عاجل
الخميس 12 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

القصة الكاملة لاغتيال رئيس هايتي على يد مجهولين يتحدثون لغة غريبة

تسبب اغتيال رئيس دولة هايتي جوفينيل مويس، اليوم الأربعاء، في هزة دولية وردود أفعال واسعة خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا.



 

وقال رئيس الوزراء المؤقت في دولة هايتي: إن الرئيس جوفينيل مويس اغتيل في هجوم في الساعات الأولى من يوم الأربعاء على منزله في ضواحي العاصمة بورت أو برنس، مما خلق فراغًا سياسيًا يهدد بتعميق الاضطرابات التي سيطرت على البلاد لأشهر.

 

وحسب بيان لرئيس الوزراء المؤقت كلود جوزيف، اقتحم مسلحون مجهولون منزل الرئيس ليلا وأطلقوا النار عليه، فأصابوه بجروح قاتلة، فيما أصيبت زوجته بطلق ناري أيضا في الهجوم، وجرى نقلها لتلقي العلاج قبل أن ترحل بدورها.

 

وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، ذكر جوزيف تفاصيل جديدة حول الهجوم، مؤكدًا أنه يدير شؤون الدولة في الوقت الحالي، وأنه أعلن فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد بعد اغتيال الرئيس.

 

وقال رئيس الوزراء للصحيفة الأمريكية: لا يوجد حتى الآن سوى القليل من المعلومات المؤكدة حول من قد يكون قد نفذ الاغتيال، المؤكد فقط أن أفراد المجموعة التي اغتالت الرئيس كانوا يتحدثون باللغتين الإنجليزية والإسبانية.

 

وأضاف: الرئيس تعرض "للاغتيال الجبان" ، لكن القتلة "لا يستطيعون اغتيال أفكاره". ودعا البلاد إلى "التزام الهدوء" وقال إنه سيلقي كلمة أمام الأمة في وقت لاحق من اليوم.

 

وقال إن الوضع الأمني ​​في البلاد يخضع لسيطرة الشرطة والجيش، لكن مراقبين دوليين حذروا من أن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة بسرعة.

 

وتجمع ملايين الهايتيين بقلق حول أجهزة الراديو والتلفزيون، مبتعدين عن الشوارع في محاولة لفهم ما قد تجلبه الأيام المقبلة.

 

وأكد بعض شهود العيان أنهم سمعوا دوى صدى الانفجارات في شوارع الحي الجبلي المورق الذي كان موطنًا للرئيس جوفينيل مويس والعديد من مواطني هايتي الأكثر ثراءً.

 

في البداية، اعتقد بعض السكان القريبين أن الانفجارات سببها ممارسات العنف بين العصابات التي سيطرت على الشارع.

ولكن بحلول الفجر، وبينما كان الناس يتجمعون حول أجهزة الراديو ويستمعون إلى التقارير التلفزيونية ، ظهرت الأخبار ببطء عن وفاة الرئيس.

 

مع حلول الصباح ، انتشرت مقاطع فيديو على WhatsApp لتشكيل من سيارات الدفع الرباعي يصل إلى الشارع وانتشار رجال مسلحين في تشكيلات عسكرية. وأعلن أحدهم باللغتين الكريولية والإنجليزية عبر مكبر صوت، "أنهم بصدد تنفيذ عملية ضد العصابات تقودها إدارة مكافحة المخدرات،" لكن يبدو أن الأمر كان خدعة، وأن هذه العناصر هي التي اغتالت الرئيس.

 

قال رجل أعمال يعيش في نفس الحي الذي يعيش فيه الرئيس إنه استيقظ في الليل على دوي الانفجارات حوالي الساعة الواحدة صباحًا.

 

كانت شوارع العاصمة، التي عادة ما تكون مزدحمة، فارغة يوم الأربعاء، وأغلقت البنوك والمتاجر، والفصول الجامعية.

 

وشهدت بعض المستودعات الخاصة بالمياه ازدحامًا شديدًا، حيث قام الناس بتخزين المياه - خوفا من أي أحداث مستقبلية، تجمهر آخرون على الأرصفة لتبادل مخاوفهم بشأن مستقبل البلاد.

 

تم إغلاق الطريق الرئيسي المكون من مسارين المؤدي إلى Pèlerin، الضاحية التي يعيش فيها الرئيس، بواسطة شاحنات خضراء مموهة.

 

كان الرئيس يتمتع بمستوى عالٍ من الحماية، كان يسافر بانتظام مع موكب كبير يضم أكثر من اثنتي عشرة سيارة مصفحة وحراس شرطة، تساءل الكثيرون كيف  دخل القتلة منزله رغم الحراسات.

 

وقال مستشارو مويس لصحيفة نيويورك تايمز إن البلاد أغلقت المطار والعديد من نقاط الدخول الأخرى في وقت مبكر من يوم الأربعاء أثناء محاولتهم تعقب فريق المهاجمين الذين اغتالوا الرئيس.

 

اغتيال مويس وجه الأنظار إلى المستعمرة الفرنسية السابقة التي ابتليت بالعنف السياسي في معظم تاريخها، وها هي اليوم تكتب نهاية تراجيدية لرئيسها الثاني والأربعين في سن الـ53.

 

في الأشهر الأخيرة، نزل المتظاهرون إلى الشوارع للمطالبة بإقالة مويس. الذي تشبث بالسلطة ، وحكم بمرسوم قانون لأكثر من عام ، رغم انتهاء فترة ولايته.

 

وتعاني البلاد من ظروف اقتصادية صعبة، والفقر والجوع آخذا في الازدياد خلال السنوات الأخيرة، وقد اتُهمت الحكومة بالفساد وإثراء نفسها على حساب الشعب، مع عدم تقديم حتى أبسط الخدمات للمواطنين، وحذر الخبراء الآن من أن الفراغ السياسي الذي خلفه مقتل مويس يمكن أن يؤجج دوامة من العنف.

 

وتسيطر العصابات المسلحة على العديد من الشوارع وتقوم باختطاف حتى تلاميذ المدارس ورعاة الكنائس أثناء تأدية خدمتها. 

 

في أول ردود الأفعال الدولية عقب إعلان اغتيال رئيس هايتي، قال البيت الأبيض إنه أبلغ الرئيس جو بايدن بالأمر، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستتعاون مع السلطات هناك بشتى الطرق.

 

وقررت واشنطن أيضا إغلاق سفارتها في هايتي، وفق إعلان رسمي.

 

وأدان الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، حادث اغتيال رئيس هايتي جوفينيل مويز.

 

وقال بايدن، إن الوضع في هايتي مقلق للغاية، وهناك حاجة إلى مزيد من المعلومات حول اغتيال مويز، وتابع "مستعدون لمساعدة هايتي وندين اغتيال رئيسها".

 

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الأربعاء، إن اغتيال رئيس هايتي عمل بغيض، مناشدًا الحفاظ على السلم في البلاد.

 

وأضاف "أشعر بالصدمة والحزن لوفاة الرئيس مويز"، وتابع "تعازينا لأسرته ولشعب هايتي، هذا عمل بغيض وأدعو للتحلي بالهدوء في هذا الوقت".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز