آخرها سفاح الإسماعيلية وحادث الشيخ زايد
بالإحصائيات والأرقام: ٨٧٪ من الجرائم غير المبررة يأتي تعاطي المواد المخدرة كمحرك رئيسي لها
رمضان احمد
في السطور التالية تنشر بوابة روزاليوسف بالإحصائيات والأرقام الجرائم غير المبررة، يأتي تعاطي المواد المخدرة كمحرك رئيسي لها، ودور المخدرات في الجرائم وآخرها سفاح الإسماعيلية وحادث الشيخ زايد، والعديد من المطالبات قانونية بتغليظ العقوبات، ورأى علماء النفس والاجتماع له تأثير نفسي وسلوك عدواني وهمجية.
قال المستشار القانوني ميشيل حليم إن المخدرات هو مجموعة من المواد الطبيعية والكيميائية منذ انتشارها تطور شكل الجريمة نظرا لتأثيرها الصحي والنفسي والاقتصادي على المجتمع ومؤخرًا ظهر نوع حديث من المخدرات الاختلاقية أو الصناعية أدرجت منذ فترة قصيرة للجداول وهي الأكثر خطورة.
انتشار خطير
وأشار ميشيل: انتشر مؤخرا نوع بشع من الجريمة ما بين الجرائم الأسرية وجرائم شاذة عن مجتمعنا وأخلاقيتنا جميعها ذي بدئ من تعاطي المواد المخدرة وعلى رأسها تعاطي المخدرات الاختلاقية التي هي ذات أثر خاص على الإرادة ويعتقد البعض اعتقادًا خاطئًا أن تأثير المواد المخدرة على الإرادة من شأنه تخفيف العقاب أو منع المسؤولية الجنائية مثلما حدث من مسرحية هزلية في محكمة سفاح الإسماعلية فقد صمم المتهم والدفاع على انتفاء المسؤولية الجنائية لتأثير المواد المخدرة على إرادة المتهم، وهذا الأمر بعيد كل البعد عن صحيح القانون فقد حدد المشرع موانع المسؤولية الجنائية وموانع العقاب وأسباب الإباحة على سبيل الحصر وليست على سبيل المثال ولا يجوز القياس عليها أو التوسع في تفسيرها، وليس ضمن موانع العقاب مطلقا تأثير المواد المخدرة على الإرادة.
موانع المسؤولية الجنائية
وقد اوضح المشرع ان موانع المسؤولية الجنائية هي فقط فقدان الإرادة للعته أو الجنون والإكراه أو السن اي الامراض النفسية التي من شأنها تأثير يعدم إرادته نهائيا اثناء ارتكابه للجريمة، وليس ضمن ذلك تعاطي المواد المخدرة فلا يتفق مع العقل أو المنطق ان يكافئ المشرع المجرم الذي ارتكب جريمته تحت تأثير المواد المخدرة بالعفو أو تخفيف العقاب فلو صح ذلك كما اعتقد البعض لانتفى مبدأ الردع العام، أما عن أسباب الإباحة وهي خروج الفعل عن نطاق التجريم كمثل الدفاع الشرعي وموانع العقاب هي فقط العفو والصلح في الجرائم التي اباح فيها المشرح التصالح بل وعلى النقيض قد تكون الجريمة التي تقع تحت تأثير مخدر سببا من أسباب تغليظ العقاب مثل جرائم القتل الخطاء لسائق تحت تأثير المخدر وان كانت الواقعة جنحة انما تغلظ العقوبة في حالة ثبوت ان قائد السيارة متعاطٍ لمواد مخدرة أو تحت تأثير تناول المواد الكحولية لتصل لخمس سنوات أو لو كان المجني عليهم ثلاثة أو أكثر كما هو الحال في جريمة القتل الخطاء لنجل رجل اعمال بمنطقة الشيخ زايد فمن المتوقع أقصى عقوبة من خمس لسبع سنوات لتوافر ظرفين مشددين في العقاب أولها تعاطي المخدرات وعدد المجني عليهم.
تغليظ العقوبات
وأرى ان حل مثل تلك الجرائم المتعلقة بتعاطي المواد المخدرة بتغليظ العقاب فيجب على المشرع ان يتطور بالعقاب بتطور واختلاف شكل الجريمة وهو امر ملائم لتفشي انحطاط الأخلاق الذي انتقل الينا من الخارج، فالحروب حاليا هي حروب نفسية وأخلاقية بين الدول ويجب على المشرع ان ينظر إلى تلك الجرائم على انها من الجرائم المتصلة بالامن القومي للبلاد.
العقوبات
أوضح عمرو عبد السلام المحامي بالنقض والدستورية العليا العقوبة المتوقع تطبيقها على المتهم كريم الهواري الذي تسبب في وفاة أربعة شباب بمنطقة الشيخ زايد نتيجة للسرعة الجنونية التي كان يقود بها سيارته الخاصة تحت تأثير المخدرة، أن الجاني ينتظر السجن مدة قد تصل إلى عشر سنوات طبقا لأحكام قانون العقوبات حيث تنص المادة 238 من قانون العقوبات على أنه كل من تسبب خطأ في موت شخص آخر بأن كان ذلك ناشئ عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ست اشهر وبغرامة لا تجاوز مائتي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين. وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على خمس سنين وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تجاوز خمسمائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجاني إخلال جسيما بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطيا مسكرا أو مخدرا عند ارتكابه الخطأ الذي نجم عنه الحادث أو نكل وقت الحادث عن مساعدة من وقعت عليه الجريمة أو عند طلب المساعدة له مع تمكنه من ذلك.
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على سبع سنين إذا نشأ عن الفعل وفاة أكثر من ثلاثة أشخاص فإذا توافر ظرف اخر من الظروف الواردة في الفقرة السابقة كانت العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على عشر سنين.
ظاهرة تعاطي المخدرات والمسكرات أثناء القيادة
واضاف عمرو عبد السلام المحامي أن ظاهرة تعاطي المخدرات والمسكرات أثناء القيادة من بعض الشباب المستهتر باتت منتشرة بصورة مرعبة تهدد حياة الأبرياء وتودي بحياتهم ولا بد من الضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء السكارى حفاظا على أرواح وحياة الأبرياء.
ضرورة تدخل المشرع
وطالب بضرورة تدخل المشرع الجنائي لتغليظ العقوبات على هذا النوع من الجرائم لأن إزهاق أرواح المواطنين طبقا للنصوص التشريعية الحالية لا تتناسب عقوبتها مع الآثار المترتبة على ارتكاب هذا النوع من الجرائم والعبث بأرواح الأبرياء.
العقوبة تحت تأثير المخدر لا تخفف
فيما أشار إبراهيم صالح/ محامٍ: الثابت ان معظم الجرائم المرتكبة حديثا والتي هي مثار اهتمام مجتمعي تقع تحت تأثير المخدر.. ولكن ليس الامر كما يعتقد الكثيرون ان الوقوع تحت تأثير مخدر يخفف العقوبة في حق مرتكبها، ولكن المحكمة تستبين من اصرار المتهم على ارتكاب الجريمة يعد ظرفا مشددا في العقوبة.
محكمة النقض
وقد اكدت محكمة النقض هذا في الطعن رقم 47756 لسنة 75 ق مستندة إلى عملية قانونية مستمدة من استخلاص السائغ من الأوراق وظروف ارتكاب الجريمة حيث اكدت في حكمها ان المتهم على الرغم من تناوله المسكر الا انه قبل الإقدام على ارتكاب الجريمة كان لديه قصد جنائي صريح في إتمامها.
الرأي النفسي والاجتماعي
فيما قال الدكتور عمرو عز الدين سيد استشاري علاقات أسرية وتربوية: دائما تبدأ حدوتة الإدمان بالجملة دي مقولة "اشرب عشان تنسى"، عاوز ينسى أوجاعه فيهرب لمخدر أيًا كان نوعه عشان يتناسى أوجاعه، فتحول من شخص يمر بظروف نفسية صعبة يمكن علاجها سواء باستشارة شخص حكيم أو اللجوء لطبيب نفسي أو كوتش نفسي، وفي الغالب كان ممكن تتحل مشكلته سواء بتغيير طريقة تفكيره أو بحد اقصى أنه يتعاطى دواء مهدئًا تحت إشراف طبيب.
ولكن رفقة السوء ومشاهد الأفلام الهابطة توجهه للذهاب لمخدر لتفادي التفكير في مشاكله، وبدلا من البحث عن حل لمشكلته فضل الهروب منها لمشكلة أكبر.
"سيجارة جابت جوان وجوان جاب حباية، حباية جابت شريط وانتهت الحكاية".. كلمات أغنية غناها أمير عيد وطارق الشيخ، وهي تصف رحلة المخدرات تبدأ بمجرد سيجارة.
ونسأل الدكتور عمرو فهل فعليًا سيجارة واحدة فقط كفيلة أن تذهب للمخدرات بشكل دائم؟ بالطبع لا، ولكن التأثير السعيد الذي يشعره مجرب المخدرات لأول مرة تجعله يهرب من أحزانه دوما باللهاث وراء المخدرات.
فما الذي تفعله المخدرات بعد السعادة المؤقتة الأولى؟
من الأضرار التي يسببها إدمان المخدرات حدوث ضرر نفسي وعقلي لمتعاطي المخدرات، وقد يؤدي إلى حدوث أمراض نفسية مزمنة واضطرابات عقلية إذا لم يتم تدارك الأمر.
من أمثلة الأضرار النفسية والعقلية للمخدرات: حدوث تغيير في تركيبة المخ بالإضافة إلى حدوث خلل في الطريقة التي يعمل بها. كما يظهر العديد من السلوكيات السلبية على متعاطي المخدرات مثل سرعة الاضطراب والشعور الدائم بالقلق وسلوك عدواني تجاه الآخرين.
بالإضافة إلى أضرار المخدرات النفسية، هناك العديد من الأضرار الأخرى التي تتعلق بالإدمان على المخدرات، مثل الأضرار التي قد تصيب المجتمع حوادث الطرق ورأيناها في مصر كثيرا وذلك لقائدي السيارات تحت تأثير المخدرات ولجوء المدمن إلى السرقة وربما إلى القتل من أقل سبب أو بسبب إرادة أحد المقربين له من منعه من التعاطي، بالإضافة إلى الأذى الذي يلحقه المدمن بنفسه، فقد يصل الأمر أحيانًا إلى إقبال مدمن المخدرات على الانتحار.
الحل دوما في مراكز علاج إدمان موثوقة، ودعم نفسي من أطباء نفسيين أو كوتش، مع مجموعات الدعم النفسي الجمعي لمتعافي الإدمان السابقين.
المخدرات والجريمة
وأشار دكتور عبد الرحمن حماد الرئيس التنفيذي لمستشفى إيوان للطب النفسي، والمدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى العباسية، دراسة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان في مصر، عن علاقة المخدرات بالجرائم. أجريت الدراسة على نزلاء المؤسسة العقابية بالمرج، وأكدت النتائج الارتباط الوثيق بين تعاطي مخدر الحشيش وجرائم بعينها تفجع المجتمع المصري الآمن بطبعه، حيث تشير النتائج إلى أن ٨٦٪ من مرتكبي جرائم الاغتصاب كانوا يتعاطون مخدر الحشيش، وأن ٥٨٪ من مرتكبي جرائم هتك العرض كانوا يتعاطون مخدر الحشيش، وأن ٢٣.٧٪ من مرتكبي جرائم القتل العمد كانوا يتعاطون مخدر الحشيش، وأن ٢٤.٣٪ من مرتكبي جرائم السرقة بالإكراه كانوا يتعاطون مخدر الحشيش.
وتشير النتائج إلى أن ٥٦.٧٪ من مرتكبي الجرائم كانوا يتعاطون المخدرات قبل ارتكابهم للجريمة بساعات، وهذا مؤشر قوى على العلاقة الوثيقة بين تعاطى المخدرات ووقوع الجرائم.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن ٨٧٪ من الجرائم غير المبررة يأتي تعاطى المواد المخدرة كمحرك رئيسي لها.
سلوك عدواني عنيف
تتسبب العديد من المخدرات، خصوصا المخدرات الحديثة المصنعة مثل الشابو والاستروكس والفودو- في سلوك عدواني عنيف لدى متعاطيه- كما يحدث تسمم أو Intoxication نتيجة تعاطيه عدة مرات على مدار اليوم، أو أخذ جرعات عالية منه، بل ولأنه شديد السُمّية أيضا!
ولذلك، فمن الممكن بسبب تعاطي أحد هذه الأصناف يحدث سلوك عدواني وعنيف يتسبب في ارتكاب جريمة أو حدوث كارثة!
عادة العنف أو السلوك العدواني الذي يحدث بسببها يكون موجّه للأهل وشركاء الشرب والتعاطي للحصول على مزيد من المخدر (مثل حادثة مقتل أب قعيد على يد ابنه المتعاطي للشابو في الجيزة في سبتمبر الماضي، وحادثة قتل شاب لخالته في سوهاج في يوليو الماضي).
خلل في الوظائف المعرفية
بسبب تعاطي هذه المخدرات يحدث خلل في الوظائف المعرفية أو الوظائف العليا في المخ، الموجودة في الفص الجبهي، والمسؤولة عن ضبط تصرفات الفرد، وجعلها تصرفات متوائمة مع المجتمع ولا تشذ عنه، نتيجة لهذا الخلل تتأثر الوظائف المعرفية، ويحدث خلل في الحكم على الأمور، وهي وظيفة مهمة في المخ اسمها الـJudgement فيحصلImpaired judgement وده ممكن يكون سبب في سلوك عدواني عنيف يؤدي إلى ارتكاب جريمة.
من ضمن الخلل في الوظائف المعرفية أو الـCognitive Impairment الذي يحدث عند تعاطي هذه المخدرات، وله علاقة بالسلوكيات العنيفة والعدوانية المؤدية إلى ارتكاب جرائم؛
خلل في السيطرة المثبّطة Inhibitory control، وهي وظيفة معرفية في المخ تمنع صاحبها من التصرف بعشوائية أو همجية، فعند تعاطي الشابو يحدث خلل في وظيفة السيطرة المثبطة بالمخ.
تصرفات عشوائية وهمجية وغير منضبطة
وأضاف الدكتور حماد يأتي الشخص بتصرفات عشوائية وهمجية وغير منضبطة، بالإضافة لحدوث خلل في باقي وظائف المخ المعرفية الأخرى، مثل: -مهارة حل المشكلات. -التفكير المنطقي السليم. -الذاكرة والتركيز.
أيضا وقد يحدث أثناء العلاج وسحب المخدر من الجسم شعور بالقلق الشديد وعنف وهياج وهلاوس، وهذه أيضا قد تدفع المتعاطي لسلوك عدواني عنيف ويدفع لارتكاب جريمة!
أيضا فإن البارانويا أو جنون العظمة الذي يحدث بسبب تعاطي الشبو، عنيف جدا ومسؤول أيضا عن سلوكيات عدوانية عنيفة تؤدي إلى ارتكاب جرائم.
يحدث هذا مع التعاطي الأولى أو من مرات قليلة، ويحدث أيضا مع الاستمرار في التعاطي.
جرائم القتل
إضافة للأعراض السابقة.. فإن الجرائم التي من الممكن حدوثها بسبب هذه المواد، تصل إلى جرائم القتل! مثل حوادث كثيرة مشهورة؛ كحادثة الإسماعيلية والفيوم وحوادث في سوهاج، وعدد من الحوادث، وكلها حوادث قتل بشعة!
الجرائم التي تحدث ليست جرائم قتل فقط: فمن الممكن أن يسبب تعاطي هذه المواد ارتكاب جرائم عنف وسرقة واعتداء على أموال الآخرين إذا احتاج المدمن للمال لشراء المخدر، وعادة يحدث هذا العنف للأسرة وشركاء التعاطي كما ذكرنا. إضافة إلى جرائم الاعتداءات الجنسية والاغتصاب.
كما يحدث بسبب هذا المخدر جرائم عنف منزلي أو Domestic violence، حيث يعتدي المدمن على زوجته وأولاده وأمه وأبيه.. ويعاني الجميع بسببه.
كما يحدث بسبب المخدرات جرائم اتجار في المخدرات، حيث يتحول المدمن إلى "ديلر"، وهو ما يضعه على طريق اللاعودة!
إضافة لضرره على باقي أفراد المجتمع، من ناحية زيادة عدد موزعي المخدرات وبؤر الاتجار.
كما يتسبب هذا المخدر في حوادث طرق خطيرة.
المخدرات مسؤولة عن تزايد عدد الجرائم، ومسؤولة عن زيادة حوادث العنف.. لكنها ليست السبب الوحيد لهذه الحوادث..
أسباب تعاطي المخدرات
فكما نقول: لا يوجد سبب واحد يجعل الناس تتعاطى المخدرات، لكن لا بد من وجود مجموعة من الأسباب والعوامل! No single factor can predict if they can join these risky behaviours كذلك الأمر بالنسبة للحوادث والجرائم التي تحدث بسبب المخدرات.
قد تكون المخدرات هي السبب الأكبر والأهم، لكن أشير إلى عامل آخر- من وجهة نظري- مسؤول عن زيادة حوادث العنف والجرائم:
الأعمال الدرامية دورها كبير جدا في الترويج للعنف، وفِي خلق توجهات جديدة عند الناس، وخلق صور نمطية مقبولة للعنف وللمجرم!
أمثلة ووقائع
ممكن أضرب مثالًا على ذلك بوقائع "التجريس" التي حدثت من كم سنة، والتي كانت تعتبر جديدة نوعًا ما على المجتمع، فلقد تكررت في كذا مكان بعد واقعة التجريس التي كانت مشهدا مشهورا في أحد الأعمال الدرامية الشهيرة!