جزر سليمان .. تنافس صيني أمريكي ومخاوف غربية من سيطرة بكين عليها
السيد علي
جزر سليمان من أكثر الكلمات بحثا على محرك البحث العالمي جوجل، وذلك بعد توقيع اتفاقية أمنية موسعة بينها وبين الصين أمس الثلاثاء، والذي آثار انتقادات الغرب خاصة أمريكا وأستراليا، خوفا من أنه قد توفر موطئ قدم للجيش الصيني في جنوب المحيط الهادي.
وجزر سليمان، هي دولة تقع في جنوب المحيط الهادي. تتألف من أكثر من 990 جزيرة، مجموع مساحتها 28450 كم²، وعاصمتها هونيارا، واللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية للجزر، وترأسها الملكة إليزابيث الثانية بصفتها ملكة الجزر، ويمثلها ديفيد فوناجي كحاكم عام.
وتشكل تلك الجزر من أرخبيل في جنوب المحيط الهادئ، بالإضافة إلى جزر فيجي وفانواتا وبابا غينيا الجديدة، مناطق استراتيجية مهمة في المحيطين الهادئ والهندي، حيث تتسابق عليها كل من أمريكا والصين للتوسع والتمدد فيها.
الاتفاقية الأمنية بين جزر سليمان والصين
وتسمح الاتفاقية الأمنية الموقعة للبحرية الصينية لرسو السفن الحربية في الجزر، ما جعل الولايات المتحدة وحلفاءها في أستراليا ونيوزيلندا في سباق دبلوماسي لوقفها.
وتنص الاتفاقية، وفق مسودة سربت على الإنترنت الشهر الماضي، على إجراءات تسمح بانتشار أمني وعسكري صيني في الجزيرة التي تشهد اضطرابات والواقعة في جنوب المحيط الهادئ، بحسب موقع "أكسيوس".
كذلك، تضمنت مقترحاً بأن "يمكن للصين، وفقا لحاجاتها وبموافقة تلك الدولة، إجراء زيارات للسفن والقيام بعمليات تموين لوجستية والتوقف والعبور في الجزر".
ويمكن أيضاً وفق المسودة، لجزر سليمان أن تطلب من قوات الأمن الصينية إرساء "النظام الاجتماعي". كما سيكون لبكين أيضا سلطة "حماية سلامة الموظفين الصينيين والمشاريع الكبرى" بمجرد وصولهم إلى الجزر. تنافس بكين وواشنطن.
وكانت تلك الجزيرة هادئة نسبياً قبل أن تصبح ساحة تنافس بين بكين وواشنطن، حيث قررت واشنطن إرسال وفد رفيع المستوى من البيت الأبيض ووزارة الخارجية هذا الأسبوع إلى الجزر.
في حين كان من المفترض أن يحاول المسؤولون الأمريكيون بقيادة منسق البيت الأبيض لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، كورت كامبل، ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، دانييل كريتنبرينك، تغيير رأي رئيس وزراء جزر سليمان بشأن الاتفاقية.
يذكر أن الجزر أعلنت في مارس أن "مسؤولين من الدولة الأرخبيلية وجمهورية الصين الشعبية وقعوا بالأحرف الأولى على بنود إطار تعاون أمني ثنائي بين البلدين".
وتصاعد القلق الأمريكي منذ تحويل الجزر ولاءها من تايوان إلى الصين عام 2019، لتزيد التباعد مع تسريب مسودة الاتفاقية الأمنية التي تمنح بكين موطئ قدم لبكين في المحيط الهادئ قريبا من أستراليا ونيوزلندا.