عاجل
الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

نيويورك تايمز: 3 سيناريوهات لانتهاء الحرب الروسية الأوكرانية "الأول خسائره مهولة"

الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي الشهير توماس إل فريدمان
الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي الشهير توماس إل فريدمان

طرح الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي الشهير توماس إل فريدمان، في مقال تحليلي بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ثلاثة سيناريوهات حول مصير الحرب الروسية الأوكرانية.



 

يقول فريدمان: إن الحرب على أوكرانيا هي أكثر حدث تحولي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وأخطر مواجهة للعالم منذ أزمة الصواريخ الكوبية.

 ورجح الكاتب ثلاثة سيناريوهات محتملة لكيفية انتهاء هذه القصة، أطلق على كل سيناريو اسم مختلف، "الكارثة الكاملة"، "التسوية القذرة" و "الخلاص".

 

سيناريو الكارثة الكاملة من وجهة نظر الكاتب هو قيد التنفيذ الآن، ما لم يغير فلاديمير بوتين رأيه أو يتمكن الغرب من ردعه، ويتمثل في استعداد بوتين لقتل أكبر عدد ممكن من الناس وتدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية لأوكرانيا حسب الضرورة لمحو أوكرانيا كدولة حرة مستقلة من الوجود. ويقضي تمامًا على الثقافة الأوكرانية وإسقاط قيادتها السياسية. 

قد يؤدي هذا السيناريو إلى جرائم حرب لم يشهد مثلها في أوروبا من حيث الحجم منذ النازيين، وهي جرائم من شأنها أن تجعل فلاديمير بوتين وأعوانه وروسيا منبوذين من جميع أنحاء العالم.

 

فالعالم الحديث لن يضطر أبدًا إلى التعامل مع زعيم متهم بهذا المستوى من جرائم الحرب، وتمتلك دولته مساحة من الأرض تمتد على 11 منطقة زمنية، وأحد أكبر مزودي النفط والغاز في العالم ويمتلك أكبر ترسانة من الرؤوس الحربية النووية.

 

كل يوم يرفض فيه بوتين التوقف نقترب من أبواب الجحيم، مع كل مقطع فيديو من TikTok ولقطة هاتف محمول تُظهر وحشية بوتين، سيكون من الصعب على العالم أن يتخطى الأمر، لكن التدخل الغربي يخاطر بإشعال الحرب الأولى في قلب أوروبا التي تنطوي على أسلحة نووية، كما أن السماح لبوتين بتحويل كييف إلى أنقاض، بمقتل الآلاف سيسمح له بإنشاء أفغانستان أوروبية، مما يؤدي إلى انتشار اللاجئين والفوضى.

 

لا يملك بوتين القدرة على تنصيب زعيم دمية في أوكرانيا وتركه هناك: فالدمية ستواجه تمردًا دائمًا، لذلك، تحتاج روسيا إلى نشر عشرات الآلاف من القوات بشكل دائم في أوكرانيا للسيطرة عليها، وسوف يقوم الأوكرانيون بإطلاق النار عليهم كل يوم.

يقول الكاتب إنه لأمر مرعب مدى ضآلة تفكير بوتين في الكيفية التي تنتهي بها حربه، ويضيف: "أتمنى أن يكون بوتين مدفوعًا بالرغبة في إبعاد أوكرانيا عن الناتو؛ نمت شهيته إلى أبعد من ذلك بكثير. بوتين في قبضة التفكير السحري: كما قالت فيونا هيل، أحد خبراء الشأن الروسي البارزين في أمريكا، في مقابلة نشرتها صحيفة بوليتيكو يوم الاثنين، إنه يعتقد أن هناك شيئًا يسمى "روسكي مير"، أو "العالم الروسي"؛ أن الأوكرانيين والروس هم "شعب واحد"؛ وأن مهمته هي هندسة "إعادة جمع كل المتحدثين بالروسية في أماكن مختلفة كانت تنتمي في وقت ما إلى القيصرية الروسية."

 

لتحقيق هذه الرؤية، يعتقد بوتين أنه من حقه وواجبه تحدي ما يسميه "نظامًا قائمًا على القواعد ولا تستخدم فيه الأشياء التي تريدها الدول بالقوة".

وإذا حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها الوقوف في طريق بوتين- أو حاولوا إذلاله بالطريقة التي فعلوا بها مع روسيا في نهاية الحرب الباردة- فإنه يشير إلى أنه مستعد لهزيمتهم بالجنون، أو كما حذر بوتين في اليوم السابق قبل أن يضع قوته النووية في حالة تأهب قصوى، فإن أي شخص يقف في طريقه يجب أن يكون مستعدًا لمواجهة "عواقب لم يروها من قبل".

أضف إلى كل هذا التقارير المتزايدة التي تشكك في حالة بوتين العقلية وهذا كوكتيل مرعب.

 

السيناريو الثاني: هو أن الجيش الأوكراني وشعبه قادرون بطريقة ما على الصمود لفترة كافية ضد الحرب الخاطفة الروسية، وأن العقوبات الاقتصادية تبدأ في إصابة اقتصاد بوتين بجرح عميق، بحيث يشعر كلا الجانبين بأنه مضطر لقبول تسوية قذرة، ستكون معالمها التقريبية هي أنه مقابل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية، فإن الجيوب الشرقية لأوكرانيا الواقعة الآن تحت السيطرة الروسية الفعلية يتم التنازل عنها رسميًا لروسيا، بينما تتعهد أوكرانيا صراحةً بعدم الانضمام إلى الناتو. في الوقت نفسه، توافق الولايات المتحدة وحلفاؤها على رفع جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة مؤخرًا على روسيا.

 

لا يزال هذا السيناريو غير محتمل لأنه سيتطلب من بوتين أن يعترف أساسًا بأنه غير قادر على تحقيق رؤيته في ضم أوكرانيا إلى الوطن الأم الروسي، بعد دفع ثمن باهظ من حيث الاقتصاد أو الخسائر العسكرية وموت الجنود الروس.

 

علاوة على ذلك، سيتعين على أوكرانيا التنازل رسميًا عن جزء من أراضيها وقبول أنها ستكون أرضًا حرامًا دائمة بين روسيا وبقية أوروبا، على الرغم من أنها ستحافظ على الأقل على استقلالها الاسمي.

 

أخيرًا، السيناريو الأقل احتمالًا، ولكن يمكن أن يكون له أفضل النتائج، هو أن يُظهر الشعب الروسي قدرًا كبيرًا من الشجاعة والالتزام تجاه حريتهم، كما أظهر الشعب الأوكراني، ويقدم الخلاص من خلال عزل بوتين من منصبه.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز