عاجل
الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المولد النبوي الشريف التطبيق العملي لأخلاق النبي
البنك الاهلي

في ذكري مولد سيد الخلق.. سلوكيات نبوية مع "الأطفال"

أطفال يقرأون القرآن
أطفال يقرأون القرآن

يحتفل المسلمون في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام بذكرى المولد النبوي الشريف، وهى فرصة عظيمة للعودة إلى سيرة المصطفى عليه الصلاة السلام، طلباً للاستنارة والتعلم، خاصة طريقة تربيته وتعليمه للأطفال، الذين سيصبحون فى غضون سنوات شباباً يحملون على أكتافهم مهام استكمال رسالة السابقين، فإن صحوا صحت الأمة، وإن فسدوا فسدت الأمة بالكثير من مظاهر الانحلال والانحراف التي نراها حولنا، رغم انتشار مظاهر التدين واتباع سنن رسولنا الكريم، مثل إطلاق اللحية، وقص الشوارب، وغيرها من المظاهر التي لا يعلم باطنها إلا الله عز وجل.



 

 الأطفال زينة الحياة الدنيا

فى هذا السياق يقول الدكتور محمد عبد العال، الأستاذ بكلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، إن الأطفال زينة الحياة الدنيا، والعناية بهم مسلك الأخيار وطريق الأبرار، ولا تفسد الأمم إلا حين تفسد أجيالها الناشئة، ولا ينال منها الأعداء إلا حين ينالون من شبابها وصغارها، لهذا تعد مرحلة الطفولة من أخطر المراحل فى حياة الإنسان، وكان السلف الصالح يعنون بأبنائهم، يعلّمونهم وينشّئونهم على الخير، ويبعدونهم عن الشرّ، ويختارون لهم المعلمين الصالحين والمربين والحكماء والأتقياء.

 

وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، القدوة في هذا الشأن، فقد راعى الأطفال واهتم بأمرهم، فلم يكن يضجر ولا يغضب منهم، فإن أخطأوا دلَّهم من غير تعنيف، وإن أصابوا دعا لهم، وفي هذا كثيرٌ من النماذج لمعاملته صلى الله عليه وسلم مع الأطفال، والتي تعلم الصبر والحنان والرحمة والإنسانية.

 

ويروى الإمام أحمد في مسنده، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: كنا نصلي مع النبي العشاء، فإذا سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما من خلفه أخذًا رفيقًا ووضعهما على الأرض، فإذا عاد إلى السجود عادا إلى ظهره حتى قضى صلاته، ثم أقعد أحدهما على فخذيه.

ولما جاءت أم قيس بنت محصن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بابنٍ لها صغيرٍ لم يأكل الطعام، فحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبال على ثوبه، فدعا بماء فنضحه عليه ولم يغسله. 

وكان صلى الله عليه وسلم يلاعب الأطفال، ويمشي خلفهم أمام الناس، وكان يقبلهم ويضاحكهم، ويروى الإمام أحمد وابن ماجه والبخاري في الأدب المفرد عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: خرجت مع النبي وقد دعينا إلى طعام، فإذا الحسين بن علي يلعب في الطريق، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم، أمام القوم ثم بسط يديه ليأخذه، فطفق الغلام يفرّ ها هنا ويفرّ ها هنا، ورسول الله يلحقه يضاحكه حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى في رأسه، ثم اعتنقه ثم أقبل علينا وقال: حسين مني وأنا من حسين.  وويضيف الدكتور محمد عبد العال، أن الأقرع بن حابس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآه يقبّل الحسن بن علي، فقال الأقرع: أتقبّلون صبيانكم؟! فقال رسول الله: (نعم)، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبلت واحدًا منهم قط، فقال له رسول الله: (من لا يرحم لا يرحم) متفق عليه، ويقول أبو قتادة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلي وهو يحمل (أمامة) بنت ابنته زينب، فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها. 

وبلغ الرسول عليه الصلاة والسلام من رحمته وشفقته بالصغار، أنه كان صلى الله عليه وسلم، يخطب ذات يوم فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويتعثران في المشي، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال: صدق الله ورسوله: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15]، نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما”، ثم أكمل خطبته.

-وكان أيضاً يعلم الصبيان شؤون دينهم: روى البخاري ومسلم أن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلامًا في حِجْر رسول الله “صلى الله عليه وسلم”يعني: في رعايته وكنفه، وكانت يدي تطيش في الصحفة يعني: إناء الطعام، فقال لي رسول الله : “يا غلام، سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك”، هذا، وإن من شكر نعمة الله علينا في أولادنا أن نقوم بما أوجب الله علينا من رعايتهم، وتأديبهم بأحسن الأخلاق والأعمال، وتنشئتهم التنشئة الصالحة.

فيما أكدت د.نشوى محمد، استشاري الإرشاد الأسري، أن الأطفال هم شباب ورجال المستقبل، وهم الغرس الذي إذا أحسنا تنشئته قدمنا لمستقبل الأمة هدية كبيرة، وأدينا الواجب الذي علينا في تربية أبنائنا، ومن المناسبات التي يمكن أن نستغلها في ذلك ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث يمكن أن نعلم أطفالنا سيرته -صلى الله عليه وسلم – مبينين فضائله الكريمة وأخلاقه التي تحلى بها حيث تقول عائشة -رضي الله عنها- : كان خلقه القرآن، ويمكن أن نقدم ذلك من خلال مسابقة بين الأبناء ومنح الجوائز على ذلك، وحفظ بعض أحاديثه صلى الله عليه وسلم في الأدب والرقائق، وأيضاً من خلال عرض أفلام وثائقية في سيرته وهي كثيرة في مواقع الإنترنت.

وأضافت: كما نعلم أبناءنا الإكثار من فعل الخير في هذا اليوم ليكون قدوة لهم في بقية الأيام، من الصدقة وصلة الرحم ومساعدة الآخرين وغيرها، يمكن ترسيخ هذه المناسبة بنشر الفرح في المنزل وتوزيع الحلوى، وسماع الأناشيد الدينية الخاصة بفضائله وأخلاقه وسيرته صلى الله عليه وسلم، حتى يُستغل هذا اليوم أحسن استغلال في ترسيخ محبته في نفوس أطفالنا.  

 

شاهد أيضاً

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز