عاجل
السبت 2 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

فى طابور طويل من البشر يصل إلى 4000 شخص أهالى القرية يلقون التحية على بعضهم البعض

كعادة فريدة عن غيرهم ... بالعيش والملح أهالي "طنبول" يحتفلون بأول أيام العيد

طابور التحية
طابور التحية

صف طويل من الرجال والشباب يمتد لمئات الأمتار، في نهايته مجموعة من الصبية يحملون “صينة" بها “عيش وملح”، فكل من يمر من هنا عليه إلقاء التحية، ومعايدة الجميع، ثم تناول قطعة من الطعام.



 

 

في جنوب محافظة الدقهلية، تقع قرية طنبول الكبرى التابعة لمركز السنبلاوين، والتي تشتهر بأحد العادات الفريدة المرتبطة بالأعياد، وتوارثها أهلها أبًا عن جد منذ عشرات السنين.

 

عقب صلاة العيد، يخرج أهالي القرية في صف يشبه القطار، يلقون التحية ويهنئون بعضهم بحلول العيد، ثم يتناولون "العيش والملح وينصرفون، في مشهد بديع لنبذ أي خلاف أو خصام.

 

 

وحسب الدكتور عبدالحميد الشابوري، عمدة القرية، فإن تلك العادة توارثها الأهالي عن أجدادهم، وتعتبر من العادات الحسنة التي تشتهر بها القرية، وتقوي الترابط بينهم، وتعبر عن العشرة الطيبة الحسنة.

 

ويضيف أن هناك 4 مساجد كبرى بالقرية، بالإضافة إلى المساجد الصغيرة، وتكون البداية بخروج أول مصلٍ من كل مسجد، ويقف أمامه، ثم يخرج الثاني ويلقي عليه التحية ويقف بجواره، ثم الثالث والرابع وهكذا، حتى يخرج آخر شخص.

 

 

ويوضح أنه من بروتوكول عادة السلام، أن عمدة القرية هو آخر شخص يخرج من مسجد الشابوري، ويلقي التحية عليهم فردًا فردًا، ويقف في نهاية الصف، ثم يتقدمهم ويذهب بهم للمسجد المجاور، وهناك يجد صفًا آخر في انتظارهم، فيلقون عليهم التحية جميعًا، ثم ينتقلوا معًا للمسجد الآخر، حتى يصلوا لآخر نقطة أمام مسجد هلول، وهناك يتناولون الحلوى والطعام.

 

ويتابع أن الأمر لا ينتهي هنا، بل يُعاد الصف من النهاية للبداية مرة أخرى، قائلًا: "بنرجع تاني كل واحد يقف قدام المسجد اللي خرج منه، وبنعيد طابور التحية بس من النهاية للبداية، ودا بمبدأ رد الزيارة، زي ما أنا روحت عنده، هو كمان جالي".

 
 

 

ويؤكد عمدة القرية، أن تلك العادة تفتصر فقط على الرجال والشباب والأطفال، ويصل العدد في نقطة النهاية إلى قرابة 4 آلاف شخص، وتستغرق أكثر من ساعتين، مؤكدًا أنها مرهقة خاصة قبل وباء كورونا، حيث كان السلام بالأيدي، وقد يتبادل بعض الأفراد القبلات والأحضان، فيتوقف الصف لانتظارهم، لكن هذا العام أصبحت التحية عن بعد بشكل أسرع.

 

أما إبراهيم ناجي قنديل، 26 سنة – محام، من أهالي القرية، فيوضح أن عادة السلام بدأت على يد العمدة الأسبق إسماعيل هلول، والذي كان يحرص على ذبح الأضاحي، وتجميع الأهالي في "دواره" عقب الصلاة لتناول "العيش واللحمة”، ثم يوزع جاره السعيد عبدالقادر الشيكولاتة، ابتهاجًا بقدوم العيد. 

 

 

ويضيف ناجي، أنه عقب وفاة العمدة، تغيرت العادة إلى الاكتفاء بالوقوف أمام المساجد والسلام بالأيدي، ثم تناول "عيش وملح” وشيكولاتة ومشروب قرفة ساخنة، واستمر هذا الوضع لمدة سنوات، حتى تسببت جائحة كورونا في توقفها 3 أعياد، خوفًا من انتشار العدوى.

 

ويوضح أنه قبل أيام من حلول عيد الأضحى، تم عقد اجتماع مع كبار القرية، وتقرر عودتها لكن وفق إجراءات احترازية، أبرزها إلقاء التحية عن بعد، ومنع المشروبات، واقتصار الأمر على تناول عيش وملح وتمر.

 

 

ويؤكد أن تلك العادة الحسنة هي التي تشعرهم بحلول العيد، كما تعتبر سبيلًا لتصفية أي خلاف، قائلًا "من عادات الفلاحين، لو اتنين بينهم مشكلة مجرد ما ياكلو مع بعض عيش وملح، خلاص المشكلة انتهت ومتتفتحش تاني".

 

ويتابع أن قطار التحية يبدأ من منطقة حي المدرسة، ويمر بمسجد الرحمة، والشابوري، والمسجد العلوي، وحي الوحدة، والفتح، والشيخ، وينتهي عند مسجد هلول، احترامًا لمؤسس العادة.

 

 

كما يؤكد صبري الجندي، 60 سنة – موظف بالمعاش، أن عادة السلام والتحية يحرص عليها كافة ابناء قرية طنبول، باختلاف مستوياتهم الاجتماعية والعلمية، حيث تعتبر من القوانين الشعبية التي يحرص كبار السن خاصة وبعض الشباب على تطبيقها، ونقلها للصغار لاستكمال المسيرة.

 

ويوضح أن هناك مغتربين عن القرية يحضرون لقضاء إجازة العيد مع أسرهم، وتعتبر التحية فرصة للقاءهم والاطمئنان عليهم، مؤكدًا أنه في حال تعذر حضور أي شخص بسبب ظرف صحي، يذهب إليه مجموعة من كبار القرية، لمعايدته في منزله.

 

 

ويشير إلى أن تلك العادة لم تكن موجودة سوى في قريتهم، وحاليا بدأت بعض القرى المجاورة تطبيقها، معتبرًا أنها عادة حسنة يجب تعميمها في جميع القرى والمدن، لتصفية النفوس وتقوية الترابط.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز