عاجل
الأربعاء 29 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
أين ضمير المجتمع؟

صدى الحروف

أين ضمير المجتمع؟

رغم بدايتي في الصحافة كمحررة تحقيقات، ثم حوادث وقضايا، والتي استمرت سنوات كثيرة، لم أصادف مثل هذه الأفعال التي تعددت وتنوعت في مجتمعنا هذه الأيام، أب يقيد ابنته ويحبسها ثلاث سنوات في شقة مهجورة نكاية في طليقته، وابن يجرد أمه من ملابسها ثم يقتلها ويلقي بها في المصرف، طمعًا في الميراث، ورجل يجري وراء آخر يقتله بساطور ويفصل رأسه وسط ذهول المارة، وزوجة تقتل زوجها وتفرم لحمه وتطهيها للجيران، وطلبة في الجامعة يتشاجرون ويقتل أحدهما الآخر. 



 

ما كل هذا العنف ماذا حدث وما الذي طرأ على الإنسان المصري المتسامح والعاطفي بطبعه وما وراء هذا العنف غير المبرر؟! 

 

قناعاتي ورأيي المتواضع، أن وراء في هذه المأساة عده جهات شاركت بقصد أو دون، فيما وصلنا إليه، وأولها الفن الذي كنا نعتبره رسالة لتقويم الإنسان، أصبح الآن أداة للتدمير إلا من رحم ربى فهو المعول الأساسي وراء هذا الدمار، فالشباب يقلدون بعض الممثلين المسخ في طريقة لبسهم وأسلوبهم، ويعتبرونه مثلهم الأعلى، كذلك فإن المسلسلات التليفزيونية يكتفي عارضوها بوضع +١٢ أو ما إلى ذلك أي ممنوع المشاهدة لأقل من هذا العمى وكأنهم أخلوا مسؤولياتهم عن كل ما تحتويه من مشاهد وألفاظ تخدش الحياء ونسوا أو بالأحرى تناسوا أن الممنوع مرغوب وأن كل طفل يحمل في يده موبيل يشاهد فيه كل ما يريد.

 

أما السوشيال ميديا وبالأخص الفيس بوك الذي يفاجئني، في بعض الاحيان بحذف بوست بحجة أنه غير ملائم أو أن محتواه يتضمن ما يشجع على العنف، وعلى الجانب الآخر يعيد هو ويكرر كل فيديوهات القتل.

 

وأخيرًا الصحافة والإعلام، فقد نسى بعض الزملاء يوم أن أقسمنا في نقابتنا العريقة استخدام قلمنا بأمانة فيما لا يضر مجتمعنا.. وأذكر في هذا المجال أن كتبت قضية اعتداء أب على ابنته مما ادى إلى انتحارها، ورفض الأستاذ سعيد سنبل رحمه الله عليه نشر القضية، موضحًا أن ذلك سيزعزع ثقة البنات في رمز الأمان ويشجع ضعاف النفوس على تكرار الفاحشة وزنى المحارم.

 

أما إنشغال الوالدين بحثًا عن لقمة العيش، فهو عامل غير أساسي فنحن نعمل منذ أن كان أبناؤنا أطفالًا ولم تحدث مثل هذه الأفعال المشينة.

 

نحن ندق ناقوس الخطر للمسؤولين وللمجتمع المدني لإصدار قرارات لتعديل مسار كل الأسباب وعودة الرقابة على المصنفات الفنية وتفعيلها.. نداء لصحوة الضمير من غفلته.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز