وزير الخارجية الصينى يكشف تفاصيل مشاركته في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي
هدى المصرى
تحدث مستشار الدولة وزير الخارجية الصينى ، وانغ يي، عن اهمية حضوره للدورة الـ48 لاجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي انعقدت مؤخرا في إسلام أباد في باكستان وزياراته إلى كل من باكستان وأفغانستان والهند ونيبال.
وقال وانغ يي، فى تصريحات رسمية لوسائل الإعلام المركزية الصينية، إن حضوره كوزير خارجية صيني للمرة الأولى في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بناء على الدعوة التي وجهت له، هو بمثابة متابعة تاريخ الصداقة بين الجانبين من جهة، ومن جهة أخرى تجسيد للتطلعات إلى تعزيز التعاون في المستقبل.
وأضاف وانغ : كان عنوان هذه الدورة من مجلس وزراء الخارجية المتمثل في "بناء الشراكات من أجل الوحدة والعدالة والتنمية" يكتسب أهمية واقعية مهمة، لما يعكس من التطلعات المشتركة لأغلبية دول العالم في ظل الأوضاع الدولية المضطربة والمتحولة، وهو بالذات الهدف الرئيسي من المشاركة الصينية في هذا الاجتماع.
واشار وزير الخارجية الصينى إلى الكلمة التي ألقاها باسم بلاده في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، والتي استخلصتُ "التمسكات الثلاثة الدائمة" في التبادلات بين الحضارتين الصينية والإسلامية، أي التمسك بتبادل الاحترام والثقة، والتضامن والتساند، والتعلم والاستفادة المتبادلة؛ كما أكدت على رغبة الجانب الصيني في بناء "علاقات الشراكة في أربعة مجالات" مع الدول الإسلامية، أي التضامن والتنسيق، والتنمية والنهضة، والأمن والاستقرار، والاستفادة المتبادلة بين الحضارات.
وأفاد وانغ بإقتباس رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان خصوصا في كلمته الرئيسية أمام الجلسة الافتتاحية القول المشهور للنبي محمد "اطلبوا العلم ولو في الصين"، مؤكدا أن الحضارتين الإسلامية والصينية يجمعهما كثير من القيم والمساعي، ومن الضروري إضفاء مقومات عصرية جديدة على الصداقة بين الدول الإسلامية والصين في ظل ظروف تاريخية جديدة .
كما أشار الوزير الصينى إلي حديث أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه خلال الاجتماع إلى أن حضور وزير الخارجية الصيني لأول مرة في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة له أهمية تاريخية، إذ أنه يبعث بإشارة قوية تؤكد على اهتمام الجانب الصيني بالعالم الإسلامي وحرصه على تعزيز التعاون مع الدول الإسلامية، لافتا إلى إعراب الدول الإسلامية عن تقديرها للجهود الصينية الحثيثة لمساعدة الجانب الإسلامي على مكافحة الجائحة وإعادة النمو، وتسجيلها تقييما عاليا لدعم الجانب الصيني لها لحل القضايا الساخنة الراهنة بالحكمة الإسلامية، والتأكيد على تطلعها بحرص إلى الارتقاء بالعلاقات بين الدول الإسلامية والصين إلى مستوى جديد، بما يقدم مساهمات جديدة من الحضارتين الإسلامية والصينية إلى قضية تقدم البشرية.
كما أعلن وزير الخارجية الصينى خلال تصريحاته الإعلامية بتوصل الصين والدول الإسلامية خلال الاجتماع إلى توافقات مهمة حول المواضيع الواسعة النطاق قائلا : اتفقنا على تعميق التنسيق والتعاون الاستراتيجيين بين الصين والدول الإسلامية، والعمل سويا على رفض التمييز الحضاري ومعارضة نظرية التفوق الحضاري ونظرية صراع الحضارات؛ و اتفقنا على مواصلة التضامن من أجل مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد وتعميق التعاون في إنتاج اللقاح وتطوير الأدوية وغيرهما من المجالات، وتضافر الجهود لهزيمة الجائحة؛ و اتفقنا على التشارك في بناء مبادرة "الحزام والطريق" بجودة عالية وترسيخ التعاون التقليدي وخلق نقاط بارزة جديدة له؛ كما اتفقنا على تعزيز التواصل والتنسيق حول تنفيذ مبادرة التنمية العالمية لإضفاء قوة دافعة على تحقيق أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة؛ واتفقنا على إلحاح إيجاد حل عادل للقضايا الإقليمية الساخنة، وعدم نسيان القضية الفلسطينية أو تهميشها، وعدم استمرار الظلم التاريخي؛وأيضا اتفقنا على ضرورة إرشاد وتعبئة الدول النامية لتعزيز التضامن الجماعي، وضرورة الدعوة إلى تعددية الأطراف الحقيقية ونبذ عقلية الحرب الباردة ورفض المجابهة بين المعسكرات، وضرورة الحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية.