عاجل
الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

بالأسماء والتشكيلات.. وثائق “أبوت آباد” تكشف خريطة الجماعات الإرهابية في ليبيا

كشفت وثائق “أبوت آباد”، التي جرت بين زعيم تنظيم “القاعدة” السابق، الإرهابي أسامة بن لادن؛ وعدد من معاونيه وأفراد عائلته، عن معلومات وحقائق كان لها إرتباط كبير بما آلت إليه الأوضاع في ليبيا، بعد ثورة 17 فبراير.



 

 

ونقلت قناة “ليبيا الحدث”، عن موقع “كتابات” العراقي، تصريحات الخبير الليبي في شؤون الإرهاب، محمد الشعافي؛ الذي أكد؛ أن تنظيم القاعدة مهتم بـ”ليبيا” ويعتبرها صومالاً ثانية.

 

وأوضح الشعافي: “أغلب الناس الذين قرأوا وثائق “أبوت آباد”؛ لا يعلمون أن: 90% من هذه المراسلات وقعت ما بين: جمال إبراهيم أشتيوي الزوبي، الذي كان يُكنى: عطية الله الليبي، أو محمود، وأسامة بن لادن، جمال أشتيوي الزوبي؛ هو المسؤول الشرعي الأول في تنظيم “القاعدة”، وبيّنت وثائق “أبوت آباد” الكثير من من السياسات التي انتهجتها (القاعدة) في ليبيا، أول نقطة أظهرت أن “القاعدة” مهتم بليبيا وينظر لها كأنها الصومال رقم اثنين”.

 

وأضاف “الشعافي”؛ أن وثائق “أبوت آباد”؛ كذلك: “كشفت عن عدة شخصيات وأدوارها في تنظيم “القاعدة” من حملة الجنسية الليبية، منها: أبو أنس الليبي، واسمه: أنيس الرقيعي، وقد قبضت عليه الولايات المتحدة، في عام 2013، في طرابلس، ومات قبل أيام من موعد محاكمته في أميركا، عام 2015، لمشاركته في هجمات: كينيا وتنزانيا، وكشفت عن شخصية ودور، لأبو يحيى الليبي؛ وهو شقيق عبد الوهاب قايد، وكشفت عن شخصيتين هما: أبو الورد، وهو: سالم نور الدين الديبسكي، الذي تواجد في طرابلس؛ وسيطر على وزارة العدل هناك وأصبح الحاكم الفعلي لمدينة طرابلس، من 2011 إلى حين مقتله، في 2017، بعد 5 أيام من هجوم مانشستر أرينا، طبعًا لأنه كان له دور كبير في هجوم مانشستر في بريطانيا، الذي نفذه: سلمان العبيدي”.

 

معلومات موثقة بأسماء ووقائع 

 

وتابع؛ أن الوثائق أيضًا: كشفت عن شخصية، “عروة”، واسمه: “عبد المنعم المدهوني”، الذي قُتل في “البريقة”، في 2011، ويوجد توثيق مرئي لمقتله في مدينة “البريقة”، طبعًا “القاعدة” أسست وأدخلت الكثير من الإرهابيين إلى “ليبيا”، فضلاً عن الإرهابيين الذين ينتمون لها داخل “ليبيا”، وكشفت وثائق “أبوت آباد”؛ أن “ليبيا” يُراد لها أن تكون مركز تجميع للإرهابيين، في شمال إفريقيا، للانطلاق نحو “إفريقيا”.

 

عدد كبير من أبرز قادة القاعدة الإرهابية الليبيين عادوا إلى “ليبيا”، خلال الثورة، وتمكنوا من الوصول إلى مراكز القرار، حتى أنهم قبضوا على مفاصل الدولة وسيطروا على كثير من ميزانياتها بفعل مناصبهم، ما أسهم بسهولة تمويلهم للجماعات المتطرفة، وفق ما أوضح الخبير، “الشعافي”.

 

في ذلك؛ أوضح الشعافي؛ أن: “الشخصيات المتطرفة، التي عادت إلى ليبيا، بعد 2011، كثيرة طبعًا، نذكر منها: خالد الشريف وسامي الساعدي وعبد الحكيم بلحاج وعبد الوهاب قايد، وهؤلاء تركز عملهم في مدينة طرابلس، بالإضافة إلى: سالم نور الدين الديبسكي، أبوالورد، وطارق درمان، والغناي، وأبو ذر الصغير، وفي المنطقة الشرقية: محمد الغرابي وزياد بلعم ومحمد الزهاوي وسفيان بن قمو وعبد الحكيم الحصادي وعبد الباسط عزوز، وهكذا كثير من الشخصيات”.

 

وتابع: “سأركز على، عبد الحكيم بلحاج، وهو من المقاتلين السابقين في “أفغانستان”، وأحد مؤسسي الجماعة الليبية المقاتلة، التي هي فرع “القاعدة” ليبيا، طبعًا بعد 2011؛ أصبح هو المُسيطر على القرار السياسي في “ليبيا”، وأنشأ حزب سماه “حزب الوطن”، وضم إليه الكثير من الشخصيات المتطرفة والشخصيات السياسية؛ بحكم سيطرته على المال في “ليبيا”، وأنشأ عدة شركات؛ من بينها شركة طيران “الأجنحة”، وأنشأ عدة قنوات فضائية؛ من بينها قناة “النبأ” وقناة “سلام”، وشركات في “تركيا”؛ وحول أموال كثيرة إلى “تركيا”، وأصبح يتخذ من العمل المدني واجهة للعمل الإرهابي”.

 

وأضاف الخبير في شؤون الإرهاب: “طبعًا، عبد الحكيم بلحاج، الآن موجود في تركيا، وبعد 2017؛ أصبح مطلوبًا للنائب العام بعد مشاركته أو شبهات بمشاركته في تفجيرات مانشستر، بحسب تفسيرنا نحن، هرب إلى تركيا هو، وخالد الشريف وعبد الوهاب قايد وطارق درمان، وهؤلاء من كبار قادة تنظيم القاعدة الإرهابية في طرابلس، كثير من قادة تنظيم “القاعدة” في طرابلس هربوا، بعد هجوم مانشستر بخمسة أيام، عبدالحكيم بلحاج؛ أصبح جزءًا من المشهد السياسي، وأصبح لديه حتى من يمثله في آخر حكومة وهو: الوزير، وليد اللافي، “وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بحكومة الوحدة الوطنية”، وهو من مؤسسي “حزب الوطن” وفي وزارة الخارجية”.

 

كما أشار إلى أن: “الإسلام السياسي أصبح هو المسيطر، وبالإضافة إلى سيطرته على المصرف المركزي، عبر جماعة الإخوان، أصبح الإسلام السياسي والراديكالي؛ شبه مسيطر في غرب ليبيا، بالنسبة للإسلام السياسي والجماعات الراديكالية في شرق “ليبيا” والجنوب والوسط، تنوعت الجماعات هذه بين تنظيم “أنصار الشرعية” و”تنظيم الدولة الإرهابي” و”القاعدة” و”جماعة الشهداء” و”التكفير والهجرة”، طبعًا اتخذت مسميات أخرى، مثل “مجلس شورى ثوار درنة”، و”مجلس شورى ثوار بنغازي”، بينما خرج تنظيم “داعش” بوجهه الصحيح في: “درنة وبنغازي وسرت”.

 

ولفت إلى أن: تنظيم “داعش” جاء إلى “ليبيا”؛ عبر “تركي البنعلي”، الإرهابي البحريني، الذي توجد له تسجيلات كثيرة في “سرت”، وكذلك عن طريق الإرهابي: “حسن الشاعري”، الذي كان مسجونًا في “العراق”، ويُكنى: “أبوحبيبة”، الإسلام السياسي أصبح الآن محصورًا في غرب “ليبيا”، أما بالنسبة للشرق والجنوب والوسط؛ فأصبح تحت سيطرة الجيش الليبي، وأصبحت الأجهزة الأمنية أكثر فاعلية في مواجهة المتطرفين أو جماعات الإرهاب السياسي، الآن بحسب ما ترون، يتركز الإسلام  السياسي في غرب “ليبيا”، ومن بعد التطورات الأخيرة في “تونس”، وقبلها “مصر”، أصبح شبه محاصر في مدينتين أو ثلاثة، في: “الزاوية وطرابلس، ومصراتة”.

 

وحول ما فعله كل هؤلاء المتطرفين من “القاعدة” وغيرها؛ ممن عادوا إلى “ليبيا”، قال “محمد الشعافي”؛ إن: “أغلب المتطرفين شكلوا كتائب مسلحة، بعد أحداث 17 فبراير في 2011، التي تمكنوا إبّانها من السيطرة على الدولة، نجد فيها: “عبد الحكيم بلحاج” و”مهدي الحاراتي”، و”سالم نور الدين الديبسكي” و”عبد الحكيم البشري”؛ وهؤلاء شكلوا مع آخرين، منهم: “طارق درمان”، ما يُسمى: “مجلس شورى ثوار طرابلس”، بينما في الزاوية شكل: “أبو عبيدة الزاوية”، ما يُسمى: “غرفة ثوار ليبيا”، وهو من أكبر وأخطر الإرهابيين القادمين من “اليمن”، طبعًا شخصية معروفة ومتهم حتى في عدة قضايا خارجية، وبسببه تم خطف دبلوماسيين مصريين بعد القبض عليه في “مصر”، في 2013.

 

التنظيمات الإرهابية تلقت دعمًا من “قاعديين” في وزارة سيادية 

 

كما أشار إلى أنه: “بالمجمل، اندحرت جميع الكتائب الإرهابية في المنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى، أمام الجيش الليبي، بعد حرب طالت 3 سنوات، وأصبحت بقاياها تتجمع في غرب ليبيا، ولم تبقَ إلا كتيبة واحدة؛ التي هي كتيبة “مالك”؛ التي أسسها: عروة، أي عبد المنعم المدهوني، والتي يقودها الآن الإرهابي: زياد بلعم. في مدينة طرابلس، كانت كتيبة الإحسان التي يقودها: طارق درمان، من أشهر الكتائب، وبعد  هجوم مانشستر، في 2017، حُلت الكتيبة وتمت السيطرة على موقعها في طرابلس وانتهت بهروب قائدها: طارق درمان، الذي أصبح مطلوبًا للنائب العام في طرابلس؛ بتهم قضية خلية “حماس”، وهي قضية إرهابية في طرابلس. بالمجمل كل المتطرفين، كانت عندهم أذرع عسكرية حاولوا فيها السيطرة على ليبيا. في الجنوب، كانت السيطرة: لعبد المنعم الحسناوي وعبد الوهاب قايد.

 

وبالنسبة لعبد المنعم الحسناوي، تمكن الجيش الليبي، في 2017؛ من قتله بعد عودته من سوريا، خلال محاولته إحياء “داعش” في الجنوب، وعبد الوهاب قايد؛ الآن هارب في تركيا”.

 

من الشخصيات المتطرفة الأخرى التي لعبت دورًا كبيرًا، في “ليبيا”، بعد سقوط نظام القذافي، هو: “خالد الشريف”، كما أوضح الخبير، “محمد الشعافي” إذ قال: “خالد الشريف”؛ هو أحد قادة الجماعة الليبية المقاتلة، الذي وصل لأن يكون وكيل “وزارة الدفاع”، بحكومة “علي زيدان”، “الحكومة الليبية المؤقتة عام 2012”، وسيطر على “وزارة الدفاع”، وأصبحت التنظيمات الإرهابية في جميع مناطق “ليبيا”، بحسب الوثائق الموجودة والمتابعات الأمنية، تتلقى دعمًا عن طريق “وزارة الدفاع”؛ بفضل وجود، “خالد الشريف”، كوكيل “وزارة الدفاع”، وبفضل وجود: “التهامي بوزيان”، أيضًا، وكيل “وزارة الدفاع”، وهو إرهابي قادم من “أفغانستان”؛ والآن مرشح لمنصب سفير في دولة إفريقية. الشخصية الأخرى: “سامي الساعدي”، وهو مساعد: “الصادق الغرياني”، في “دار الإفتاء” وشرعي في تنظيم (القاعدة)؛ ولديه أشرطة فيديو في “أفغانستان”، أيام وجوده هناك. الآن أصبح مساعد: “الصادق الغرياني”، في “دار الإفتاء”، وأصبحت “دار الإفتاء” تتكون جلها من المنضمين إلى تنظيم (القاعدة). الشخصيتان هاتان محوريتان في السيطرة على القرار الديني والعسكري في “ليبيا”.

وردًا على سؤال عما يعني وصول هؤلاء لمناصب الحكم في “ليبيا”؛ والهدف من وراء ذلك، اعتبر “الشعافي” أن: “صانع القرار الدولي في العالم؛ كان يسعى للتخلص من تركة التيارات، وخاصة الموجودة في الغرب، والمقصود في الغرب: أوروبا والولايات المتحدة. فمن الواضح أن هذه الدول شاركت أو حاولت أن تُعيد هؤلاء الإرهابيين إلى أصولهم أو مناطقهم. نحن لاحظنا في ليبيا عودة مئات الإرهابيين، خاصة من بريطانيا وسويسرا، وكثير منهم قُتلوا في معارك، أسماءهم موجودة ويحملون جنسيات سويسرية وبريطانية، وهم ليبيو المولد أو الأصل، ولكن في الحقيقة جنسياتهم غير ليبية. ومع بعض الدول التي تؤيد تيار الإسلام؛ مثل: تركيا وقطر، اجتماع مشروع معين بعد 2011؛ خرج منه هذا المشهد المشوه وهو عودة الإسلاميين”.

وأشار إلى أن: “عودتهم كانت قد صدمت الشعوب التي قامت بثورات الربيع العربي. هذه الشعوب كانت تبحث عن الديمقراطية والحرية؛ ووجدت أمامها شخصيات متحكمة في المشهد تحاول إرجاعهم إلى عصور الظلام، مثلما يقال. أصبحنا نشاهد ونرى مشاهد مروعة مثلًا، عندنا في مدينة بنغازي؛ مشاهد لقطع الرؤوس والإعدامات والاغتيالات، ما أعطى شيئًا عكسيًا، لاحظناه في مصر، في 30 يونيو، عندما انتفض الشعب المصري أمام الإخوان، ولاحظناه أخيرًا في “تونس”، كما عشناه واقع في شرق “ليبيا”، في عام 2014، عندما خرجت الناس تطالب بقيام الجيش والأجهزة الأمنية والشرطة.

يفتقرون لأي مشروع سياسي

وأضاف أنه: “عندما وصل تيار الإسلامي السياسي إلى السلطة؛ أخرج أسوأ ما عنده، ما زاد الطين بلة. هذه الدول التي كانت تبحث عن التقدم والحرية، وجدت نفسها محرومة من الكهرباء ومن أبسط الخدمات، ولذلك نحن نقول إن التيار الإسلامي في المنطقة إلى اندثار، سينتهي، لأن مشكلته أساسًا أنه ليس لديه مشروع دولة يتقدم به للناس. هذا تيار يتكلم عن أشياء دينية فقط، ولا أفق لدولة مدنية لديه، لأن ذلك يتعارض مفهومه للإسلام السياسي”.

 

بسؤاله عما قد يحدث في “ليبيا”، مع تغير المشهد في “أفغانستان”، وما إذا كان يتوقع نهوضًا للفكر المتطرف وقدرة على توليه مناصب في كيانات الدولة من جديد، أكد الخبير في شؤون الإرهاب، “محمد الشعافي”؛ أنه: “أصبح هناك نهضة عكسية ضد التطرف، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في السنوات العشر الماضية. وأصبحت الناس تبغض التطرف الديني الذي عاشوه وصار لديهم رد فعل عكسي. فإذا تكلمنا عن الديموقراطية في ليبيا، لا يمكن أن يقبل التيار المتطرف بالديموقراطية؛ لأنها تتعارض مع أفكاره. لقد لاحظنا ردة الفعل الشعبية في ليبيا في الحرب ضدهم، فقد كان أغلب المقاتلين الذين يقاتلون مع الجيش الليبي مدنيين، رأيناهم في مدينة بنغازي ودرنة وأجدابيا وجنوب ليبيا. كان الجيش الليبي في بداية نشأته، وكان هناك: 70 في المئة ممن يقاتلون مدنيون، وهذا تعلمه حتى قيادة الجيش. 80 في المئة من قتلى الجيش الليبي ضد هذه التنظيمات كانوا من المدنيين”.

 

وتابع قائلاً: إذاً هناك رفض ووعي من الشعوب العربية والشعوب الإسلامية، لهذا الفكر المتطرف، وعي بأن هؤلاء عندما وصلوا إلى السلطة في عدة بلدان، عوض أن يصلحوا ما أفسده الحكام السابقين؛ وجدناهم هم أكثر فسادًا منهم، ولذلك لا أتوقع أي مستقبل سياسي للإسلام السياسي في “ليبيا”. إذا وقعت انتخابات، والمتطرفون أو الراديكاليون يعلمون بالطبع، أنه وقعت انتخابات في “ليبيا”، فلن يكونوا جزءًا من السلطة. لقد رأينا “حزب الوطن” الذي يديره، “عبد الحكيم بلحاج”، و”حزب الوسط”، الذي يديره: “سامي الساعدي”، وهما حزبان محسوبان على المتطرفين، حصلوا على مقعد واحد في الانتخابات، مقعد واحد، ما يعني أنه في الانتخابات القادمة ما الذي سيحصلون عليه؟ لا شيء. يبقى التيار الأقل عنفًا فيهم هو: تيار “الإخوان المسلمين”، وبالرغم من أن تيار “الإخوان المسلمين” يتحالف مع هذه التيارات المتطرفة؛ ويجعل منها ذراعًا عسكريًا له ليساوم بها على السلطة، فإنه بذلك أصبح تيارًا غير مقبول في “ليبيا”؛ أو تيارًا بدأ ينحسر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز