عاجل
الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
إنا كفيناك المستهزئين

إنا كفيناك المستهزئين

يحاول الكثيرون النيل من أطهر الخلق، سيد الأنبياء والمرسلين، الرحمة المهداة، محمد- صلى الله عليه وسلم- الذي بمولده اهتزت الأرض إجلالًا، وانتشر النور في بقاع الأرض، وتبدل حال الأرض من حال إلى حال، فأحياها بعد الموات.



منذ بعثته- صلى الله عليه وسلم- وهو يحارَب من الأعداء، فقالوا عنه ما ليس فيه، تارة يقولون إنه ساحر، وأخرى مجنون، وثالثة شاعر، وكاهن، يقص عليهم أساطير الأولين. والله يتولى صرف ذلك كله عن النبي لفظًا ومعنى.. ففي الصحيحين عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا ترون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذممًا ويلعنون مذممًا وأنا محمد".

وجاء القرآن من فوق سبع سماوات، يكذِّب من يتطاولون على حبيب الرحمن، فقال الله تعالى، في محكم آياته: "وما هو بقول شاعر قليلًا ما يؤمنون".. "ولا بقول كاهن قليلًا ما تذكرون".

كلما همّ أحد بالتطاول على نبينا، وأراد الكيد به، كاده الله وردَّ كيده عليه، امتثالًا لقوله تعالى: "والله يعصمك من الناس".. هذه حماية وعصمة من الله لرسوله الكريم من الناس، فإن نواصيهم بيد الله- عز وجل- وقد تكفل بعصمة النبي الكريم، من كل أذى قد يصيبه فهو- سبحانه وتعالى- حافظه وناصره ومؤيده على أعدائه، فلن يصل أحد منهم إلى الرسول الكريم بسوء يؤذيه.

فقد عاداه أهله وأخرجوه من بيته وبلده، أحب البلاد إلى قلبه، وقتلوا عمه حمزة- رضي الله عنه- أسد الله، وشج رأسه- صلى الله عليه وسلم- وكسرت رباعيته، ومن شدة الجوع أكل أوراق الشجر هو ومن معه من الصحابة، وتحمل الكثير في سبيل نشر دعوته، وإظهار الحق وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى.

كم نعاني في حياتنا من أزمات ومؤامرات وفتن، حذرنا منها رسولنا الكريم؛ حيث يقول: "إن بين يدي الساعة الهرج"، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل"، قالوا: أكثر مما نقتل الآن؟ قال: "إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكن قتل بعضكم بعضًا، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه"، قالوا: "سبحان الله ومعنا عقولنا؟!"، قال: "إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء".. أليس هذا ما يحدث الآن، كما أخبرنا نبينا؟

إنها الفتن التي حذرنا منها نبينا الكريم، التطاول على شخصه الكريم، وقد تولى الله- سبحانه وتعالى- الدفاع عن نبيه- صلى الله عليه وسلم- وأخبر بأنه سيكفيه المستهزئين.. فقال تعالى: "إنا كفيناك المستهزئين".

فما من أحد تظاهر بالاستهزاء برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة.

والآن ما هو دورنا تجاه نبينا الكريم؟

على كل مؤمن يحب الله ورسوله أن يسعى لنصرة نبيه وحبيبه محمد- صلى الله عليه وسلم- ونصرة الرسول تكون بما يلي:

 تنشئة الأطفال والأجيال القادمة منذ الصغر على محبة النبي- صلى الله عليه وسلم- والدفاع عنه والاقتداء به.

اتباع سنة النبي الكريم، وتطبيقها والاهتداء بهديه وطاعته، قال تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا".

وقال تعالى: "وإن تطيعوه تهتدوا".

وقال عز وجل: "من يطع الرسول فقد أطاع الله". وقال تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم".

الانتصار لرسولنا- صلى الله عليه وسلم- حيًا وميتًا، فأما في حياته فقد قام الصحابة- رضي الله عنهم- بهذه المهمة خير قيام.

وأما بعد وفاته- صلى الله عليه وسلم- فيكون بالدفاع عن سنته إذا تعرضت لطعن الطاعنين أو تحريف من الجاهلين.. والدفاع عن شخصه الكريم إذا تناوله أحد بسوء أو سخرية، أو وصفه بأوصاف لا تليق بمقامه الكريم.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز