سبائك الذهب قادت الانفصال الولاية من المكسيك إلى الولايات المتحدة
عاجل.. الطموح الأمريكي من "نجار" كاليفورنيا إلى ترامب
بسنت محمد
فيما يطمح الرئيس الامريكي دونالد ترامب، توسيع مساحة الولايات المتحدة مثلما أعلن عن رغبته في جزيرة جرينلاند، وكندا، شهدت ولاية كاليفونيا الأمريكية، حدث مهمًا في مثل هذا اليوم عام 1848، عندما بدأ رحلة النجار الأمريكي جيمس ولسون مارشال الذي ينحدر من نيوجيرسي في بناء مصنع للأخشاب لصالح رجل الأعمال جون سوتر، قبل أن يصادف في مثل يوم 24 يناير1848، حدثاً لم يغير فقط مجرى حياته هو، وإنما غير مصير تلك الأرض التي يقف عليها، ليعجل بخروج تلك الولاية من عباءة المكسيك ويفتح الباب واسعاً أمام انضمامها سريعًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكان السبب ذهب كاليفورنيا.
فما القصة؟
كانت كاليفورنيا تخضع للاستعمار الأسباني منذ عام 1821 وعرفت قديماً باسم "ألتا كاليفورنيا"، حيث شكلت المكسيك وألتا كاليفورنيا إمبراطورية المكسيك الأولى التي تحولت من الملكية إلى النظام الجمهوري في عام 1846.
وبعد اندلاع الحرب الميكسيكية الأمريكية، تخلت المكسيك عن ولاية كاليفورنيا إلى الولايات المتحدة لتصبح بذلك الولاية رقم 31 بتاريخ 9 سبتمبر 1850.
ويمكن أن تفسر تلك التفاصيل التاريخية جزءًا من دوافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضم خليج المكسيك، وقبل ذلك تحركاته لبناء جدار المكسيك خلال ولايته الرئاسية الأولى.
وقال دونالد ترامب فى خطاب التنصيب، إنه في غضون فترة قصيرة سيتم تغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، الذي كان يلقب قديماً باسم خليج أسبانيا الجديدة ،وهو خليج غني بالموارد النفطية، تتقاسمه إداريا في الوقت الحالي الولايات المتحدة و المكسيك.
وعلقت المكسيكة كلوديا شينباوم أمام إعلان ترامب قائلة: الولايات المتحدة كانت تسمى في القرن السابع عشر بـ"أمريكا المكسيكية" وإنه اسم جميل مع احترامي لترامب، فيما قال سلفها الرئيس المكسيكي السابق أندريس لوبيز أوبرادور، تغيير تسمية خليج كاليفورنيا إلى خليج كورتيز لأنه أقرب إلى الثقافة المكسيكية.
وبينما كان جيمس ولسون مارشال يشرع في بناء مشروع مصنع الأخشاب لصالح جون سوتر،في يوم 24 يناير عام 1848، عثر على قطع ذهب صغيرة بالنهر الأمريكي أسفل جبال سييرا نيفادا قرب كولوما بكاليفورنيا، وهذا الاكتشاف حدث قبل أيام من توقيع معاهدة جوادالوبي هيدالجو التي تخلت بموجبها المكسيك عن كاليفورنيا لصالح الولايات المتحدة.
وحاول جيمس ولسونفي في بادئ الأمر التستر على ذلك الاكتشاف للاحتفاظ بالذهب لنفسه مع سوتر، إلا أن أنباء تواجد الذهب ذاعت بشكل لافت وأقدمت صحيفة محلية على النشر في مارس من العام التالي.
وبدأت رحلات الأمريكيين بشكل متسارع، من سان فرانسيسكو وغيرها في الذهاب إلى كاليفورنيا بحثاً عن الذهب أملاً في تحقيق ثروات طائلة، لتعرف كاليفورنيا منذ ذلك الحين ما عرف تاريخياً بـ"حمي الذهب"، ويعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الحين جيمس بولك رسمياً عن وجود ثروة هائلة في الولاية عقب توقيع معاهدة جوادالوبي هيدالجو عام 1848، تواجد بكاليفورنيا 6 آلاف شخص من أصول مكسيكية أو إسبانية، إضافة إلى حوالي 700 أمريكي ونحو 120 ألفاً من السكان الأصليين.
وارتفع عدد الأجانب بكاليفورنيا لأنتشار اكتشافات الذهب بشكل أوسع، ليقدر بنحو 20 ألفاً أواخر عام 1848 قبل أن يبلغ 100 ألف مع نهاية عام 1849 وتساهم تلك التطورات في اسراع وتيرة انضمام كاليفورنيا للولايات المتحدة واعتمادها كالولاية الواحدة والثلاثين لتتوالي مراحل الولاية تاريخياً وتصبح مقصداً للنجوم والمشاهير وتقام علي أراضيها هوليوود وغيرها من معالم الولايات المتحدة الشهيرة.