عاجل| ننشر تفاصيل شهادة محمد حسان في محاكمة "داعش إمبابة"
رمضان احمد
محمد حسان وجه هجوما لاذعا خلال شهادته- اليوم- أمام الدائرة الخامسة إرهاب، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"داعش إمبابة"، مؤكدا أن فكرهم هو امتداد لفكر الخوارج الذين ظهروا قديما في بداية الدعوة الإسلامية.
وقال محمد حسان في شهادته أمام المحكمة إن داعش تنظيم جديد منبثق من تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي، وتابع قائلًا إن تنظيم داعش استقل في 2014، حين سمى التنظيم أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين.
محمد حسان يفند جرائم "داعش"
وعدد محمد حسان جرائم "داعش" ومنها حرق الأحياء ليُعقب قائلًا: "بأي دين ودليل من كتاب الله وسنة رسوله قاموا بذلك"، وتابع: "قُلت بأن أصول هذا التنظيم هو امتداد علمي وعملي لفكر الخوارج الذين كفروا سيدنا علي بن أبي طالب، واستحلوا دمه وقتلوه رغم علمهم بأن الرسول بشره بالجنة".
وتابع حسان: "هم يستحلون دم من خالفهم في المعتقد والمنهج والمشروع وهو أمر في غاية الخطورة، ومُعالجة هذه الأفكار تحتاج لجهود هاجم محمد حسان، شاهد النفي في قضية "داعش إمبابة"، تنظيم ما يُسمى "أنصار بيت المقدس"، مؤكدًا أنهم ليسوا على الطريق الصحيح، وفق قوله.
محمد حسان ولاية سيناء استحلت الدماء المحرمة
وقال محمد حسان في شهادته أمام المحكمة بأن أنصار بيت المقدس الذين غيروا اسمهم إلى "ولاية سيناء" خرج زعيم تنظيمهم بشريطٍ صوتي به مُخالفات خطيرة، حيث قال حسان: "لقد خرج بعد قتل أولادنا من أفراد الجيش ليقول إنهم قتلوهم لأن الله أمرهم، كيف لهؤلاء وغيرهم أن يكونوا على الطريق الصحيح وهم يستحلون الدماء المحرمة والمعصومة".
وشدد "حسان" على أن الإسلام لم يأمر بالقتل، ومن يقول بغير ذلك فقد خالف القرآن والسنة وخرج عن جادة الصواب، وشدد على رغبته أن تُعيد الدولة ملف المُراجعات فالفكر يُواجه بالفكر على حد قوله.
محمد حسان يشدد على أن من يحمل السلاح يجب أن يواجه أمنيا
وأكد محمد حسان أن من حمل السلاح واستحل الدماء يجب أن يُواجه أمنيًا، ولا خلاف ذلك، على حد قوله.
وأكد في شهادته أن الصغار المُتأثرين بأفكارهم علينا أن نناقشهم فكريًا ونبين الحق بالدليل، وشدد على أن المُواجهة الفكرية يجب أن تكون مع المُواجهة الأمنية وإلا سنخسر المعركة، وأضاف: "أقول ذلك بصفتي مسلمًا يغار على أمته ودينه، الفكر المُنحرف يجب أن يتوقف".
ونفى محمد حسان أن تكون أفكاره وخطبه سببًا في تطرف الشباب، مؤكدًا وجود سوء فهم على حد قوله.
وأجاب الشاهد محمد حسان عن السؤال بأن بعض الشباب استندوا في إباحة أفعالهم على ما كانوا يسمعونه من شيوخ ومنهم هو نفسه، وشدد على أن العيب في إساءة الفهم من السامعين.
حيث قال: "يُساء فهم الشيخ والداعية، فكم من آباء أفاضل في كثير من البيوت يُوجهون توجيه صحيح مُنضبط، وينحرف ابن هنا أو هُناك، ليس معنى ذلك أن الوالد قد قصر"، وضرب مثالًا بعلاقة نوح بابنه وسيدنا محمد مع عمه أبي طالب"
ودافع الشيخ "حسان" عن مكانة الأزهر الشريف ممن يُحاول النيل منه، مؤكدًا أنه صمام أمان للأمة الإسلامية.
محمد حسان يؤكد أن الأزهر قامة وقيمة وصمام أمان لكثير من الشباب
وقال محمد حسان في شهادته أمام المحكمة: "الأزهر قامة وقيمة بل يجب على الأمة أن ترفع شأن الأزهر، لأنه صمام أمان لكثير من الشباب، والطعن لإسقاط مكانته وهيبته العلمية والتاريخية يأتي حتى يبرز أولئك الذين يبثون الأفكار المنحرفة.
وتابع محمد حسان: "بكل أسف لم أدرس فيه بل درست في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وانتفعت بذلك في الدعوة، وحصلت على الدكتوراة بإشراف كوكبة من علماء الأزهر".
محمد حسان يدافع عن الفكر السلفي أمام المحكمة
ودافع محمد حسان عن المنهج السلفي، مؤكدًا أن مُحاولات ربطه بالفكر التكفيري أمر غير صائب، على حد قوله.
حيث قال حسان في شهادته أمام المحكمة: "الفكر التكفيري لا علاقة له إطلاقًا بمنهج السلف الصالح، هم أول من عالجوا هذا الفكر التكفيري".
وأشار حسان إلى أن السلفية الجهادية كانت مُصطلح أطلقه عبد الله عزام، وأطلق المُسمى ليضم كل من ينتسب للسلفية للجهاد في أفغانستان ضد السوفييت.
وفي رسالته للتكفيريين ومن يستحلون دماء المُسلمين: "لو علمتم وعيد الله ورسوله لفكرتم ألف مرة قبل أن تُقدم على قتل امرأ مسلم بغير حق".
محمد حسان: كُنت ناصحًا لـ"الإخوان".. والجماعة أخطأت
وقال محمد حسان بأن علاقته مع جماعة الإخوان كانت علاقة نصح، على حد قوله.
وقال في شهادته: "كُنت أنصح لله عزل وجل حبًا لدني ولوطني"، وتابع: "كُنت مؤيدًا للإخوان، وكُنت مرشحًا لهم بعد أحداث يناير، لظني بأنهم أكفأ الموجودين لتاريخهم الماضي، ونضحت على المستوى الخاص والعام".
وتابع مُشيرًا للفارق بين أصول المنهج السلفي وأصول جماعة الإخوان، حيث قال بأن أصول السلفية تدعو للتوحيد الخالص وإتباع الرسول والتزكية وإصلاح الدنيا بالدين، ولكن الإخوان ركزوا على أمور السياسة لا سيما في السنوات الأخيرة.
وعن أخطاء الإخوان، قال حسان: "لهم أخطاء، ما من جماعة وإلا لها أخطاء، كانوا يسعون للوصول للحكم ووصلوا، ولكنهم لم يوفقوا، والخطأ جزء من الحياة".
محمد حسان عن حديثه بـ"مؤتمر دعم سوريا": كان للمسؤولين وليس للشباب
وفي نهاية الشهادة، عرضت المحكمة في قضية "داعش إمبابة" مقطعًا مصورًا للشيخ محمد حسان في مؤتمر دعم سوريا في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وظهر في الفيديو محمد حسان وهو يُخاطب في وجود "مرسي" قائلًا: "الجهاد واجب بالنفس والمال والسلاح، كل على حسب استطاعته".
وتابع حسان حديثه في الفيديو مُخاطبًا "مرسي": "نناشدكم وإخوانكم حكام وملوك ورؤساء الدول الإسلامية أن تتحركوا قبل فوات الأوان، وأن تنصروا هؤلاء المظلومين"، وتابع: "لا تفتحوا أرض مصر الطاهرة للرافضة".
وعلق محمد حسان على الفيديو مُجيبًا عن أسئلة المحكمة: "جهاد الدفع واجب عيني على كل من يتعرض لسفك الدم، ومن قتل دون ماله ودون عرضه ودون دمه فهو شهيد"، وأجاب: "من أقصد بالرافضة هم الشيعة".
وأجاب "حسان" عن سؤال المحكمة حول استغلال بعض الشباب تصريحه للسفر لسوريا للجهود والانضمام لداعش، وقالوا بأن قاموا بذلك تلبية لدعوة مشايخ وعلماء، قائلًا: "ما قُلته كان حديثًا مُوجهًا للملوك والحكام، سوء القصد عند البعض لا يتحكم فيه القائل أو المُتكلم".
محمد حسان يؤكد أن مصر هي من نصر الإسلام
واختتم حسان بالقول: "مصر هي من نصر الإسلام من أول يوم دخل إليها نوره، في هذه الظروف الحرجة يجب أن يقف الجميع مع مصر وأن ينصروا هذا البلد، الذي طالما نصر الإسلام وقضايا الأمة من أول التاريخ".
وقررت المحكمة في نهاية الجلسة إعفاء "حسان" من الغرامة لتخلفه عن الشهادة بجلسات سابقة، مع التأجيل لجلسة 9 أكتوبر لتنفيذ القرارات السابقة.
وعقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، وبعضوية المستشارين عصام أبو العلا وغريب عزت وسعد الدين سرحان، وأمانة سر أشرف صلاح.
وأثبتت المحكمة في بداية الجلسة حضور "حسان"، وأمرت بإحضار كرسي للجلوس وزجاجة مياه.
اتهامات النيابة العامة لخلية داعش إمبابة
وأسندت النيابة للمتهمين تولي قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والأمن القومي.
وأوضحت أن المتهم الأول تولى تأسيس وإدارة خلية بالجماعة المسماة "داعش" التي تدعو لتكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على القضاة وأفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهم، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، واستهداف المنشآت العامة، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة لتحقيق وتنفيذ أغراضها الإجرامية على النحو المبين بالتحقيقات.
وأسندت النيابة للمتهمين تهم الانضمام لجماعة إرهابية مع علمهم بأغراضها، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب وكان التمويل الجماعة إرهابية، بأن حازوا وأمدوا ووفروا للجماعة أموالا ومفرقعات ومعلومات، بقصد استخدامها في ارتكاب جرائم إرهابية.