كيف تصبح مشهورًا في السوشيال ميديا؟

سؤال يبغى كثيرين الإجابة عليه وتحقيقه في حياتهم، بغض النظر عن الطريقة التي يشتهرون بها، فقد أصبحت الغاية تبرر الوسيلة، والهدف هو جذب الانتباه لهم، بغض النظر إذا كان ما يفعلونه صواب أم خطأ.

تشير الدراسات أن أولئك الذين يبحثون عن الشهرة، ترتبط منشوراتهم بشكل كبير بالاستعراض والتباهي ويترجمون هذا في نوعية الصور التي ينشرونها وتحديث الحالة الشخصية، فالأفراد الأكثر نرجسية يميلون إلى نشر صور سيلفي وصور ذاتية وتحديث صورهم الشخصية طوال الوقت، وترتبط النرجسية  بالرغبة في الشهرة بشدة، حيث يكون الأشخاص متمحورين حول الذات وجايعين لتغذية ذواتهم بإعجاب الآخرين بهم. 

يسعى البعض للحصول على الشهرة بالخروج عن آراء الجماعة وهي عكس سياسة القطيع، فبينما تتحرك كتلة الغالبية في اتجاه معين يخرج هؤلاء بآراء شاذة مختلفة ومخالفة للجماعة وحتى قد تكون خروجاً عن المعتقدات والقيم العامة، تبنيهم لآراء مختلفة يجذب انتباه بعض البوابات الإلكترونية التي تعيش على الترند، فتبدأ بتوجيه الانتباه عليهم، فيلتفت انتباه الجمهور عليهم فيعارضونهم وتبدأ معركة افتراضية بين الطرفين، وبهذا يشتهرون ما يشبع لديهم شيء داخلي ويفرز هرمون الدوبامين فيشعرون بالسعادة بغض النظر عن تماشي آرائهم مع الصواب أم لا.

حينما يقتل شاب فتاة، ويخرج من يدافعون عن القاتل فالأمر يستحق المراجعة، ثم حينما ينادي شخص بجمع مبلغ الفدية أو بالتبرع بالدفاع عن قاتل فهو لا يقصد إفادة القاتل بقدر ما يسعى للحصول على الشهرة والتواجد على ساحة الأحداث.

حينما تنسب فتاة لنفسها تصميم رسوم محطة المترو ثم نفاجأ أنها مسروقة من فنان آخر دون حتى الإشارة لاسمه بجانب لوحاته فالأمر يستحق تعظيم الدور الرقابي للإعلام والجمهور وعدم الاكتفاء بالترند.

يصبح بعض رجال الأعمال مشهورين على وسائل التواصل الاجتماعي حينما يهربون بأموال الشعب، ويغررون بكبار المسؤولين محتمين بنفوذهم.

وفي رحلة البحث عن فنانة مشهورة، تظهر قصص وتأويلات ومناقشات عامة هدفها شغل الرأي العام وجعله يتبني أفكار غريبة لا نعرف مدى صحتها.

الباحثون عن الشهرة كثيرين، لا يعلم نواياهم الا الله وحده، لذا على وسائل الإعلام أن تتوخى الحذر حينما تقرر تصعيد قصة أو جعل كلام منحرف لشخص معين ترند فهي بهذا نشارك في جريمته وتؤذي المجتمع ككل.