عودة المدارس والجامعات.. حتى لا نندم

ينطلق العام الدراسي الجديد يوم السبت القادم، وكما يؤكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، فإنه سيكون منتظمًا بحضور كامل، وتسجيل للحضور والغياب، وأن حضور التلاميذ سيكون وجوبيًا مع مراعاة تنفيذ كافة الإجراءات الاحترازية، وفقًا لتعليمات وزارة الصحة.

العام الدراسي الجديد الذي يأتي في ظل المخاوف من فيروس كورونا اللعين الذي يضرب العالم بلا تفرقة بين الدول الغنية والفقيرة، ويهدد حياة البشر في كل مكان، دفع وزارة التربية والتعليم للتشديد على ضرورة تنفيذ الخطة الوقائية التي وضعتها وزارة الصحة، وحصر الغياب اليومي للتلاميذ وإبلاغ الزائرة الصحية به، مع مراعاة عدم التزاحم، وأن يلتزم كل معلم بالتباعد بينه وبين الطلاب أثناء تحركه في الفصل خلال الحصة، وأن يتم غلق الفصل حال حدوث أكثر من حالة إصابة مؤكدة خلال أسبوعين.

إجراءات الوقاية وحماية التلاميذ المعلنة مدروسة بعناية، لكن تنفيذها يتطلب جهودًا ضخمة ومضنية من إدارات المدارس، ودورًا ايجابيًا من أولياء أمور التلاميذ الذين يتجاوز عددهم 23 مليونًا بالمدارس الحكومية والخاصة، بالإضافة لأكثر من مليون معلم، فالآباء والأمهات عليهم أن يعملوا على تطبيق الإجراءات الاحترازية وتوعية أبنائهم بضرورة الالتزام والانضباط لتفادي الإصابة بالفيروس القاتل، فالتهاون عواقبه وخيمة، ويعرّض حياة التلاميذ للخطر، خاصة أن بينهم من لا يدرك مخاطر الفيروس وانتشاره السريع، كما أن هناك آلاف الأسر التي لا تبالي بتطبيق الإجراءات ولا تلتزم بتطبيق أبسطها عن جهل وغياب للوعي.

إن الدولة المصرية نجحت في مكافحة الجائحة، وهذا نجاح أشادت به منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية، كما أصبحنا ننتج اللقاح المضاد ولا نكتفي باستيراد أنواع مختلفة منه، ولكن ما زال هناك من يتهاون ويستهتر وبينه وبين "الكمامة" خصومة، ولا يراعي عدم الدخول في الزحام أو مسافات التباعد الاجتماعي، وعادت أحضانه وقبلاته لكل من يقابلهم بلا وعي.

العودة للمدارس والجامعات تتطلب الحذر والحيطة، والحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية، وقد أحسنت الجامعات صنعًا عندما قررت عدم السماح بدخول الطلاب للجامعات أو المدن الجامعية إلا بعد الحصول على اللقاح حفاظًا على صحة الجميع من طلاب وأساتذة وموظفين وعمال.

العودة للمدارس والجامعات تتطلب تطبيق الإجراءات الوقائية بحسم، ولا مجال للتهاون أو الاستهتار ..حتى لا نندم.