خبراء: تحركات مصر في القضية الفلسطينية نموذج للدولة القائدة صاحبة الرؤية
السيد علي
أكد سياسيون وخبراء في الشأن الفلسطيني، على أن الدور المصري في التهدئة بعد نجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل في قطاع غزة، يهدف إلى ضمان تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، والبحث في ملف إعادة إعمار غزة وكلاهما يعزز الآخر.
وأشاروا إلى أن تحركات مصر منذ بداية التصعيد كانت نموذجًا للدولة القائد صاحبة الرؤية والتأثير، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تحركاتها على كافة الأصعدة بداية من جهود وقف إطلاق النار، مرورًا بالدفع تجاه إعادة أعمار غزة وتخصيص 500 مليون دولار، فضلًا عن الجوانب الإنسانية المرتبطة بفتح معبر رفح وإرساله مساعدات غذائية واغاثية.
قاسم: مصر صمام الآمان في الشرق الأوسط
من جانبه قال محمود قاسم، الباحث ببرنامج الأمن والدفاع بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن تدخل التحركات المصرية الحالية في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، ما يشير للنهج المصري والمقاربة الشاملة للتعامل مع التصعيد الأخير، لافتا إلى أن مصر لم تكتف بمرحلة وقف إطلاق النار بل تسعى لتثبيت الوضع الراهن والبناء عليه مستقبلًا.
وأكد قاسم في تصريح لـ " بوابة روزاليوسف"، أن تحركات مصر منذ بداية التصعيد كانت نموذجًا للدولة القائد صاحبة الرؤية والتأثير، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تحركاتها على كافة الأصعدة بداية من جهود وقف إطلاق النار، مرورًا بالدفع تجاه إعادة إعمار غزة وتخصيص 500 مليون دولار، فضلًا عن الجوانب الإنسانية المرتبطة بفتح معبر رفح وإرساله مساعدات غذائية وإغاثية.
ولفت قاسم، الى انه لا شك أن الدور المصري استطاع أن يؤكد على مجموعة من الثوابت أولها، أن مصر كانت وستظل رقمًا ثابتًا وفاعلًا محوريًا لا بديل عنها في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي الملفات الشائكة في المنطقة وفي القلب منها القضية الفلسطينية.
وتابع: الأمر الثاني، يشير لنجاح مصر في انتزاع الصدارة من كافة الفواعل والأطراف الإقليمية والدولية، فنجاح مصر في اقناع الطرفين بوقف إطلاق النار يؤكد على فعالية الدور المصرية وما تملكه القاهرة من أوراق وأدوات تؤهلها للعب أدوار غير تقليدية بعيده عن بعض الأدوار الإقليمية التي تنتهج الشعارات الجوفاء واللعب على وتره العاطفة والمزايدات السياسية.
وأشار الباحث السياسي، الى ان هذا المشهد يؤكد على حدود الدبلوماسية النشطة لمصر، ودورها الفاعل وسط إقليم مضطرب، ما يشير بصورة قاطعة لمكانة مصر باعتبارها صمام الآمان في الشرق الأوسط، وهو دور يليق بمصر في الجمهورية الجديدة التي استطاعت أن تعيد لمصر الزخم والتأثير.
محسن: مصر تعمل على رفع الأوضاع الإنسانية المتردية
فيما أكد شادي محسن، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الدور المصري في متابعة التهدئة بين فلسطين وإسرائيل بعد نجاح مصر في وقف إطلاق النار، يسير في مسارين مهمين من خلال وزارة الخارجية والمخابرات العامة المصرية، لافتا إلى أن المسارين يسروا بالتوازي والهدف منهم ضمان تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، والبحث في ملف إعادة إعمار غزة وكلاهما يعزز الأخر.
وقال محسن في تصريح لـ " بوابة روزاليوسف"، أن الأوضاع الإنسانية في غزة كانت سيئة جداً، يتم تفاقمها من خلال حروب عسكرية بين حماس وإسرائيل، أو توظيفها بشكل سياسي معين وهو إدارة الأزمة في الأزمة، مشيرا إلى أن فكرة شن حرب على غزة، مزعج لمصر، لأنه يكرس الانقسام الفلسطيني ويبعد فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتسبب أوضاع إنسانية متردية أكثر على 2 مليون فلسطيني في غزة.
وأكد الباحث السياسي، على أن تدخل مصر كان حاسم جدا في وقف إطلاق النار والبحث في رفع الأوضاع الإنسانية المتردية وتحويلها من مشهد سلبي إلى مشهد إيجابي، مؤكدا على أن المخابرات العامة المصرية ووزارة الخارجية تسير في نفس الاتجاه بمسارات امنيه ودبلوماسية، كلاهما يعزز الأخر لضمان تثبيت الهدنة وبحث ملف إعادة الأعمار في غزة.
وأوضح محسن، أن إعادة إعمار غزة، يعيد ترتيب البيت الفلسطيني بطريق غير مباشر، موضحا أن إعادة إعمار غزة وضع أساس قويم لاستدامة الدولة الفلسطينية المستقبلية.
ولفت الباحث السياسي، إلى أن مصر تعمل على رفع الأوضاع الإنسانية المتردية عن الأراضي الفلسطينية، حتى نستطيع القول أن هناك دولة فلسطينية صالحة للحياة.