور، ولو كان لديه القدرة فى هذا الصراع على أن يفعل شيئا آخر، ويرجئ مثلا الطلاق لما تردد، ولكن كما يبدو أنه مجبر على تنفيذ ما تريده شيرين.
ولم تكن المرة الأولى، سبق قبل نحو ثمانية أشهر عندما هدد والد حسام حبيب ابنه فى رسالة صوتية تم تسريبها من حوار بهتك عرضه وفضحه على الملأ مخترقا فراش الزوجية، من أجل أن يحط من قدره أمام زوجته وأصدقائه وجيرانه.
هذا هو ما فعله والد حسام حبيب زوج شيرين بهذا التسجيل القديم، الذي أراد من خلاله فضح ابنه عندما وصفه بالانتهازى، الذي تزوج امرأة ثرية لتنفق عليه ثم يتزوج بأموالها امرأة أخرى، بينما رد عليه الابن بما هو أشد ضراوة، فصار الأب هو المستغل الحاقد الذي يبتز ابنه وزوجة ابنه، وثمن سكوته أموالا ينتظرها حتى يصمت، هذا هو ما نعت به ابن أباه علنا وعلى رؤوس الأشهاد، وكأنه يستجير بالناس لإنقاذه من هذا الأب، الذي لا يحمل له سوى الكراهية والحقد، لا يوجد فى مثل هذه المعارك أى مبرر يشفع لأحد بحجة مثلا أن البادى أظلم، والأب هو الذي بدأ فيصبح علينا أن نلتمس العذر للابن، عندما يرد على طعنة السكين بضربة ساطور، وعلى طلقة المسدس بقنبلة عنقودية، تلك معادلات صفرية الكل فيها مهزوم مهزوم، الأب والابن وحتى الأحفاد.
ليس جديدا قطعا أن تحتل شيرين كل هذه المساحات على تطبيقات الوسائط الاجتماعية، حياتها الشخصية مع كل أزواجها السابقين وحتى الأخير، الذي صار يحمل لقب طليق، تشهد ضربات هنا وهناك، وتكذيبًا مرة وتأكيدًا أخرى، و«محضر تعدى» يرد عليه بمحضر سرقة، وكأنها لا تتنفس الحياة ولا تتعاطى مع الغناء إلا وهى فى حالة صخب وضجر، لقد صار الجمهور طرفا أساسيا فى حياة عدد من الشخصيات العامة.
تحولت أسرار البيوت إلى مادة للتسلية والتندر لدى الناس، كل طرف ينتظر وهو يعرض قضيته أن تؤازره الجماهير.
شيرين غير منضبطة فى ردود أفعالها، ولكنها ليست أبدا الضحية كما تحاول أن تصدر ذلك للرأى العام، بين الحين والآخر توجه ضربة مباغتة لمن يقترب منها، فتصبح هى الجلاد، وهكذا نال منها حسام حبيب تلك الضربات، فوق وتحت الحزام، ولا أتصور أن هذا هو الفصل الأخير، لن تتوقف شيرين عن التورط أكثر وأكثر ومن حفرة إلى دحديرة، وبعد ذلك يقولون إن الاعلام يدس أنفه فى حياة الشخصيات العامة، بينما تلك الشخصيات لم تحتفظ أبدًا بأى خصوصية لتصبح بمنأى عن الإعلام؟