مرصد الأزهر: 20 حملة توعوية لدعم الوطن والتصدي للشائعات ومكافحة التطرف خلال 6 سنوات
أ.ش.أ
أطلق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على مدار ست سنوات منذ تأسيسه على يد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في 3 يونيو 2015، عددًا من الحملات التوعوية والتثقيفية المتنوعة عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر المرصد - في بيان اليوم الأحد - أن المضامين تنوعت بين حملات تستهدف الارتقاء بالوعي العام وحملات معنية بالرد على الشبهات التي تطلقها الجماعات الإرهابية، حيث أُطلقت حملات مثل «أكاذيب داعش»، وغيرها لبيان كذب تنظيم داعش الإرهابي وفساد أيديولوجيته من خلال شهادات العائدين منه بالصوت والصورة، وذلك بالتنسيق مع مركز «صواب» الإماراتي المعني بمحاربة التطرف في عدد من الحملات. كما دشن المرصد حملات أخرى معنية بالمرأة مثل حملة «أنتِ ملكة» للتأكيد على دور المرأة في شتى المجالات المجتمعية، وأخرى سلطت الضوء على القضايا الدولية الراهنة، وهناك حملات تركز على الأخلاق واحترام الآخرين، وأهمية الاحترام في المجتمع، وهناك حملات وطنية.. فضلًا عن بعض الحملات التوعية التي تواكب التطورات الطبيعة، وتحض المواطنين على الالتزام بالإجراءات الاحترازية واتخاذ الحذر خاصة في ظل انتشار بعض السلوكيات الشاذة في المجتمع مؤخرًا.
كما أن هناك نوعا من الحملات المرتبطة بحدث أو مناسبة معينة، من أبرزها: الحملات المتعاقبة التي أطلقها المرصد لتأييد رجال الجيش والشرطة في حربهم ضد الإرهاب في سيناء، والحملات الخاصة بالحث على الفضائل والقيم الإنسانية، واحتفال المرصد بالمناسبات العالمية.. وهناك حملات فردية تقوم بها الوحدات بشكل منفرد تتناول سياقًا بعينه وتعالج قضية محددة، مثل حملة «مسلمون في الغرب» وذلك عبر عدد من الرسائل التي تستهدف بيان مدى اندماج المسلمون في مجتمعاتهم وإسهامهم في بناء جسور تواصل مع الآخر. وهدفت تلك الحملة إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة التي قامت الجماعات المتطرفة بنشرها وبيان المفهوم الصحيح للجهاد في الإسلام، حيث أُطلقت الحملة بـ(8) لغات ما بين لغات غربية ك (الإنجليزية- الفرنسية- الإسبانية) ولغات شرقية كـ (الفارسية- الأردية) عبر بوابة مرصد الأزهر ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المختلفة على مدار شهر كامل. وكانت أولى هذه الحملات حملة "مفهوم الجهاد" التي عنيت بتصحيح المفاهيم المغلوطة وتفنيد ما تستند إليه الجماعات المتطرفة في دعواها وتأويلها للنصوص، والرد على ما ينشره المتربصون بالإسلام، واستهدفت توعية الشباب المسلم في الداخل والخارج بمخاطر الفكر المتطرف، وانطلقت بـ(10) لغات عبر بوابة مرصد الأزهر ووسائل التواصل الاجتماعي بمشاركة أكثر من 50 باحثًا أزهريًّا بهدف نشر ثقافة الوسطية والسلام من خلال التواصل مع الشباب من كافة ربوع العالم.
كما أطلق المرصد حملة "قيم إنسانيـة" التي استهدفت إعادة ترسيخ منظومة القيم والمُثل الأخلاقية والارتقاء بالذوق وزيادة الوعي العام، واستعادة منظومة القيم الإنسانية التي أقرتها جميع الشرائع السماوية وصولًا لمجتمع يسوده الإخاء، وسلطت الحملة الضوء على أهم القيم المجتمعية اللازمة للنهوض بالعصر الحديث: احترام الكبير، العطف على الصغير، الترابط الأسري، إعانة الفقراء، التماسك المجتمعي، وغيرهم من القيم الإنسانية. تركز الحملة في مضمونها على الشباب باعتبارهم الركيزة الأساسية والقوة الحقيقية التي تعتمد عليها المجتمعات في بناء النسيج المجتمعي للأوطان. كما قام المرصد بإطلاق حملة "رحمة للعالمـين" بالتعاون مع مركز صواب الإماراتي المعني بمحاربة التطرف عام 2017، لبيان مدى رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمو خُلُقه وسماحته وإبراز مدى حاجة العالم الماسة لتطبيق وإحياء مبادئ دعوته السمحة في عصرنا الحديث لتحقيق قيم المؤاخاة والتضامن المجتمعي الحقيقي ، كما أطلق المرصد حملة "أنتِ ملكة" التي عنيت بالتأكيد على أهمية دور المرأة وبيان مكانتها الرفيعة في الإسلام، وإبراز دورها في شتى المجالات، تحت شعار "هُنَّ"، وتضمنت أربعة محاور رئيسية: (رفقًا بالقوارير- إنجازاتهن تلهمني- لو كنا في زمن النبوة- عادات وتقاليد أم دين).
كما أطلق المرصد حملة "كيـف لديـن؟" ضمن الحملات التي يطلقها مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، للتأكيد على حرمة قتل الأنفس وإزهاق الأرواح وينهى عن ترويع الآمنين ونشر الفساد في الأرض، وحق الإنسان للعيش في سلام، وشملت الحملة على تساؤلات إنكارية لتوضيح التناقض بين ادعاءات وممارسات المتطرفين وتعاليم الإسلام الحقيقية وذلك استنادًا على آيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
وأيضا تم إطلاق حملة "اليوم العالمي للمرأة" والتي كانت تهدف إلى تكريم المرأة لما لها من دور فاعل في المجتمع ومشاركات بناءة في كافة المجالات، وقد أُطلقت الحملة بكل اللغات العاملة بمرصد الأزهر؛ للتأكيد على الأدوار البارزة التي تقوم بها المرأة في تربية أبنائها وحمايتهم من الوقوع في براثن التطرف، مما يجعلها حائط صدٍ أوليّ أمام التنظيمات الإرهابية التي تستغل حاجة الأبناء للرعاية؛ لتظهر أمامهم بصورة البديل للأسرة كوسيلة منها للاستقطاب، وتضمنت محاور عدة، كـ"استوصوا بالنساء خيرًا"، "مسلمات ملهمات حول العالم" وغيرهما الكثير. وكذا حملة "وطنك" التي أُطلقت على مدار يومي الخامس والعشرين، والسادس والعشرين من شهر يناير، بالتزامن مع ذكرى ثورة 25 يناير وعيد الشرطة، بهدف تعميق قيمة الانتماء الوطني في النفوس، ووجوب الدفاع عنه وبذل كل غالي ونفيس، ودعت الحملة إلى وجوب احترام قانون البلد الذي نحن فيه، وأن نصون أرضَه وسماءه، ومنافعه ومرافقه، وتؤكد أن حبَّ الوطن أمر أساسي في الإسلام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبُّ موطنه الذي نشأ فيه، ويحنُّ ويشتاق للعودة إليه لمَّا تركه بالهجرة إلى المدينة.
كما أطلق المرصد "خطبـة الوداع.. ميثاق إنساني" بالتعاون مع مركز صواب الإماراتي المعني بمحاربة التطرف، للإشارة إلى أبرز التوجيهات النبوية التي تحفظ أمن واستقرار المجتمعات، وتؤسس لمبادئ حقوق الإنسان. وتلفت رسائل الحملة التي نشرت بـ12 لغة، إلى وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع التي تُعد بمثابة ميثاق إنساني أقرَّ مبدأ المساواة والأخوة الإنسانية، وحرّم سفك الدماء، وحذر من قتل الأبرياء الناتج عن السلوكيات المتطرفة.. وأكدت الحملة التي نشرت على مدار أسبوع أهميةَ الرفق بالمرأة التي تُشكِّل نواة المجتمع ومنبع استقراره، وذلك من خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اتَّـقُـوا اللَّهَ في النِّسَاءِ»، مشيرةً إلى أن سبل الوقاية من التطرف تعتمد بالأساس على الفهم الصحيح لتعاليم الدين وإعمال العقل. وكان للمرصد أيضا دور فاعل ومتواصل في فضح تنظيم داعش الإرهابي حيث قام بإطلاق حملة تحت عنوان "أكـاذيب داعش"، وذلك بالتعاون مع مركز «صواب» الإماراتي المعني بمحاربة التطرف، وهدفت الحملة إلى كشف زيف ادِّعاءات تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يستخدم النصوص الدينية خارج سياقها، وينتهج سياسة غَسْل الأدمغة من خلال العرض المفرط لمحتويات مرئية عنيفة؛ كإحدى الحيل التي يستخدمها التنظيم لخداع من يمكن جذبه من المتعاطفين معه.
ونشرت الحملة شهادات من خلال مقاطع مرئية على لسان أعضاء سابقين لتنظيم «داعش» الإرهابي، وأخرى من أناس عايشوها؛ لترفع الستار عن الحجج والوعود الكاذبة التي استخدمها ذلك التنظيم الإرهابي لجذب أصحاب العقول الهشَّة.
كما أطلق المرصد حملة "حب الوطـن" التوعوية بثلاث عشرة لغة، للتوعية بقيمة الوطن، تزامنًا مع ذكرى انتصارات العاشر من رمضان. وتضمنت الحملة مجموعة من الرسائل لتوعية النشء والشباب بقيمة الوطن وأهميته، بعد ارتفاع نبرة العداء والتحريض ضد الأوطان في بيانات التنظيمات الإرهابية، وسعيًا لتحقيق التنمية والازدهار والذود عن الأوطان في ظل تحديات جسام تحيط بها ومساعي حثيثة من قبل الجماعات المتطرفة لضرب استقرارها. وجاءت حملة "أذن واعيـة" التي أطلقها المرصد إلى حث الناس على التعاون والترابط فيما بينهم، ومواجهة السلوكيات والظواهر السلبية التي تطرأ في أوقات الأزمات ولا سيَّما أزمة كورونا «كوفيد- 19» التي ضربت العالم، وذلك باعتبار أن الوعي هو السلاح الأول في مكافحة تلك الأفكار الشاذَّة والأوبئة التي تعصف بالمجتمعات. وأكدت رسائل الحملة التي نشرت باثنتي عشرة لغة، حرمةَ السخرية من مصابي فيروس «كورونا» المستجد، واستغلال جثث الموتى الذين رحلوا بسبب هذا الوباء للمتاجرة بها في سوق المصالح الهابطة، وتشير إلى تكريم الله -عزَّ وجلَّ- للنفس البشريَّة وحرمتها التي لا تسقط بالوفاة، وأن انهيار الأخلاق يمثِّل خطورة أكبر من الفيروس نفسه. وتبيِّن الحملة التي نشرت على مدار أسبوعين أهمية المؤازرة لأهالي المصابين والمتوفين جرَّاء جائحة «كورونا»، وأن التعاون وإعلاء الصالح العام في ذلك الوقت من الواجبات الشرعية والإنسانية، كما تبيٍّن واجب المجتمع تجاه الأطقم الطبية التي تقف على خط الدفاع الأول، وأن التنمُّر على مصابيهم ومتوفِّيهم لا يقل جرمًا عن الإساءة لشهداء الحروب.
كما جاءت على نفس النهج حملة "خـذوا حذركم" للتذكير بواجبات الفرد تجاه نفسه والمجتمع في وقت الأزمات، وخاصة خلال الفترة الحالية التي يواجه فيها العالم جائحة كورونا «كوفيد- 19».. وأكدت رسائل الحملة التي نشرت باثنتي عشرة لغة ضرورة الحفاظ على النفس باعتبار ذلك مقصدًا من مقاصد الشريعة الإسلامية، والتعامل بحكمة في وقت الأزمة دون تهوين من شأنها أو تهويل في مخاطرها، بالإضافة إلى أهمية نشر الوعي واتِّباع تعليمات مؤسسات الدولة، وخطورة ترويج الشائعات التي تستخدمها الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية لإثارة الفتن والقلاقل بين أفراد المجتمعات، كما كيفية التعامل مع الأخبار المزيفة، وأهمية استقاء المعلومة من مصادرها الرسمية.
كما كانت حملة "حمايتهم واجب عليـك" تعمل على التوعية بخطورة التطرف على أفراد الأسرة التي تعد أحد أركان المجتمع، وتبيِّن رسائل الحملة التي نشرت بلغات المرصد المختلفة، أهمية التواصل والنقاش الإيجابي بين أفراد الأسرة في حمايتها من الانسياق وراء الأفكار المتطرفة. كما أكدت رسائل الحملة أن عناية الأسرة بالأبناء واحتواءها لهم يمثِّل حائط صدٍّ أمام البحث عن الاحتواء الذي تستغلُّه التنظيمات الإرهابية كوسيلة للاستقطاب، محذِّرة من ممارسة الأطفال للألعاب الإلكترونية العنيفة المشتملة على مشاهد القتل والدماء، والتي تعزِّز لديهم ثقافة الانتقام، وتجعلهم فريسة سهلة للتنظيمات الإرهابية.