عاجل
الخميس 5 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

تعرف على الرأي النفسي وخبراء الاتصالات بعد واقعة الطالبة "بسنت"

الطالبة بسنت
الطالبة بسنت

واقعة مؤسفة، شهدها كفر الزيات، بمحافظة الغربية، عندما أقدمت فتاة تدعي"بسنت" على الانتحار،  بمادة سامة، بعد نشر صور مفبركة وخادشة للحياء، بمواقع التواصل الاجتماعي، ومواجهة أهلها لها، ونفي التهمة، فى السطور التالية ننشر خبراء الإتصالات والنفسية. 



 

التوسع فى التكنولوجيا ووسائل الاتصال

 يقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، فى البداية لابد من تعريف الانتحار أنه سلوك  بائس يتبعه شخص لوضع حد لحياته، أمام مشكلة يواجها أو يعتريها، دون أن يجد لها حلا أو من احد المساعدة، وأنه قتل النفس بطريقة متعمدة وله تعريف ثالث الفعل المدروس لقتل النفس، بصفة عامة الانتحار سلوك مضاد للحياة وده مؤشر لوجود خلل بالمخ بالفعل بعض المشكلات وأننا لابد من التفريق بين حاجتين، الانتحار المخطط والاندفاعى، والانتحار مشكلة كبيرة جدا وعلاجة الشعور بالتفاؤل، ونغرس القيم الروحية وإشباع أوقات الفراغ ونثبت زواتهم.

واضاف الدكتور وليد هندي، أن التوسع في التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت جرائم الابتزاز لها أشكال مختلفة وغير اعتيادية، مثلما حدث مع بسنت، وأدى ذلك إلى انتحارها،  إذ يصبحن غير قادرات على مواجهة الموقف، فيلجأن إلى الانتحار، وأنه لابد على الأباء غرس أسس التربية ويكون هناك  لغة حوار متبادل، وحسن الإنصات، ووجود علاقة مترابطة وقوية، حتى عندما تقع الفتاة في مشكلة أول ما ترجع إليه هو أهلها.

وأشار الدكتور وليد، عند تعرض الفتيات للإبتزاز، إلى أن يكون هناك توطيد العلاقة وتوفير الحماية، ورؤية أبعاد المشكلة مع فتح جسر من الحوار، والوقوف بجانبهن حتى تسترد حقها وتثأر لها، ويجب تخصيص جزء لأبنائهم خاصًة في مرحلة المراهقة، واحتضانهم والحرص على توعيتهم بالنماذج التي تعرضت للابتزاز، والاهتمام بكل ما يفعله الأبناء.

 

الابتزاز الجنسي يؤدي إلي الانتحار 

ويشير الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي، الابتزاز الجنسي يؤدي الي الانتحار والقلق الاجتماعي والاكتئاب التفاعلي إذا لم يتم التعامل معه بحسم ويجب عدم الخضوع للمبتز والتعامل معه قانونيا. سر انتشار الابتزاز الإلكتروني هو اساءة استخدام وسائل التواصل الإلكتروني.

ولفت الدكتور إبراهيم، إلى أن الابتزاز  الجنسي الإلكتروني منتشر في الولايات المتحددة وأوروبا وهناك عصابات منظمة تقوم بالابتزاز الالكتروني لتحقيق مكاسب مادية أو مكاسب جنسية، وخوف الضحية يجعلهم يبالغون في المطالب، والمجتمع الشرقي يخشي من الفضيحة لذلك يبتعد عن الابلاغ والإجراءات القانونية، وأن المبتز هو شخص سيكوباتي متبلد المشاعر  مهتم فقط بتحقيق مكاسب علي حساب أي قيم وأخلاقيات.

ضغط نفسي رهيب 

 يقول الدكتور عمرو عز الدين، استشاري علاقات اسرية وتربوية، إن الذي  مرت به "بسنت"لم يكن  قليلا من شخص مضطر يدافع عن نفسه أمام الناس المفروض عارفين سلوكياته، وتخيل أنك تتهم بإنك إنسان "وحش" من أكتر ناس فاهمينك وعارفينك، الموضوع ده ضغط نفسي رهيب، وانت جالس  تبرر  انك ليس كما يقولون، وزي ما هم فاكرين، أنتم ازاي شايفين اللي بيتهموني هم الصح، وأنا بنتكم شايفني الجانية. 

 

تعتبر جريمة

 من جانبه قال الدكتور محمد حجازى استشارى تشريعات  التحول الرقمي والابتكار والملكية الفكرية، بداية إن واقعة الصور مرتبطة بالبيانات الشخصية التي يتم وضعها على وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال المحادثات مع الشخص، وعلى ذلك يتم استغلالها وتركيب فيديوهات وصور مخلة للشخص الآخر.

وأضاف الدكتور حجازى أن هناك برامج منتشرة لتركيب هذه الصور، وتعتبر جريمة وهناك قانون يتم بموجبه تجريم استخدام تلك التطبيقات بطريقة غير مشروعة وهو "قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات" وأيضا قانون حماية البيانات الشخصية.

 

النيابة العامة تباشر التحقيقات في واقعة وفاة الفتاة «بسنت» بكفر الزيات

كانت النيابة العامة قد تلقت بلاغًا يوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر الماضي من والد الفتاة المدعوة بسنت، تضمن تناولها قرصًا لحفظ الغلال متأثرةً بنشر شخصيْنِ صورًا مخلة منسوبة لها بموقع للتواصل الاجتماعي وانتشارها بالقرية محل إقامتها، فتولت النيابة العامة التحقيقات، وأُخطرت بوفاة الفتاة في اليوم التالي للبلاغ.

وسألت النيابة العامة والد الفتاة وشقيقتها فتواترت أقوالهما حول أن اثنين اخترقا هاتف المجني عليها وحصلا منه على صورها الشخصية ووضعاها على جسدِ فتاةٍ عارية ونشراها بالقرية بعد أن حاولا إرغامها بتلك الصور وتهديدها بنشرها لممارسة الرذيلة معهما، فلم تنصع لهما، وقدَّم والدها في التحقيقات وحدة تخزين تضمنت الصور المنسوبة للمتوفاة، وقدمت شقيقتها هاتف بسنت المحمول ورسالةً تركتْها قُبيلَ وفاتها أكدت فيها أنَّ الصور لا تخصها، وسألت النيابة العامة خالةَ الفتاة فقررت عِلمَها منها قُبيلَ وفاتها بشرائها القرص المتسبب في وفاتها منذ أسبوع، برفقة إحدى صديقاتها.

وأمرت النيابة العامة بطلب تحريات الشرطة حول الواقعة، وندب الطبيب الشرعي لتشريح جثمان المتوفاة بيانًا لسبب وفاتها، كما كلفت الجهة الفنية المختصة بفحص الصور المنسوبة للمتوفاة وهاتفها المحمول بيانًا للحقيقة.

وورد للنيابة العامة محضر من الشرطة أفاد بورود معلومات عن استخدام الشخصين اللذين اتهمهما والد المتوفاة صورَها الشخصية وابتزازها بها، مما عرَّضها لضغطٍ نفسيٍّ دفعها للانتحار، فأمرت النيابة العامة بضبط المتهميْنِ، وأُخطرت اليومَ بتنفيذ قرارها بالضبط، وجارٍ عرض المتهميْنِ على النيابة العامة لاستجوابهما.

وبالتزامن مع ذلك انتقل فريقٌ من النيابة العامة لمعاينة مسكن المتوفاة وسؤال والدتها به لمرضها وتعذر تحركها، فضلًا عن تفتيش مسكنَي المتهميْنِ، وسؤالِ بعض صديقات المتوفاة.

هذا، وتتابع النيابة العامة عن كثب تهافت الكافَّة سواء بالمواقع الإخبارية أو مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة على تناول ملابسات الواقعة دون إلمام بحقيقة تفصيلاتها، أو دراية بما قد يؤثر به هذا التناول على حُسن سير التحقيقات، أو على شعور ذوي المتوفاة.

ولذا فإنَّ النيابة العامة تهيب في المقام الأول بالمواطنين إلى الوثوق فيما يصدر فقط عنها بصورة رسميَّة في تلك الواقعة أو غيرها من معلومات تقصد بها ما ينفع المجتمع ويضمن سلامة التحقيقات، وعدم الالتفات لأي معلومات أخرى أيًّا ما كانت مصادرها والتي تتعدد مقاصدها بين ما يضر وما لا ينفع.

 كما تهيب النيابة العامة بالقائمين على المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام المختلفة إلى معاونة النيابة العامة فيما تسعى إليه ببياناتها من حماية الأمن القومي الاجتماعي، والحدّ من تداول معلومات يسعى البعض من خلالها إلى تكدير الأمن والسلم العاميْن، موقنين أن من مبادئ النيابة العامة الشفافية مع المجتمع الذي تنوب عنه وتمثله بضوابط غايتها الحفاظ على الأمن والسكينة العامة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز