عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ويضيع من قدمى الطريق!!

ويضيع من قدمى الطريق!!

نهاية هذا الشهر تمر الذكرى « 56» لرحيل الشاعر الكبير كامل الشناوى، أصبح اسم شاعرنا الكبير مرتبطا عند البعض بقصيدة «لا تكذبي»، قطع الجمهور الخط الفاصل بين الحقيقة والوهم واعتبروا أن «لا تكذبي» بصوت نجاة ونغمات عبد الوهاب، التي أبدعها قبل نحو60 عاما هى الحقيقة، وأن كامل الشناوى كتب هذه الكلمات بعد أن شاهد نجاة مع رجل، وهكذا جاءت الشطرة الشاعرية «إنى رأيتكما معًا».. وكأنه يقصد «إنى ضبطكما معًا»!!



قبل نحو 14 عاما عُرض مسلسل «السندريلا» الذي تناول حياة سعاد حسنى،وفى بداية الحلقات قدم المخرج مشهدًا جمع بين نجاة وصديق وبينهما تورتة عيد الميلاد، وكانت عين كامل الشناوى تتلصص على نجاة وكأنه يتابع خائنة وأقامت نجاة دعوى قضائية ضد المسلسل، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التي تذهب فيها نجاة للمحكمة لإيقاف هذا السيل المنهمر من الشائعات التي تطولها، فدائما هناك اسم رجل يقترن بتلك القصيدة فى كل حكاية كانوا يطلقون اسم خائن أو عشيق لنجاة غير الذي ذكره السابقون فى روايتهم، وكلها محض افتراء والذي ساهم فى ذيوع هذه القصص الخيالية صمت نجاة الدائم وابتعادها عن الإعلام بكل أشكاله وأنماطه فهى لا تسجل لقاءات تليفزيونية أو صحفية وعن سبق الإصرار.. كما أن من أسباب انتشار القصص الخيالية التي واكبت غناء «لا تكذبي» هى أن الكاتب الكبير مصطفى أمين كتب مثلا قبل 45 عامًا صفحة كاملة فى جريدة أخبار اليوم فى باب «شخصيات لا تُنسى» عن كامل الشناوى وأشار إلى أنه كان شاهد عيان على ولادة قصيدة «لا تكذبي» وأن نجاة هى المقصودة وأن كامل أسمعها القصيدة بالتليفون وكان مصطفى يتلصص على المكالمة واستمع إلى نجاة وهى تطلب منه أن تغنى القصيدة ربما لتنفى أنها المقصودة!!

وأقامت نجاة دعوى قضائية ضد مصطفى أمين وخسرتها، لأنه لم يكتب اسمها صراحة بل أشار فقط إليها.. ثم نشر الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس على حلقات فى جريدة الأهرام رواية (وعاشت بين أصابعه) استوحاها أيضًا من علاقة كامل الشناوى مع نجاة أو بتعبير أدق كان يردد القصة الملفقة حول قصيدة «لا تكذبي» وغضبت نجاة وتم تخفيف بعض التلميحات التي تشير إليها فى الحلقات الأخيرة من الرواية.. ثم جاء مسلسل «سندريللا» وأطلقوا على نجاة فى الحلقات اسم «نجوى».

الحقيقة أن حكاية كامل الشناوى مع نجاة نصيبها من الخيال أكثر من الحقيقة، وكان الشاعر الغنائى الكبير مأمون الشناوى شقيق كامل الشناوى شاهد إثبات على تلك الوقائع فهو ليس فقط شقيقه بل إنه كان صديقه أيضًا، وأكد أمام القاضى أن كل ما أثير حول هذه القصيدة محض افتراء، وهكذا أصاب خيالهم نجاة بشظايا لا تزال تطولها كلما ردد أحدهم اسم «لا تكذبي» أو كامل الشناوي.أتذكر أننى أجريت تحقيقًا صحفيًا نشرته قبل نحو 35 عامًا فى مجلة روزاليوسف وكانت مصادرى تحية كاريوكا ويوسف إدريس ومصطفى أمين وأنيس منصور وكمال الملاخ، كل من هؤلاء أكد أنه شاهد عيان على ميلاد هذه القصيدة، وكل رواية كانت تتناقض مع الأخرى، واختلفوا فى تحديد اسم الخائن أقصد بلغة هذه الأيام «الطرف الثالث». وانتهيت إلى أن الصدق الفنى الذي تنضح به قصيدة شاعرنا الكبير دفع الجميع إلى البحث عن حقيقة عبرت عنها كلمات «ويشب فى قلبى حريق/ ويضيع من قدمى الطريق/ وتُطل من رأسى الظنون/ تلوموني/ وتشد أذني/ فلطالما باركت كذبك كله/ ولعنت ظنى /لعنت ظني» وما أسوأ تلك الظنون!! 

قصيدة واحدة حاولوا أن يحيلوها إلى قصة حياة شاعر كبير، ومع الزمن بدأ القراء فى اكتشاف كامل الشناوى الذي تميز بالكتابة الصحفية الجاذبة، التي ترتفع لمكانة الشعر، وهذا هو سر خلود شاعرنا الكبير، وتلك هى الحكاية الصادقة لقصيدة «لا تكذبي»!! 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز