"الجوهري" جنرال الكرة المصرية
شيماء حلمي
بطل إمساكية اليوم التاسع من رمضان، هو أحد أفضل المدربين الذين مروا على المستطيل الأخضر، والذي تمكن من تسطير اسمه بإنجازات غير مسبوقة، منها نجاحه فى قيادة المنتخب القومى للوصول إلي كأس العالم عام 1990 بعد غياب 56 عاماً، أنه جنرال الكرة المصرية محمود الجوهري.
نشأته
ولد محمود الجوهري في 20 فبراير 1938، إلا أنه علي خلاف الأساطير الرياضية ورموز الكرة الكبار، لم يبدأ حياته كلاعب كرة قدم، فقد تخرج من الكلية العسكرية الحربية وعمل في بداية حياته ضابطاً بالقوات المسلحة، وشارك في حرب 1973.
بدايته كلاعب
بدأ الجوهري مسيرته الرياضية داخل جدران القلعة الحمراء، واستمر إلي ما يقرب من 10 سنوات، إلا أن الحظ لم يحالفه خلال رحلته كلاعب بسبب تعرضه للإصابة بالرباط الصليبي، وكانت تلك الإصابة وقتها انتهاء مسيرة اللاعب الكروية، وأعلن اعتزاله فى الستينات من القرن الماضى، وعلي الرغم من قصر رحلته كلاعب إلا أنه استطاع أن يكتب اسمه بحروف من ذهب بتتويجه بعدد من البطولات مع الأهلي، بالفوز بلقب الدوري فى ست نسخ، وكأس مصر نسختين، كما تمكن من الفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية عام 1959 مع منتخب مصر، والتتويج بجائزة هداف البطولة.
احتراف التدريب
اقتحم الجوهري عالم التدريب تدريجيا داخل صفوف القلعة الحمراء، حتى تولي تدريب الفريق الأول، وعاد إلي حصد البطولات مع الأهلي لكن هذه المرة كمدرب، وذلك عندما نجح في قيادة الأهلي لتحقيق دوري أبطال إفريقيا عام 1982، وكأس مصر مرتين، ثم كأس الكؤوس الإفريقية عام 1985.
تدريب المنتخب الوطني
اتجهت أنظار الاتحاد المصري لكرة القدم إلى عبقرية الجوهرى كمدرب، وتم تعيينه رسميا مدرباً للمنتخب القومى عام 88، ليبدأ تحقيق حلم الوصول إلى المونديال بعد غياب استمر 56 عاماً، تمكن الجوهري من فك شفرة الوصول للمونديال عام 1990 وتحقيق حلم جماهير الكرة المصرية، ليخلد اسمه فى التاريخ كونه المدرب المصري الوحيد الذي تمكن من قيادة المنتخب إلي الوصول لكأس العالم، كما قاد الفراعنة للفوز بلقب كأس العرب عام 1992، فضلاً عن الفوز بكأس الأمم الإفريقية عام1998.
تدريب الزمالك
وسط دهشة الجميع أعلن محمود الجوهري عن تدريب نادى الزمالك الغريم التلقيدي للأهلي، وكانت علاقته مقطوعة مع المايسترو صالح سليم، رئيس مجلس إدارة النادى الأهلى فى ذلك الوقت، وليصبح الجوهرى أول مدرب وطني يقوم بتدريب الغريمين، وقاد الجوهري الزمالك للفوز بطولة دوري أبطال إفريقيا، ليصبح مرة أخرى المدرب الوطني والإفريقي الوحيد الذي فاز بدوري أبطال إفريقيا مع ناديين مختلفين، كما حصد مع الزمالك بطولة السوبر الإفريقي على حساب النادي الأهلي.
عودته للمنتخبات
فى عام 2002 توجه الجنرال محمود الجوهرى لقيادة منتخب الأردن، ونجح معه فى التأهل لكأس الأمم الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه، إضافة للوصول للمربع الذهبي في ذات البطولة، كما حصل مع المنتخب الأردنى على المركز الثالث فى البطولة العربية، للمرة الأولى فى تاريخ الأردن، وحصد مقعد وصيف كأس غرب آسيا، وهو ما دفع ملك الأردن لتكريمه بأعلى وسام فى البلاد، وبعد تركه المنتخب أعلن محمود الجوهري اعتزاله للتدريب، والعمل مديراً فنياً للاتحاد المصري لكرة القدم، وتلا تلك المرحلة بالعودة مرة أخرى إلى الأردن للعمل مستشاراً للأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، وأشرف علي وضع برامجً وخطط للبناء الرياضي فى الأردن، وشرع في تنفيذها حتى آخر لحظة في حياته، لكنه توفى قبل استكمال مهمته بالأردن في 31 أغسطس 2012، تاركا مسيرة كروية مميزة وسجل حافل بالبطولات والإنجازات الكبيرة، غير المسبوقة، محققاً مقولته الشهيرة "اعتزالي المبكر جعلني أسعى بقوة لتحقيق ما فاتني في الملعب، ومع اللاعبين الذين أدربهم ".
ألقاب في حياته
خلال مشواره الكروي حصل الجنرال محمود الجوهري على العديد من الألقاب منها: أفضل مدرب في إفريقيا 3 مرات، بناءً على اختيار الاتحاد الإفريقي (1989 و1993 و1998)، فضلاً عن اختياره من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ضمن قائمة أفضل 20 مدربًا في العالم عام 1998، إلا أن لقبه الأشهر الذي لا يزال مقترناً باسمه حتى الآن هو الجنرال، والذي يأتى على خلفية صرامته كمدرب وكقائد حربي سابق فى القوات المسلحة.