جبهات القتال تتسع.. وتحالف عسكرى من 9 قوات معارضة ضد الجيش الإثيوبى
إثيوبيا.. دولة تحارب شعبها
أحمد إمبابى
على مدى عام مضى، منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين جبهة تحرير تيجراى، فى الشمال الإثيوبى، وبين قوات الحكومة الإثيوبية، وبات الوضع الداخلى بإثيوبيا يزداد سوءًا يومًا بعد يوم بسبب اتساع دائرة المواجهات والحرب الأهلية الداخلية، فضلًا عن التداعيات الإنسانية والأمنية والتنموية لهذه الحرب.
فمنذ بداية الحرب الداخلية فى إثيوبيا فى نوفمبر 2020، ولم تنجح الحكومة الإثيوبية فى تسوية الأزمة الداخلية، بل ازدادت تعقيدًا مع تزايد حدة المواجهات مع قوات المعارضة فى إقليم تيجراي، ومن بعدها أمهرا وعفر، وصولًا للمشهد الحالى بتشكيل جبهات المعارضة فى هذه الأقاليم جبهة عسكرية موحدة نجحت فى التقدم على حساب الجيش الإثيوبى والتقدم الزحف نحو العاصمة أديس أبابا.
مشهد داخلى شديد التعقيد والغموض، ويعكس حجم حالة الانقسام الداخلى فى إثيوبيا بشكل تعجز أمامه الحكومة الفيدرالية فى بسط نفوذها على كل الأقاليم الإثيوبية، وهو ما تترجمه التطورات الداخلية فى إثيوبيا وإجراءات الحكومة الجديدة، وسط إدانات مستمرة من المجتمع الدولى والأمم المتحدة بسبب تردى الأوضاع الإنسانية الداخلية.
أحداث متسارعة فى إثيوبيا خلال الأيام الأخيرة، مع التقدم الميدانى لقوات جبهة تحرير تيجراي، بالتحالف مع جيش تحرير الأورومو، حيث نجحت فى السيطرة على عدد من المدن الاستراتيجية فى إقليم أمهرا، بما جعل القوات على بعد كيلومترات من العاصمة أديس أبابا، وذلك بالتزامن مع إعلان تسع قوات متمردة تتبع جماعات تيجراى وجامبيلا والعفر والصوماليين وبنى شنقول وكيمانت وسيداما وأجوى تحالفها معًا وتشكيل «الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية والكونفيدرالية الإثيوبية».
فى المقابل، تأتى ردود الفعل من الحكومة الإثيوبية، والجيش الإثيوبي، التي تعكس إصرار الحكومة على خوض المعارك العسكرية مع المعارضة، حيث أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد فى 24 نوفمبر، نقل صلاحياته لنائبه «ديميكى ميكونين» ليتولى هو خوض المعارك على الخطوط الأمامية بنفسه.
وقتها تحدث رئيس الوزراء الإثيوبى وطالب الدول الإفريقى بدعم بلاده، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تشهد لحظاتها الأخيرة وندعو لإنقاذها من «الانهيار»، وهو مصطلح يعكس حجم التطور التطورات الداخلية. وأعلنت إثيوبيا حالة الطوارئ فى كل أنحاء البلاد لمدة 6 أشهر مع تزايد المخاوف من تقدم مقاتلى جبهة تحرير شعب تيجراى وحلفائهم نحو العاصمة أديس أبابا.
وقالت هيئة الإذاعة الإثيوبية، إن الجيش الإثيوبى سيطر على مدينة تشيفرا فى إقليم عفر، فى أول منطقة يستعيد السيطرة عليها من متمردى قوات تيغراى منذ ظهور رئيس الوزراء آبى أحمد على جبهة القتال قبل يومين.
وبالتزامن مع هذه التطورات، طالبت غالبية الدول الغربية ودول الاتحاد الأوروبى رعاياها بمغادرة إثيوبيا بسبب تطورات الأوضاع الداخلية وعدم الاستقرار الداخلى.
وتسببت الحرب فى إقيلم تيجراي، على مدى عام كامل فى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 2 مليون شخص، كما تسببت فى جعل المناطق الشمالية لإثيوبيا فى تيجراى وأمهرا وأفار فى حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.
وازدادت هذه الاحتياجات بعد أشهر من أعمال القتل والنهب وتدمير المراكز الصحية والبنية التحتية الزراعية، بما فى ذلك أنظمة الرى الضرورية للإنتاج، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود حوالى 8 ملايين شخص فى شمال إثيوبيا مستهدفون بالمساعدات الإنسانية حتى نهاية العام.
90 ألف لاجئ إثيوبى فى السودان منذ بداية الحرب فى تيجراى
فى إطار الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان بعدد من الأقاليم الإثيوبية التي تشهد صراعات واشتباكات داخلية، رصدت منظمات حقوقية وإغاثية دولية، وبعثة الأمم المتحدة هروب أعداد كبيرة من اللاجئين الإثيوبيين تجاه السودان بسبب تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية فى إقليم تيجراى وعدد من الأقاليم فى الشمال الإثيوبي.
وقدم المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، مداخلة مكتوبة ضمن مشاركتهما فى أعمال الدورة 48 للمجلس الدولى لحقوقى الإنسان بجنيف، حول حالات التجاوزات والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولى وجرائم الإبادة الجماعية التي قامت بها السلطات الإثيوبية ضد سكان إقليم تيجراى ورصدتها عديد من التقارير الحقوقية منها تقرير المفوض السامى لحقوق الإنسان عن الوضع هناك.
ومن بين ما تم رصده من المنظمات الحقوقية، تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الاثيوبيين تجاه السودان، ليصبح إجمالى عدد اللاجئين الإثيوبيين فى السودان نحو 90 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، وقامت السلطات السودانية قامت باستقبال وإيواء اللاجئين حيث وفرت لهم المأوى المؤقت.
وفى أغسطس الماضى، أشارت وكالة الأنباء السودانية إلى أن هناك 3 آلاف إثيوبى عبروا الحدود مع السودان فى يوم واحد فقط، فى أكبر موجة لاجئين تجتاز الحدود بين البلدين، واستقر اللاجئون الإثيوبيون فى منطقة القضارف السودانية المحاذية للحدود.
وفى تصريحات صحفية، قال مدير مركز استقبال اللاجئين فى منطقة حمداييت بشرق السودان، يعقوب محمد يعقوب، إن أعداد اللاجئين الإثيوبيين فى السودان تزايدت بعد أحداث العنف الأخيرة فى إثيوبيا، بمعدل دخول 40 لاجئًا يوميًا.
دعم اليونيسيف
وفى يوليو الماضي، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، إنها تقدم الخدمات الصحية لنحو 63 ألف لاجئ إثيوبى وصلوا إلى شرق السودان منذ نوفمبر 2020.
وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 90% من سكان إقليم تيغراى الواقع فى شمال إثيوبيا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، فى الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أن الانتهاكات ضد الأطفال فى الإقليم، لا تزال مستمرة ، وقالت المنظمة إنها طالبت بضرورة تقديم 203 ملايين دولار لتوسيع نطاق استجابتها.
9.4 مليون يحتاجون للمساعدات الغذائية فى 3 أقاليم إثيوبية
وفقًا لبرنامج الأغذية العالمى بارتفاع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية إنسانية فى جميع أنحاء إثيوبيا إلى ما يُقدّر بنحو 9.4 مليون شخص كنتيجة مباشرة للصراع المستمر.
وأكد برنامج الأغذية العالمي، فى بيان له نهاية نوفمبر، أن منطقة أمهرا - التي تشكل حاليا الخطوط الأمامية للصراع فى إثيوبيا - شهدت أكبر قفزة فى الأعداد المحتاجين إلى مساعدة، حيث وصل العدد الآن إلى 3.7 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية هناك.
وقد قدم برنامج الأغذية العالمى هذا الأسبوع مواد غذائية إلى أكثر من 10 آلاف شخص فى بلدتى ديسى وكومبولتشا فى إقليم أمهرة، وهذه أول عمليات توزيع تشهدها البلدتان منذ سيطرة قوات تيجراى قبل نحو شهر.
8.7 مليون بلا مساعدات
ووفقا لتقديرات البرنامج الأممى فإن أكثر من 80 فى المائة (8.7 مليون شخص) من الناس فى جميع أنحاء شمال إثيوبيا ممن يحتاجون إلى المساعدات يعيشون وراء خطوط القتال، ويحتاج إلى مليون لتر من الوقود ليتمكن من الوصول بالمساعدات لهم.
وقال البرنامج: «يتدهور وضع التغذية فى جميع أنحاء شمال إثيوبيا، إذ تظهر البيانات من جميع الأقاليم الثلاثة أن معدلات سوء التغذية تراوحت بين 16 فى المائة و28 فى المائة للأطفال.
وأوضح برنامج الأغذية العالمية، أنه منذ منتصف يوليو الماضي، دخل منطقة تيجراى أقل من ثلث الإمدادات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الغذائية الإنسانية المقدّرة، وتتطلب استجابة برنامج الأغذية العالمى فى شمال إثيوبيا بشكل عاجل 316 مليون دولار أمريكى لتقديم المساعدة على مدى الأشهر الستة المقبلة.
- فى تيجراي، ضمن جهود تقديم المساعدات الغذائية الحالية، وصل برنامج الأغذية العالمى إلى 180 ألف شخص – فقط 7 فى المائة من الـ 2.5 مليون شخص الذين يحتاج البرنامج للوصول إليهم. - وفى أمهرة، وصل برنامج الأغذية العالمى إلى أكثر من 220 ألف شخص بالمساعدات الغذائية والتغذوية، ويقوم بتوسيع نطاق العمل للوصول إلى 650 ألف شخص.
- أما فى أفار، فقام البرنامج بتوزيع الطعام على 124 ألف شخص من بين 534 ألفًا يأمل البرنامج فى الوصول إليهم.
أحداث x أسبوع
تأهيل أمنى
33 متدربًا للعناصر الشرطية الإفريقية فى قوات حفظ السلام اختتمت أعمال دورة «الأمن والسلامة فى بيئة العمل الميداني» والتي نظمتها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بالتعاون مع المركز المصري للتدريب على عمليات حفظ السلام، وذلك بمشاركة 33 متدربًا من 18 دولة إفريقية من الكوادر الشرطية القيادية.
واستهدفت الدورة رفع كفاءة العناصر الشرطية المشاركة فى عمليات حفظ السلام من خلال التركيز على عدة محاور، أهمها التعامل مع التحديات المرتبطة بميدان العمل من طرق وعرة أو ظروف مناخية صعبة، والتعامل مع الأزمات مثل احتجاز الرهائن أو التعرض لإطلاق النيران من عناصر معادية.
وتُعدُ هذه الدورة أول أوجه التعاون بين الوكالة المصرية والمركز بموجب بروتوكول التعاون الذي تم التوقيع عليه بين الجانبين فى شهر سبتمبر الماضي.
دعم التجارة البينية
40 متدربًا من الدول الإفريقية فى مجال التجارة البينية نظمت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية دورة تدريبية فى مجال إدارة الصادرات والواردات البينية الإفريقية، بالتعاون مع مؤسسة IBDL العاملة فى مجال التدريب الدولى، وبمشاركة 40 متدربًا من الدول الإفريقية المختلفة، حيث يأتى تنظيم هذه الدورة فى إطار حرص الوكالة على مواكبة جهود الدولة المصرية فى الارتقاء بمعدلات التجارة البينية الإفريقية.
وأعرب المشاركون فى الدورة عن تقديرهم للمشاركة فى فعالياتها والاستفادة منها، خاصة فى ضوء الموضوعات الفنية والعملية التي تناولتها، وكذلك الخبرات المتميزة للمحاضرين المصريين فى مجال التجارة البينية.
ويعكس تنظيم هذه الدورة التدريبية أجندة عمل الوكالة المصرية التي تولى اهتمامًا خاصًا بموضوعات التجارة البينية، خاصةً فى ضوء تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية التي كانت مصر فى طليعة الدول الداعمة لها والحريصة على نجاحها.
تدريب الإعلاميين السودانيين
12 متدربًا فى ثانى الدورات التدريبية للإعلاميين السودانيين بالقاهرة
شهد السفير محمد إلياس، السفير السودانى بالقاهرة، واللواء ناصر محمد رضا مساعد وزير الدولة للإعلام المصري، افتتاح الدورة التدريبية الثانية للاعلاميين السودانيين بمركز التدريب للاعلاميين الأفارقة والتي تنظمها وزارة الدولة للإعلام المصرية بحضور 12 متدربًا ومتدربة. ويشتمل برنامج الدورة على عدد من المحاضرات والزيارات لمعالم مصر القديمة والحديثة.
وأعرب السفير السودانى عن شكره للدولة المصرية على ما تقدمه من دعم ومساعدات للسودان، مؤكدا على أهمية مثل هذه الدورات التدريبية والتي تحتاج إليها المؤسسات السودانية، وأن هذه الدورة لها من الأهمية بمكان من حيث تنوع الكوادر المشاركة بها وتمثيلها لعدد من المؤسسات.. كما حث على ضرورة استمرار هذه الدورات لنقل التجارب المصرية فى هذا المجال والاستفادة منها وألأن تتواصل العلاقة بين اهل الاعلام فى البلدين.