عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خليل الذوادي يكتب: ناقلتنا الوطنية

السفير خليل الذوادي
السفير خليل الذوادي

عرفت البحرين الخدمات الجوية منذ بواكير القرن الماضي 1937م، فكانت شركة BOAC هي التي تسير الخطوط الجوية من البحرين إلى دول خليجية وعربية ودولية، وأصبح عام 1950 من أهم الأعوام في تاريخ مسيرة مطار البحرين الدولي، وكذلك في تاريخ الطيران التجاري المنتظم في البحرين، وفي العام نفسه تأسست أول شركة طيران محلية جديدة اسمها "جلف أفييشن"، والتي تعرف الآن بشركة طيران الخليج. 



وفي 1954 تم رسميًا تدشين مركز المراقبة الجوية لتغطية الملاحة الجوية، وتقديم خدمات المراقبة الجوية للطائرات العابرة عبر مجال الخليج الجوي، وانخرط أبناء البحرين في هذه الخطوط، إداريين وفنيين ومساعدين ومهن أخرى تحتاج إليها حركة النقل الجوي، وعندما أنشئت الخطوط الجوية البحرينية بمشاركة خليجية لتصبح شركة طيران الخليج هي الناقلة الوطنية لعدد من الدول الخليجية، تنوعت مشاريع الطيران فأصبحت كل دولة تملك خطوطها الجوية الخاصة بها، نتيجة التوسع في الخدمات الجوية، وظلت طيران الخليج كاسم وفعل مقتصرة على مملكة البحرين، لتصبح هي الناقلة الوطنية للمملكة الآن.

 

  وتاريخ الطيران عندنا في البحرين يذكرنا بتجارب أبنائنا في هذا الحقل المهم والحيوي، والذي بات التنافس فيه مشروعًا والتميز مطلوبًا، والحصول على قصب السبق من الأمور المشروعة في عالم الطيران، وتقديم الخدمات في أسهل الظروف وأقساها، وكما يقال: "عند الشدائد تعرف الرجال".

 

  أقبل أبناء مملكة البحرين على النقل الجوي يحدوهم الأمل في كسب الرزق، وتعلم مهنة راقية تمثلت بالطيارين والإداريين والمضيفين الأرضيين والجويين، وانخرط أبناء الوطن من الجنسين في هذه الخدمة الوطنية الرفيعة، ورسالتها الإنسانية. 

 

  وأصبحنا عندما نركب الطائرة نشعر وكأننا في بيتنا وبين أهلنا الذين يتكلمون بلغتنا ومشاعرهم تختلط بمشاعرنا، كما أن ما يقدم لنا من وجبات داخل الطائرة يشعرنا وكأننا نأكل من مطابخ بيوتنا، فالوجبات هي ما تعارفنا عليه، ولذلك فإن خصوصية أي شركة طيران هي ما تقدمه من خدمات لصيقة بطبيعة متطلبات الركاب ورغباتهم وتوقعاتهم.  

 

ولذلك فقد أصبح كل واحد منا يشعر بأن له واجبًا على ناقلته الوطنية، ويتوقع أن يحصل على أشياء قد لا يجدها في شركة طيران أخرى، ولا عتب عليه إن هو تمسك بناقلته الوطنية، وطلب المعذرة في أنه لا يملك ميانة على شركة طيران أخرى من وطن آخر.

 

  لقد أبدع أبناء الوطن في مهنتهم شديدة التعقيد، والتي بها تحديات جمة، واستطاع شبابنا وشاباتنا قبول التحدي، وأصبحنا نحن تحت إصرارهم وعزمهم، شاعرين بالمسؤولية، وأن من واجبنا التعاون معهم وإنجاح رسالتهم الوطنية، وبالفعل كانوا هم عند مستوى المسؤولية المناطة بهم. 

 

  صحيح أن للمرأة ظروفها ومسؤولياتها تجاه أسرتها الصغيرة والكبيرة، فقل الإقبال على مهنة المضيفات الجويات، وإن كانت المرأة البحرينية متواجدة في المكاتب والدوائر والخدمات الجوية في مكاتب الشركة المتعددة، داخل وخارج مملكة البحرين. 

 

  نفخر بشبابنا الذين بدءوا العمل الإداري في البحرين مع شركة طيران الخليج، وأصبحوا فيما بعد مدراء ومسؤولين في خطوط جوية في خليجنا العربي، وأصبحنا نعتد بخبرتهم وتجربتهم، ويحدونا الأمل في أن يتواصل عطاء أبنائنا في الوطن وخارجه، فالطيران حقل تتداخل فيه كل التجارب العلمية والعملية، وبات الاهتمام بحركة الطيران يحظى بالرضا والقبول على المستوى العالمي، وباتت سمعة الخدمات الجوية على رأس اهتمام المتابعين بعلمية وحرفنة وتميز الخدمات الجوية المقدمة للمقبلين على حركة السفر.

 

  كلما التقيت في سفري عددًا من العاملين في ناقلتنا الوطنية وهم يؤدون واجبهم بكل أمانة وصدق وشرف، شعرت بالمسؤولية في تقديم واجب الشكر والثناء لأولئك الشباب أبناء الوطن من طيارين ومساعدين، إلى مشرفي الأقسام داخل الطائرة، وما يقدمونه من مساعدات ونصائح يعود عليهم بالأمن ويشعرهم بالطمأنينة، رجال ونساء أخلصوا وشعروا بمسؤوليتهم تجاه ناقلتنا الوطنية، ولا يزالون يعطون من وقتهم وخبرتهم. 

 

  نذكر جميعًا كيف كانت ناقلتنا الوطنية وما زالت عند مستوى الحدث منذ أن واجه العالم جائحة كوفيد-19، وكان المعول على ناقلتنا الوطنية لنقل المواطنين الذين كانوا في الخارج وسيرت الرحلات من عدة دول لنقل المسافرين إلى وطنهم البحرين آمنين، وبمجرد أن تطأ أقدامهم الطائرة يشعرون بالأمان، وحقيقة أن ناقلتنا الوطنية "طيران الخليج" كانت عند مستوى الحدث فقامت بواجبها ومسؤولياتها خير قيام، كما شاركت في نقل ركاب من دول أخرى ومواطنين من دول أخرى إلى بلادهم، فكانت المسؤولية كبيرة في ظروف استثنائية، وما زالت ناقلتنا الوطنية "طيران الخليج" تقوم بهذه الأدوار وأكثر مع سعي المسؤولين لتطوير الخدمات وتحسين ما يقدم للركاب من أمور تزرع الثقة في نفوسهم، وإشعارهم أن الشركة مسؤولة عن استقرارهم النفسي، وتحرص على أن يحصل المسافر بمجرد أن يأخذ مكانه على خدماته بحرفية.. صحيح أن العمل في شركات الطيران في وقتنا الحاضر يتطلب الاستعانة بجنسيات أخرى أصحاب خبرة وتجربة، وذلك نتيجة التوسع في النقل، ما يتطلب وجود لغات أخرى في الطائرة للتفاهم مع الركاب من أجل راحتهم وأمانهم.

 

   قد تمر شركات الطيران بظروف صعبة مثلما نحن عليه الآن، لكن السعي للتطوير وتحديث الأسطول، هو من الأمور الضرورية التي يحرص عليها القائمون على تطوير شركة طيران الخليج. 

 

  سنظل نتعلق بناقلتنا الوطنية ونشعر بالفخر والاعتزاز أن أبناءنا أصبحوا أصحاب خبرة وتجربة في شؤون الطيران في مختلف التخصصات. 

  وعلى الخير والمحبة نلتقي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز