وليد طوغان
رئيس الدولة فى منتدى الشباب بـ«الورقة والقلم»
تعددت ملامح الجمهورية الجديدة.. خطوات غير مسبوقة.. وقفزات لم تكن مصدقة ولا متخيلة فى عصور فاتت.
كل يوم خطوة جديدة.. بقفزة جديدة. يوما بعد يوم أفكار مبتكرة على منحنى الزمن.. وعلى خطوت الواقع البيانية.
تعمل الجمهورية الجديدة على الحقائق وعلى أرض الواقع. لا تحفل الجمهورية الجديدة بشعارات.. ولا تحتفل بالألفاظ أكثر من المضامين.
من جمهورية جديدة تتسع للجميع بلا تمييز.. تحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي فى زيارته لكاتدرائية ميلاد المسيح فى عيد الميلاد المجيد.. إلى جمهورية جديدة قفزت مسافات بعيدة لتمكين الشباب.
(1)
عاد منتدى شباب العالم بعد انقطاع كورونا. من شرم الشيخ تجددت مرة أخرى رسالة مصرية خالصة: هذه دولة تمكين الشباب. هذه دولة جادة فى تأهيل الشباب. هذه دولة وضعت الشباب بالعلوم لا بالكلام وبالأفعال لا بالتسويف على طرق اكتساب الخبرة.. بالدراسة والتطبيق. بالتعلم قبل الممارسة.. بالتأهيل قبل تولى المسؤولية.. والمشاركة فى القرار.
من شرم الشيخ عاد منتدى الشباب فى نسخته الرابعة.. والعود أحمد. سطر منتدى الشباب على خريطة العالم بؤرة التقاء حضارات دولية، بأفكار مختلفة ومفاهيم مختلفة، وثقافات مختلفة.. يختلط فيها شباب مصر، مع شباب العالم.. فى حاضرة يمكن وصفها بمعادلات التسخين الكيميائية، تتفاعل فيها أفكار مختلفة، وتتداول فيها آراء مختلفة، وتوضع فيها على الطاولات بيانات مختلفة.. لمناقشات هى الأخرى من نوع خاص.. لتخرج توصيات.. وتتكون رؤى.. تتجاوب معها الدولة بقرارات وإجراءات.. وبإشراف رئيس الدولة نفسه.
تظل منتديات شباب العالم تجربة مصرية فريدة، سبقت بها مصر دول المنطقة والإقليم لتجربة تمكين حقيقية طال فيها الكلام وكثر فى الماضى دون إجراءات فعلية ودون استراتيجيات مخططة.
ربما يبدو تمكين الشباب بسيطا. لكن بساطته، كانت دومًا تحمل فى طياتها كثيرًا من علامات الاستفهام.. والأسئلة. أول علامات الاستفهام كانت تدور عن معنى التمكين، وملامحه، وكيفيته، والأهم.. إجراءات وضع مفردات المصطلح حيز التنفيذ.
كان الكلام كثيرًا فى عصور مضت. كان الحديث مزوقًا، وملفوفًا بأوراق مفضضة عن تمكين الشباب عقودا طويلة، زاد فيها الكلام.. بينما مرت تلك العقود.. ولا تمكين ولا يحزنون.
مصر بلد شابة، أكبر نسبة من نسب أفراد هذا الوطن شباب. غنية مصر إلى جانب مواردها الطبيعية، وثرواتها على أنواعها، بالطاقات البشرية.
هذه بلد شابة.. بالنظر إلى الطبيعة السنية لمستويات الأعمار، وحجم القطاعات الواقعة فى المرحلة ما بين الـ20 و40 عامًا. وتمكين تلك القطاعات الشابة كان تمكينا للمستقبل. أو كان طريقة ما للتحكم فى المستقبل بالريموت كونترول من الحاضر.
كان تمكين الشباب يعنى إشراكهم فى مشاكل الواقع، ودمجهم فى منظومة صنع القرار.
إشراك الشباب فى مشاكل الواقع، ودمجهم فى منظومة صنع القرار كانت تستلزم أولًا تأهيل.. وتنمية قدرات.. ونقل خبرات. ليس كما يتصور بعضهم، أن مجرد بلوغ سن الشباب يعنى القدرة على التعامل مع مقتضيات الواقع.. وابتكار الحلول للمشكلات.
ليس هذا صحيحًا.. لا يعمل بهذا المنطق فى أى بقعة من بقاع الأرض. الشباب طاقة، ورغبات وطموحات جبارة، لكن لو أطلقت تلك الطاقات والطموحات والرغبات بلا تأهيل، ولا تربية عقلية ووجدانية حقيقية، فإن طاقات النور قد تتحول إلى نار.
وربما غياب استراتيجيات التمكين الحقيقية فى الماضى، هى التي فتحت الأبواب أمام استغلال التطرف للشباب، وإيهامهم، واللعب بعقولهم،مع التلاعب برغباتهم وطموحاتهم.. وصولًا إلى مراحل انخدع فيها بعضهم فوقف فى مواجهة الدولة، أو استقر فى يقينه، تأثرًا بحقن تحت الجلد، وعقاقير مسمومة أن الحل فى هدم الدولة!
إذا كانت أكثر أفكار الشباب مثالية، فإن بعضهم كان ضحية. كان الشباب يريد مشاركة لكن لم يكن هناك من يستجيب. كان لدى الشباب طموحات، لكن لم يكن هناك من يرشده إلى بدايات طريق تحقيق الطموح التي تبدأ بالعلم والعمل.
كان للشباب أفكار فى السياسة، لكن لم يكن هناك من يخبره بأن السياسة علم، يبدأ من حفظ مقدرات الوطن، وينتهى بصون أمنه القومى، وفق معادلات شديدة الحساسية، ووفق نظرة متوازنة، متكاملة للإقليم وخرائطه ومحددات تلك الخرائط، بدءا من معادلات الثروة، وانتهاء بمعاملات الجغرافيا والتاريخ.
(2)
منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، تغيرت الأفكار على أصعدة مختلفة، وتحولت المؤشرات 180 درجة على محاور عدة. وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي معادلات تمكين الشباب ضمن أولوياته الشخصية، بتوجهات نحو استراتيجية حقيقية فعلية واقعية لإنجاز المعنى الحقيقى للتمكين.
لم تكد تمضى أشهر قليلة على تولى الرئيس السيسي المسؤولية، حتى بدأت تظهر ملامح خطط التمكين الحقيقية والفعلية والواقعية.. وغير المسبوقة.
لم يتعد الزمن فترة طويلة.. إلا وبدأت أولى أطواف الشباب فى المشاركة والدخول إلى حلبة الحوار مع الدولة.. بإشراف رئيس الدولة بنفسه وشخصه، وبمشاركته هو نفسه.
الإشارة هنا واجبة إلى أن منتدى شباب العالم، فكرة شبابية أطلقها شباب مصر من أحد مؤتمراتهم، واستجابت لها الدولة بتوجيهات رئاسية.
لم تكد تمر شهور، من دعوة شباب مصر فى أحد مؤتمراتهم الوطنية لإقامة منتدى يجمع شباب العالم عندهم فى مصر، إلا وانعقد المنتدى الأول لشباب العالم فى شرم الشيخ.. بتوجيهات رئاسية.
يدخل رئيس الدولة مؤتمرات ومنتديات الشباب بالورقة والقلم. يحضر رئيس الدولة منتديات ومؤتمرات الشباب مشاركا، ومناقشا، ومتداخلا. من خلال تلك الفعاليات الشبابية على اختلافها، يجلس شباب مصر على مائدة واحدة مع الحكومة.. ومن خلال بيانات وورش عمل، ورسومات بيانية، وإحصائيات وأرقام، يقف شباب مصر، على أرض الواقع، ليعرفوا المشاكل على حقيقتها.. ويدركوا الوقائع كما هى، ليقترحوا الحلول.. ويبتكروا المخارج من وجهات نظرهم، لتدخل الحكومة، وتوضح، وتتداول.. ثم تعترض أحيانا، ويعترض الشباب أحيانا.. فى حالة حوار كاملة.. أو حالة جدل إيجابى مثلما قال الكتاب.
(3)
كان منتدى الشباب باكورة سياسة داخلية تجاه شباب مصر، سرعان ما تحولت إلى حدث عالمي، فى إشارة جديدة،ضمن إشارات عدة على قدرة هذه الدولة السريعة على استعادة الريادة، على محاور شتى.
فى زمن الكورونا التي فتحت أفواه العالم خوفا ولم تغلقها بعد، دخلت مصر تحديًا آخر ناجحًا.. فحولت شرم الشيخ إلى فقاعة طبية.. بإجراءات غير مسبوقة.. لفعالية أصبحت الأولى من نوعها.. والأكبر فى تأثيرها فى عالم شباب العالم.
عاد منتدى الشباب.. والعود أحمد.