عيد الحب

يحتفل المصريون 4 نوفمبر بعيد الحب، ويرجع الاحتفال بهذا اليوم بما اقترحه الكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين، بعد موقف تعرض له فور خروجه من الاعتقال، ورأى جنازة لا يسير فيها سوى ثلاثة، وعندما استفسر عن السبب، علم أن المتوفى رجل عجوز ولم يكن ودودًا غير محب لغيره، فلم يحبه أحد، ومن هذه الواقعة أطلق مصطفى أمين الدعوى لتخصيص يوم يكون عيدًا للحب وفرصة للمودة والمحبة بين الناس.

وعلى الرغم من الهجوم الذي تعرضت له فكرة مصطفى أمين، والاعتراض الذي قوبلت به دعوته التي تصورها البعض وقتها أنها دعوة للعشق والغرام، وبمرور الوقت انتقلت تلك الدعوة من مجرد فكرة إلى انتفاضة للحب بين المصريين، وبات يوم 4 نوفمبر من كل عام عيدًا للحب فى مصر.. يومٌ تعزز فيه مصر مشاعر الحب الإنساني بين أفراد الأسرة الواحدة، وتجدد عهد الحب والولاء للوطن والوفاء للمعلم.. عيدٌ لا ينتهى بتقديم الهدايا، ولكنه يعطي قبلة الحياة لإنسانية البشر.

والحب أنواع، الحب الإلهي وهو حب البشر لخالقهم، وحب الإنسان للإنسانية بعيدا عن اللون والجنس واللغة، وحب وطنك وأسرتك.. ثم حب الرجل والمرأة.. والحب لا يقتصر على وجه واحد ولا يكون حبًا صادقًا إذا لم يعتبر كل طرف الآخر وطنًا له فقد يدفع الشخص حياته ثمنًا للحب وهو على قيد الحياة، كأمهات وآباء كثيرين.. والمرأة قد تضحي براحتها وعمرها من أجل قلبها وما يهواه.. الحب أن تجد في حبيبك وطنك، وأن تعيش في كنف الآخر فتكفيك لمسة حنان لتمنحك دفء الشتاء ونسمة الصيف في عصاري سبتمبر.. الحب هو رفيق نجوانا وزادنا، هو ضوء الحياة بداخلنا ونبض أرواحنا.

الحب يجعلك إنسانُا أقرب للملاك، تشعر بكل خلجات من حولك، فلولا الحب ما أصبح الإنسان إنسانًا.. هو خيط قوي هش الأحاسيس، فإذا ظهر الغدر قاوم وناضل فهو لا يسقط من أول اختبار أعمى أصم، ولكن إذا انتهت كل الاختبارات كانت النتيجة لم ينجح أحد، هدم في لحظات.

حافظوا على من يحبونكم فقد أصبحوا عملة نادرة في زمن تشبع بالخداع والكذب.. حبوا أنفسكم كما تحبون غيركم لنحيا جميعًا، ولا تجعلوا للحب يومًا  تحتفلون به، بل عيشوا كل حياتكم كأنها عيد للحب.