وزير الخارجية: مصر ملتزمة بالوقوف إلى جوار كل دولة شقيقة لتخطي هذه الفترة الاستثنائية
أ.ش.أ
أكد وزير الخارجية سامح شكري التزام مصر بالوقوف إلى جوار كل دولة شقيقة؛ لتخطى هذه الفترة الاستثنائية في تعدد جبهاتها وتنوع مصادر تهديدها للعالم العربي، والتي فرضت بذل جهود استثنائية لمواجهتها، والعمل على خلق أفكار غير تقليدية لتعزيز التعاون والتكامل العربي للتصدي لها وتخطي آثارها.
وقال شكري - في كلمة ألقاها أمام الدورة العادية 156 لمجلس جامعة العربية والتي عقدت اليوم الخميس،بالقاهرة - "نجتمع اليوم والمنطقة العربية مستمرة في مواجهة تحديات سياسية ومشكلات عصيّة، تُعرقل تحقيق أهدافنا التنموية وطموحاتنا المشروعة.. فالتدخلات الأجنبية والأطماع الخارجية مازالت تعمل بجد ودون كلل للاستيلاء على مواردنا، وإلهائنا عن أولوياتنا، وإغراقنا في صراعات لا تخدم إلا مصالحها. وأصحاب الأفكار والمشاريعٍ الظلامية والإرهابية لازالوا مستمرين في محاولات زعزعة استقرار دولنا واستنزافنا والعبث بأمن مجتمعاتنا".
وشدد على أن مصر مستمرة في العمل - دون كلل - لمواجهة هذه التحديات بكل صرامة وحزم، وبتصميم كامل - كذلك - على مساندة جهد كل دولة عربية شقيقة تعمل على الصمود والتماسك والحفاظ على وحدتها واستقلالها وحقها المشروع في الازدهار والنمو.
وأكد وزير الخارجية سامح شكري أن التدخلات السافرة في المحيط العربي أفضت إلى استنزاف وإرهاق للمقدرات العربية، ودفعت إلى استقطابات وخصومات بين الأشقاء، آن لها أن تنتهي.
وقال شكري - في كلمة ألقاها أمام الدورة العادية 156 لمجلس جامعة العربية والتي عقدت اليوم الخميس، بالقاهرة - "إننا في مصر نرحب بما شهدته الفترة الأخيرة من مراجعات ومصالحات عربية؛ نأمل لها أن تكتمل على خلفية الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وإعلاء روح العمل المشترك ودعم الدول الوطنية في المنطقة، وتقديم مساحات الاتفاق على نقاط الاختلاف.
وأضاف "نعمل بصدق مع باقي الدول الشقيقة على أن نضع مرحلةً وراءنا لنخطو جميعاً إلى مرحلة جديدة عنونها التضافر والتعاضد والعمل من أجل صالح الشعوب ورفاهيتها".
وشدد على أن مصر - حكومة وشعباً - لا تدخر جهداً لتقديم كل سبل الدعم للتوصل لتسوية عادلة وشاملة ومُستدامة للقضية الفلسطينية (القضية المركزية"، وستظل كذلك لكل العرب، وسنستمر في العمل مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي على إعادة الحقوق المشروعة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والمُبادرة العربية للسلام.
وتابع: نضع كذلك في مقدمة أولوياتنا في الوقت الراهن الاستمرار في مُساندة الأشقاء في ليبيا في جهودهم لإعادة الاستقرار والأمن إلى بلدهم الشقيق، من خلال إنفاذ الحل السياسي الذي تم التوصل إليه في مؤتمر برلين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأشاد شكرى - في هذا الصدد - بما حققته لجنة 5+5 العسكرية المُشتركة، وفتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب، وهى التطورات التي يتعين البناء عليها واستكمالها بخروج كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية، ومن خلال الإسراع باتخاذ الإجراءات اللازمة لإجراء الاستحقاق الانتخابي الليبي في موعده المقرر يوم 24 ديسمبر 2021، إعمالا لما اتفق عليه الليبيون في خارطة الطريق لإنهاء الفترة الانتقالية المُمتدة، وتدشين مرحلة جديدة تلتئم فيها مؤسسات الدولة الليبية، على نحو يُلبي طموحات الشعب الليبي، ويُعلي من مصلحته الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى.
وفيما يخص سوريا، قال شكري: لقد مر عقد على بداية الأزمة السورية، ومازال الشعب السوري الشقيق يرزح تحت وطأة هذه الأزمة التي تنال من أمنه واستقراره وتؤثر بشكل قاسٍ على مقدرات معيشته. وأردف "بتنا نشهد - بكل أسى - تبعات هذه الأزمة، وندرك بألم آثارها طويلة الأمد على الشعب السوري الشقيق وعلى مستقبله، وهي آثار وتبعات لن يمكن تجاوزها إلا من خلال التوصل إلى تسويات ومخارج سياسية وفقاً للمرجعيات الدولية بما يحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها ومقدرات شعبها الشقيق، ويعجل بعودتها إلى أسرتها العربية وإلى المجتمع الدولي".
وبالنسبة لليمن، أكد وزير الخارجية ما زلنا - كذلك - نشهد بأسى بالغ استمرار الأزمة السياسة والإنسانية في اليمن الشقيق، ودفع الشعب اليمني لأثمان تعنت بعض الأطراف الرافضة للحلول العربية والدولية التي طرحت لحل هذه الأزمة، سواء المبادرة الخليجية، أو مخرجات الحوار الوطني عام 2013، أو قرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 2216، انتهاء بالمبادرة السعودية الأخيرة لحل الأزمة اليمنية التي تم الإعلان عنها في مارس 2021.
وشدد على أن مصر مستمرة في دعمها للحكومة الشرعية اليمنية، ولوحدة اليمن واستقلال قراره، ورفض كل ما من شأنه زعزعة أمن اليمن وترهيب شعبه، أو رهن إرادته لإرادات قوى إقليمية تسعى لتوسيع نفوذها ودورها على حساب الأمن القومي العربي.
وأكد شكري - مجددا - إدانة مصر الشديدة للهجمات الحوثية المُستمرة على الأراضي السعودية وما توقعه من خسائر وضحايا.
كما جدد دعم مصر الكامل لكل الإجراءات التي تتخذها الرياض للدفاع عن أمنها وسيادتها وسلامة أراضيها. مؤكدا رفض مصر لأي تهديد لأمن البحر الأحمر وسلامة الملاحة الدولية به، وقال "عملنا مع جميع الشركاء الإقليمين والدوليين للتصدي لتلك التهديدات".