عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
انجازات عهد السيسي
البنك الاهلي

صحف عالمية: السيسي يعود بمصر إلى دورها القيادي بالمنطقة

تحدثت العديد من الصحف الدولية خلال الأسابيع الأخيرة عن عودة مصر لدورها الريادي بالشرق الأوسط في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، واتخاذ القاهرة خطوات واسعة نحو القيادة الإقليمية. 



 

وسردت صحيفة آسيا تايمز الصينية الشهيرة والتي تصدر في هونج كونج، تفاصيل الخطوات التي يتخذها الرئيس السيسي لاستعادة دور مصر التاريخي بالمنطقة، مشيرة إلى أن مصر تلعب دورا محوريا في الشرق الأوسط ظهر بوضوح مؤخرا في أزمة غزة، وبانت ملامحه من قبل في تحركاتها لإعادة الاستقرار في ليبيا وسوريا، وهي أهم بؤر الصراع في المنطقة، مؤكدة أن مصر على وشك النجاح فيما أخفق فيه الجميع خلال العقد الماضي.

 

وقالت الصحيفة إن مصر كان لها دور رئيسي  في وقف إطلاق النار الإسرائيلي الفلسطيني الأخير ودبلوماسييها كانوا أكثر نشاطًا مما كانوا عليه قبل عشر سنوات، حيث عادت مصر كلاعب مؤثر ورئيسي في شؤون الشرق الأوسط، وحاضرة بشكل ملفت في مجموعة من النزاعات بالمنطقة، من غزة إلى ليبيا، ومن شرق البحر الأبيض المتوسط ​​إلى القرن الإفريقي.

 

وأكدت الصحيفة أن ذلك يأتي بعد فترة طويلة من الغياب المصري في عهد الرؤساء السابقين، وكاد العديد من الجيران والشركاء أن يتجاهلوا مصر، بعدما طغت سلسلة من الأزمات الداخلية على البلاد طوال سنوات مضت، لكن السيسي استطاع العودة بها مرة أخرى للمقدمة، وكان وقف إطلاق النار الأخير في غزة، والذي توسطت فيه مصر يؤكد هذه العودة، ويشير إلى تحول كبير في الدور المصري مع تداعيات الأزمة في غزة والقدس الشرقية.

 

وقال سامي حمدي، العضو المنتدب لشركة الاستشارات إنترناشونال إنترست، لصحيفة آسيا تايمز: "يمكن لحاكم مصر، الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن ينظر إلى شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وليبيا وفلسطين وقضايا أخرى براحة أكبر هذه الأيام". "نتيجة لذلك،  سنرى في المستقبل، مصر أكثر انخراطًا وطموحًا في المنطقة."

 

وأضاف: "في أزمة غزة الأخيرة، سرعان ما اعترفت الولايات المتحدة بأهمية الدور المصري، حيث اتصل الرئيس جو بايدن بالسيسي للمرة الأولى منذ أن تولى الرئيس الأمريكي منصبه".

 

في الوقت نفسه، تؤكد القاهرة- بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا على وجه الخصوص- أنها لا غنى عنها في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.

 

وهكذا، فإن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى غزة، شهدت اجتماعا هو الأول من نوعه منذ أوائل القرن الحادي والعشرين، حيث التقى هناك بخليل الحية، المسؤول الكبير في حماس.

 

ويضيف حمدي: "مصر تقدم نفسها على أنها القوة الرئيسية التي يجب التحدث إليها عندما يتعلق الأمر بغزة".

 

وأكدت الصحيفة أن مصر كانت حاضرة بقوة أيضا في الملف الليبي، وفرضت نفوذها على الجميع، وتمكنت من تحجيم نفوذ تركيا في ليبيا وكذلك في في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهما الملفان اللذان تسببا في قلق القاهرة لسنوات مضت.

 

وقال ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية لآسيا تايمز: "لقد بدأنا نشهد نوعًا مختلفًا تمامًا من الدبلوماسية في مصر الجديدة، وتجد مصر "المختلفة" نفسها أيضًا في شرق أوسط مختلف بعد اضطرابات الربيع العربي التي أطاحت بالقاهرة إلى حد كبير بعيدا عن الخريطة الدبلوماسية الإقليمية.".

 

وأضاف: "عندما وقعت أنقرة صفقة مثيرة للجدل مع حكومة الوفاق الوطني في هذا الشأن في أواخر عام 2019، وعرضت على مصر وإسرائيل أراض بحرية إضافية، على حساب اليونان وقبرص إلى حد كبير، لم يستجب السيسي لهذه العروض التركية الأحادية الجانب".

 

ويكمل فابياني: "مصر لم تبلع الطعم التركي، واستمرت على موقفها لأنها تعلم أن تركيا أصبحت دولة معزولة في عهد أردوغان، لذا استمرت القاهرة في الضغط على أنقرة وفرضت شروطها، مما دفع أنقرة مؤخرًا إلى تحسين علاقاتها مع مصر، وتنتظر القاهرة الآن لترى ما تستعد تركيا للقيام به لتقترب أكثر منها."

 

هذه الشروط وفق فابياني، شملت تسليم الهاربين المصريين الذين فروا إلى تركيا بعد ثورة يونيو 2013، بجانب أن القاهرة تصمم أيضا على خروج القوات التركية من ليبيا.

 

يتجه نفوذ مصر أيضًا إلى أماكن أخرى للاستفادة من قوتها العسكرية والسياسية اللافتة. فأرسلت بعثات إلى جيبوتي وأوغندا في إفريقيا، حيث كانت الأولى جارة إثيوبيا التي تبني سدا على نهر النيل يتسبب في أزمة مع مصر، والأخيرة أيضًا دولة رئيسية على نهر النيل.

 

يقول حمدي: "كانت هناك فورة من النشاط الدبلوماسي من القاهرة حول قضية سد النهضة".

ويضيف: "مصر الآن أقوى مما كانت عليه في أي وقت مضى، وعلى الرغم من كل التحديات الداخلية، فإن القاهرة تؤمن إيمانا راسخا بأنها في طريقها إلى الصعود."

 

جدير بالذكر أن صحيفة ذا هيل الأمريكية الشهيرة تحدثت أيضًا عن استعادة مصر لدورها الإقليمي في عهد السيسي، وقالت في أحدث تحليل لها، أمس الأول، إن مصر ساعدت في التوسط لوقف إطلاق النار في 21 مايو بين إسرائيل وحماس بعد 11 يومًا من القتال، مما أنهى صراعًا خطيرا بالمنطقة، وضع حماس وترسانتها الصاروخية الضخمة في مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية.

 

لكنها بعد وقف إطلاق النار لم تكتف بهذا الدور فقط، بل تجاوزته هذا لدور أكبر من أجل الوصول إلى حل نهائي في هذا النزاع وإقرار السلام بالمنطقة، في تحول تدريجي وثابت لمصر لاستئناف دورها القيادي في الشرق الأوسط.  

حيث استضافت في 30 مايو وزير خارجية إسرائيل في القاهرة لأول مرة منذ 13 عامًا. وكانت الزيارة التي قام بها جابي أشكنازي، الوزير الإسرائيلي، لعقد اجتماعات مع نظيره سامح شكري، تهدف للوصول إلى حل نهائي بشأن الأزمة، 

 

وقالت الصحيفة إن تحويل مصر الآن كنقطة اتصال رئيسية لكل ما يخص المنطقة، هو جزء من أجندة أوسع للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد ما يقرب من عقد من الزمان على أحداث " الربيع العربي " التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وساهمت في جعل القاهرة أكثر ميلًا إلى الداخل، خاصة في فترة الاحتجاجات والصعود المؤقت للإخوان المسلمين.

 

وتشير تحركات مصر في عهد السيسي إلى خطواتها المبدئية للعودة إلى القيادة الإقليمية، التي كانت عليها في الخمسينيات وحتى التسعينيات، عندما كانت مصر دولة عربية رئيسية تصدر الثقافة والقوة العسكرية والقيادة. وهو ما تغير مع انتفاضات الربيع العربي في عام 2011 ، لكن عندما وصل السيسي إلى السلطة أمضى العقد الماضي في إعادة بناء نفوذ البلاد تدريجيا.  

 

وسردت الصحيفة تفاصيل النفوذ المصري الإقليمي في عهد السيسي، وقالت إنه يبدأ في شمال وشرق إفريقيا. حيث أرسلت مصر طائرات بمساعدات إنسانية إلى جيبوتي في نهاية مايو، وتوجه السيسي إلى جيبوتي لإجراء محادثات دبلوماسية.

 

وعلى الرغم من أن جيبوتي دولة صغيرة، إلا أنها تستضيف قواعد استراتيجية للقوى الغربية وتلعب دورًا كبيرًا في الأمن في القرن الإفريقي. بعد جيبوتي، أجرت مصر مناورات عسكرية مع السودان .

ووقعت مع كينيا اتفاقية فنية جديدة للتعاون الدفاعي. وزار رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، محمد فريد، كينيا ورواندا. كما أجرت مصر تدريبات مع الإمارات العربية المتحدة وباكستان، وأرسلت قافلة مساعدات إلى غزة.  

 

بالإضافة إلى ذلك ، لعبت مصر دورًا مهماً في ليبيا، حيث تشعر بالقلق من الإرهاب والتطرف من البلاد في خضم حرب أهلية. وتتمتع مصر بعلاقات متوترة مع تركيا في شرق البحر المتوسط، مما أدى إلى شراكة أكبر بين مصر واليونان وقبرص وإسرائيل. ولعل الأهم من ذلك أن مصر تواصلت مع الحكومة السورية ودعا وزير الخارجية المصري سوريا إلى العودة إلى الجامعة العربية، بعد 10 سنوات من تعليقها بسبب الحرب الأهلية السورية.  

 

وأنهت الصحيفة تقريرها بأن الصورة الإجمالية تُظهر أن مصر بدأت تعود بقوة إلى الدور القيادي الذي كانت تشغله في الشرق الأوسط.

وتسعى إلى إرساء الاستقرار من ليبيا إلى سوريا، وفي غزة - وهي حاليًا ثلاثة مراكز رئيسية للصراع في المنطقة، مؤكدة أنه في حال تمكنت مصر من المساعدة في الحد من التوترات في هذه المناطق، فستكون قد نجحت فيما فشل فيه الجميع في العقد الماضي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز