عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
“اتكلم عربي” تأثير القوة الناعمة

“اتكلم عربي” تأثير القوة الناعمة

غردت وزارة الهجرة خارج السرب التقليدي بفكرة خارج الصندوق، عبر تطبيق ’’اتكلم عربي .. وعيشها مصري‘‘، لربط الأطفال المصريين المقيمين في الخارج بوطنهم، وباستغلال التطور التكنولوجي كأحد الطرق المفهومة لدى الأطفال طورت بالتعاون مع دار نهضة مصر تطبيق تفاعلي يعلم العربية عن طريق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، يضم شخصيات كارتونية يتفاعل معها الطفل ويتعلم طريقة كتابة الحروف والكلمات والقصص والأغاني ويهدف الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية المصرية لدى أبناء الجيل الثاني والثالث من المصريين بالخارج،  وذلك في إطار دعم مباشر ورعاية من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.



لقد تفوقت الوزيرة نبيلة مكرم، فيما تجيد استخدامه، فقد استفادت من خبرتها الدبلوماسية، ليس فقط الدبلوماسية الرسمية كسفيرة قبلاً ولكن أيضاً في تطبيق الدبلوماسية غير الرسمية أو الشعبية كأحد أدوات القوة الناعمة، لتخترق الحواجز النفسية والمكانية وتزيد التآلف والتقدير نحو الدولة، وتربط شعوبها والشعوب الأجنبية،  وتكسب العقول والقلوب وتوسع مجالات الحوار وفهم الآخر وتعزز التبادل الثقافي والعلمي.

التطبيق يعمل على تسويق الدولة المصرية والتعريف بها، وترسيخ الهوية وربطهم بوطنهم الذي لا يعيشوا به، وتؤكد الدراسات أن صورة الدولة تؤثر بشكل كبير على هوية علامتها الوطنية،  لذلك، فإن التفاعل والتواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو التطبيقات المختلفة كفيل بترسيخ صور إيجابية يخلق التكرار والتفاعل عليها، بمرور الوقت رغبة في التواجد فعلياً في الدولة ليس فقط عبر الواقع الافتراضي.

وكما هو معروف فإن هوية العلامة الوطنية تتكون من عدة عناصر تتضمن التاريخ ، والمناظر الطبيعية ، واللغة ، والإقليم ، ونظام التعليم ، والطعام والشراب ، والفولكلور ، وهو ما عرضه التطبيق إذ أبرز ما تمتلكه الدولة بالفعل. ولأن الهوية لها جذور ثقافية فقد برع التطبيق في هذا، وتضمن التعرف أيضًا على الدولة المصرية ومشروعاتها وعاداتها وتقاليدها.

 

مؤخراً عانت مصر من عوامل كثيرة هدمت وقوضت من تأثير قوتها الناعمة، كما ظهرت أبواق إعلامية مضادة حاولت الانقضاض على صورة الدولة الإيجابية ما وضع المصريين المقيمين في الخارج في حيرة خاصة الأطفال الذين لم يأتوا مصر أو زاروها لأيام معدودة في عمرهم، لذا فالجمهور المستهدف من التطبيق هو اختيار صحيح جداً إذ يبدأ في تكريس الصور الإيجابية منذ الطفولة.

 

لقد قمت بتحميل التطبيق، وتابعت أقسامه ولاحظت ردود أفعال الآباء ومن قاموا بتحميله وكم كانت إيجابية وتدعو للفخر، وأشيد بدور نهضة مصر في الرد على عدد محدود من الحالات التي واجهت صعوبات.

 

يعجبني أن الوزيرة وفريق عملها، يعملون في صمت بعيداً عن ضجيج الدعاية الخادعة، ومراوغات الكلام وأحلام اليقظة، هم يعملون واضعين أيديهم على الواقع وأعينهم على المستقبل فالفكرة خطوة سنحصد ثمارها بعد سنوات لكنها خطوة في الجون ترسخ الهوية المصرية. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز