خبراء دوليون يحددون موعد اقتحام العاصمة الإثيوبية من القوات المناوئة
عادل عبدالمحسن
أجمع خبراء دوليون، على أن الجيش الإثيوبي، والميليشيات المتحالفة معه، غير قادرة على صد قوات إقليم تيجراي، لذلك لم يعد قادتها يرغبون في التفاوض مع حكومة آبي أحمد.
وأشار الخبراء إلى أن، قوات التيجراي لن تتوجه إلا لاقتحام أديس أبابا، حتى تؤمن الطريق السريع الممتد من جيبوتي المجاورة إلى العاصمة الإثيوبية.
وقال ويل دافيسون، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، إن مكاسب قوات تيجراي زادت الضغط على حكومة آبي أحمد، كما تعكسه حالة الطوارئ.
وقال: في الوقت الحالي، يبدو من الصعب على الجيش الفيدرالي الإثيوبي صد تقدم قوات تيجراي، وقد قال بعض قادتهم مؤخرًا إنهم في هذه المرحلة المتأخرة لا يتطلعون إلى التفاوض مع آبي"، مشيرًا إلى أن جيتاتشو رضا المتحدث باسم التيجراي، لم يرد على مكالمات هاتفه عبر الأقمار الصناعية اليوم الأربعاء.
وقال محلل إقليمي على اتصال بأطراف الحرب تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ستمنع على الأرجح أي تقدم أديس أبابا حتى تؤمن الطريق السريع الممتد من جيبوتي المجاورة إلى العاصمة، هذا يتطلب الاستيلاء على مدينة ميل، وقال جيتاشيو أمس، الثلاثاء، إن القوات التيجراية تقترب من مدينة ميل.
من جانبه، قال الاتحاد الإفريقي أمس الاربعاء إن رئيس الاتحاد موسى فقي محمد يتابع التصعيد في إثيوبيا بقلق بالغ، وحث الأطراف على الدخول في حوار.
وفيما يتعلق بالأوضاع داخل العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، وردت أنباء متفرقة عن اعتقال أفراد من عرقية تيجراي في العاصمة، وذلك بعدما تم إعلان حالة الطوارئ.
قالت امرأة في عيادة صحية خاصة بالمدينة مساء أمس، الثلاثاء، إنها شهدت اقتياد أربعة أطباء وممرضة، جميعهم من عرقية التيجراي، من قبل الشرطة.
وقال أحد السكان إنه رأى الشرطة في منطقة بولي بوسط البلاد وهي توقف الناس بشكل عشوائي في الشارع وتطلب منهم إبراز هوياتهم الحكومية التي تذكر هويتهم العرقية.
وقال شريطة عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام "رأيت ثلاثة أشخاص يعتقلون".
وقالت امرأة أخرى إن الشرطة ألقت القبض على زوجها وهو مهندس بينما كان يسير في الشارع وهو يتحدث على هاتفه بلغته الأصلية التيجرية.
وشخصان آخران عن اعتقال عدد من أهالي تيجراي أمس، الثلاثاء، في منطقتي بولي وليمي كورا.
ولم ترد شرطة أديس أبابا والمتحدث باسم الحكومة على مكالمات هاتفية تطلب التعليق.
وقال المهندس مركيب شيفيرو 28 عامًا إن بعض الناس في أديس أبابا يشعرون بالذعر بسبب الوضع لكن المدينة ظلت تنعم بالهدوء.
في غضون ذلك، قالت كينيا المجاورة لإثيوبيا إن شرطتها عززت الإجراءات الأمنية على طول الحدود.
“آبي أحمد” يهذي ويطلق تصريحات جوفاء
وفي سياق متصل، أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اليوم، الأربعاء، تصريحات جوفاء تعبر عن مدى حالة انفلات الأعصاب جراء هزائم جيشه المتوالية أمام قوات التجيراي وجيش تحرير أورومو، متعهدًا بدفن أعداء حكومته "بدمائنا"، بينما كان يقوم بإحياء ذكري بداية حرب الفاشلة في إقليم تيجراي قبل عام.
كان آبي أحمد، يتحدث بعد يوم من إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وتهديد قوات تيجراي بالتقدم صوب العاصمة أديس أبابا.
وقال في كلمة ألقاها في حفل أقيم بمقر الجيش في أديس أبابا "الحفرة التي تم حفرها ستكون عميقة للغاية، وستكون حيث دفن العدو، وليس حيث تتفكك إثيوبيا، وكان يهذي قائلًا: "سندفن هذا العدو بدمائنا وعظامنا ونجعل مجد إثيوبيا عاليًا مرة أخرى.
تم الوقوف دقيقة صمتًا في الحفل الذي أضاء بالشموع لإحياء ذكرى القتلى في 3 نوفمبر 2020، عندما استولت القوات الموالية للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، حسب زعمه، على قواعد عسكرية في تيجراي، ردًا على ذلك، أرسل آبي مزيدًا من القوات إلى المنطقة الشمالية.
يُذكر أن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي الائتلاف الحاكم في إثيوبيا لما يقرب من 30 عامًا لكنها فقدت السيطرة عندما تولى آبي السلطة في 2018 بعد سنوات من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
توترت العلاقات مع جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي، بعد أن اتهموه بتركيز السلطة على حساب الأقاليم الإثيوبية، وأدى الصراع في ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان إلى مقتل الآلاف وأجبر أكثر من مليوني شخص على ترك منازلهم، وترك 400 ألف شخص في تيجراي يواجهون المجاعة.
وفرضت حكومة آبي، يوم الاثنين، حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر مع سريان مفعولها.
وجاء الأمر بعد أن أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير تيجاري أنها استولت على عدة بلدات في الأيام الأخيرة، وقالت إنها قد تسير نحو أديس أبابا، على بعد حوالي 380 كيلومترًا إلى الجنوب من مواقعها الأمامية.
تُمكِّن حالة الطوارئ الحكومة من أن تأمر المواطنين في سن التجنيد بالخضوع، للتدريب وقبول الخدمة العسكرية.
كما يسمح للسلطات بالقبض التعسفي على أي شخص يشتبه في تعاونه مع "الجماعات الإرهابية" بأمر من المحكمة واحتجازه طوال مدة حالة الطوارئ، بحسب الإعلان.
صنفت الحكومة الجبهة الشعبية لتحرير تيجري كمجموعة إرهابية في مايو.