وليد العدوي
توازنات الأهلي والزمالك تهدد غريب في طوكيو
لم تكن كرة القدم منصفة مع شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الأولمبي، هذه المرة، وهو الرجل المحظوظ دائما في الكرة المصرية، وذلك قبل أيام من مغادرته لأرض الوطن، متجها على رأس كتيبة «الفراعنة» إلى أولمبياد طوكيو، المقرر انطلاقها خلال الفترة من 23 يوليو وحتى 8 أغسطس المقبل، بعد أن تحالفت كل الظروف القهرية ضدة، بداية من ميوعة إدارة نادي ليفربول الإنجليزي في الرد عليه بشأن ترك نجم الكرة المصرية محمد صلاح، ومرورا بتكرار نفس الموقف، لكن بشكل مختصر، مع جالات سراي التركي، فيما يخص المهاجم الأول مصطفي محمد، قبل إصابته.
تمسك الناديين الأوروبيين بانتظام صلاح ومصطفى في تدريبات ناديهما، ليدفع غريب ثمن الاحتراف الأوروبي في ظل عدم استطاعة المنتخبات الأولمبية اجبار لاعبيها على الحضور بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، والذي يستلزم موافقة الأندية المحترف بها اللاعبين شرط الانضمام، بعكس المنتخبات الأولى التي من حقها استدعاء المحترفين دون إذن، بحسب الأجندة الرسمية، إلا أن مماطلة ليفربول في الرد وعدم تحرك وضغط صلاح، وضع غريب في دائرة اللاحرب واللاسلم، بعكس مصطفى محمد الذي سافر خصيصا إلى تركيا، وضغط على مدربه الكبير فاتح تريم، لكنه رفض وبشدة بدعوى المشاركة في فترة الإعداد للموسم الجديد مع جالاتا سراي، كون الأخير يرتبط بمواجهات في المراحل الأولى من دوري أبطال أوروبا في الموسم الجديد 2021/2022.
لم تكن تلك الضربة الوحيدة التي تلقها غريب، بل تبعها تهديد أخر بإمكانية حرمانه من نجوم الأهلي في المنتخب الأولمبي، وأبرزهم بحسب أخر تجمع للفريق الوطني، صلاح محسن وطاهر محمد طاهر وناصر ماهر وأكرم توفيق وأحمد رمضان بيكهام ومصطفى شوبير، قبل أن يساهم الأهلي في تقديم الحلول الجيدة، وأبدى تضامن فيما يخص اقتراح تقديم موعد نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام كايزر تشيفز، 48 ساعة على الأقل، حيث يتجهون إلى خوض نهائي الأندية 17 يوليو الجاري، في المغرب، بينما كان السفر إلى طوكيو محدد له يوم 16 يوليو، لذا أكد مدير المنتخب الأولمبي علاء عبد العزيز أن هناك اقتراح قدمه للرئيس اتحاد الكرة المؤقت أحمد مجاهد، من أجل مخاطبة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» حول تقديم المباراة النهائية في دوري أبطال إفريقيا 48 ساعة، في ظل عدم وجود أي استثناء حول دخول اللاعبين بعد يوم 17 من شهر يوليو، بسبب النظام الصارم التي وضعته اللجنة الأولمبية، ضمن الاجراءات الاحترازية ضد «كورونا».
من جانبها كشفت اللجنة الأولمبية هي الأخرى عن مساهمتها في تقديم الحول عبر مخاطبة نظيرتها الدولية، من أجل تأجيل سفر البعثة المصرية المشاركة في أولمبياد طوكيو إلى يوم 18 بدلا من 16 يوليو الجاري، كما يتم تجهيز طائرة خاصة لنقل لاعبي الأهلي من المغرب إلى طوكيو مباشرة، بحيث يكون الوصول مع موعد البعثة، لدخول فقاعة طوكيو في الموعد المحدد، إذا ما فشل تقديم موعد النهائي الإفريقي للأندية، لتكون كل الحلول متاحة، كما تتواصل اللجنة الأولمبية مع اتحاد الكرة وشوقي غريب بشأن موعد سفر البعثة إلى طوكيو، بعدما جهز غريب قائمته بالكامل وسط كل الخيارات المتاحة، في انتظار موافقة اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة للأولمبياد على تأجيل السفر إلى 18 يوليو والوصول يوم 19 بدلا من السفر يوم 16 من الشهر ذاته، كما تتوافر إمكانية تجهيز طائرة خاصة لنقل الفرق من القاهرة إلى طوكيو، بخلاف الطائرة الخاصة للاعبي الأهلي من المغرب إلى طوكيو أيضا.
كل هذه الجهود والتسابق في تقديم الحلول مع الأزمة، سواء من جانب الأهلي بتعليمات إدارية من رئيس القلعة الحمراء محمود الخطيب، أو تنازلات من الجهاز الفني بقيادة الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، وحتى اللجنة الأولمبية، لم يكن لاتحاد الكرة أي تواجد، وهي الجهة المنوط بها التحرك لتقديم جميع هذه الحلول، أو المساهمة فيها على أقل تقدير، لكن أحمد مجاهد رئيس اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة لم يتحرك إلا في الساعات الأخيرة، بعد أن وصله شكوي غريب من سلبيته وعدم مساندته بالشكل الجيد والمطلوب قبل مهمة وطنية بقيمة وحجم الظهور الأولمبي، وكان دوره فقط، تمرير المكاتبات والمراسلات بين الجهات المعنية بالأمر سواء في الداخل وعلى رأسها اللجنة الأولمبية والأهلي، أو في الخارج بمراسلة «كاف» واخطاره باقتراح مدير المنتخب الأولمبي، علاء عبد العزيز، الذي أكد على أن تقديم موعد نهائي دوري الأبطال اقتراحه الشخصي، ومن ثم ليس تحرك من مجاهد.
لم يظهر مجاهد بجدية وفاعلية تذكر له، إلا في مشهد التوازنات بين الأهلي والزمالك في القائمة، كما اعتادت اللجان المكلفة بإدارة اتحاد الكرة على فعله في الفترة الأخيرة، وهو ما يظهر جليا في عدد اختيارات حسام البدري في المنتخب الأول دائما، لمن يجيد الملاحظة، لكن اللعبة جرت هذه المرة في المنتخب الأولمبي، وتحديدا فيما يخص مشهد الثلاثة الكبار، الذين تنص عليهم اللوائح الأولمبية باصطحابهم، ليقع الاختيار على محمد الشناوي حارس الأهلي، وهو اختيار قديم ومعروف اتجاهه منذ فترة، وأحمد حجازي مدافع اتحاد جدة السعودي، وهو أيضا قريب من الأولمبياد، لكن المفاجئة في اختيار مدافع الزمالك محمود حمدي الونش، والذي جاء على حساب نظيره في الأهلي أيمن أشرف، والذي كان رقم واحد بعد صلاح، وربما سبق الشناوي في الاختيار، لقدرته على اللعب في أكثر من مركز، وبغياب صلاح كانت الساحة من المفترضة ممهدة لأشرف، إلا أن دخول الشناوي كطرف أهلاوي، كان لابد أن يقابله طرف أخر زملكاوي، فكان الاختيار واقع على الونش، أحد أهم المدافعين، لكنه ليس بمرونه وجودة أشرف من ناحية، كما أن الظروف أجبرت غريب على استهلاك الثلاثي الكبير في المنطقة الدفاعية فقط، دون الاستفادة في باقي المركز، وإن دل ذلك فإنما يدل على حجم الضغط والارتباك الذي عاشه غريب في الأيام الأخيرة.
شوقي غريب قرر التعايش مع أزماته المفاجئة منذ فترة، وأتمنى أن لا تؤثر عليه الظروف، وأن يتحدى إسبانيا والأرجنتين وأستراليا، كما لو كان محمد صلاح ومصطفى محمد واتحاد الكرة برئاسة مجاهد في ظهره، يساندونه، فهو قادر على تقديم المفاجأت، خصوصا أن المنتخب الأولمبي غني بالعناصر الشابة، فقط هي تحتاج إلى ثقة، فهم نجوم الدوري المحلي حاليا، ويقودوا الأهلي تحديدا لأبعد نقطة في دوري الأبطال.