عاجل
السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

شيخ الأزهر: مرونة الشريعة حفظت حضارة الإسلام حتى يومنا هذا

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن إعجاز ومرونة الشريعة حفظا حضارة الإسلام وأمداها بأسباب المقاومة والصمود حتى يومنا هذا رغم الضربات الموجعة من أبنائها وأعدائها.



 

وقال شيخ الأزهر، خلال الحلقة الـ13 من برنامجه الرمضاني، إن الفرق الدقيق بين التكليف بأمور مستحيلة التعقل في ذواتها، وبين أمور معقولة في أنفسها يجب التنبيه إليه؛ فالأمور المستحيلة لا يقع التكليف بها بحال من الأحوال، بخلاف الأمور التي يدرك العقل أسبابها وأسرارها وآثارها. 

 

ولفت شيخ الأزهر إلى أنه بناء على هذا يتم القول إن: الإسلام -والأديان بأسرها- وهي تخاطب الإنسان على أي مستوى من مستويات الخطاب؛ لا تطلب منه أن يؤمن بما يرفضه عقله، ويصدق ما يستحيل تصديقه؛ ولكنها تخاطبه بالإيمان بأمور قد يستبعدها العقل بالقياس إلى ما تجري به "العادة".. ومن هذا القبيل مخاطبة الأديان للإنسان ومطالبته بالإيمان بالحياة بعد الموت، وبالحساب والثواب والعقاب، والجنة والنار، وكل ما يتعلق بها مما يسمى في علوم العقيدة بالسمعيات أو الأخرويات، ومن هذا القبيل أيضا الإيمان بمعجزات الأنبياء؛ فإنها ليست مستحيلة الحدوث.

 

وأضاف شيخ الأزهر: " يمكننا أن نفهم من استقراء آيات الأحكام في القرآن الكريم أن القرآن يفصل الأحكام في القضايا الدائمة، والثوابت التي لا تتغير، مثل: الإيمان والعبادات والأخلاق، بينما يجمل الأحكام في المجالات المتحولة في صورة قواعد كلية وأصول عامة ومقاصد عليا -كما سبقت الإشارة إلى ذلك.

 

وتابع " كدليل على ذلك نجد أن الصلاة ،مثلا ، ذكرت في أكثر من سبعين موضعا في القرآن الكريم، في مقابل ما ورد في القرآن من تشريعات في عقد البيع، والذي هو من أكثر العقود أحكاما ومواد في القوانين المدنية؛ هذا العقد لم يرد بشأنه في القرآن الكريم إلا أربعة أحكام".

 

وواصل فضيلته قائلا " وكذلك الأمر فيما يتعلق بالقانون الدستوري، حيث اقتصرت نصوص القرآن الكريم في هذا المجال على التأكيد على مبدأ "الشورى"، ومبدأ "العدل"، ومبدأ "المساواة"، وأن أي نظام سياسي يقوم على هذه المبادئ، ويحققها بين الناس فهو نظام يقبله الإسلام، أيا كان اسمه أو رسمه، وكذلك قانون العقوبات والجنايات الذي اقتصر فيه القرآن الكريم على ذكر العقوبات الخمس المعلومة، وهي: عقوبة القتل، والسرقة، والزنا، والإفساد في الأرض، بإرهاب، أو ترويع، أو اغتيال الآمنين، أو تدمير المرافق العامة، أو بأي أسلوب قديم أو حديث في ارتكاب هذه الجرائم اللا أخلاقية واللا إنسانية".

 

وأوجز شيخ الأزهر القول بأن هذه الثنائية الواضحة بين مجال الثوابت ومجال المتغيرات، هي التي مكنت تشريعات القرآن من قدرتها على مواكبة التطور، كما مكنت شريعته من قيادة الأمة الإسلامية قرابة 13 قرنا من الزمان، قبل أن تخلي مكانها -أو يخلى مكانها- لقوانين الغرب، وأن مرونة هذه الشريعة هي التي حفظت حضارة الإسلام، وأمدتها -ولا تزال تمدها- بأسباب المقاومة والصمود، حتى يومنا هذا، وبسبب من إعجاز هذه الشريعة لم تندثر حضارة المسلمين، وتصبح أثرا بعد عين، رغم الضربات الموجعة التي تسدد لها على مدى تاريخها الطويل، من أبنائها ومن أعدائها على السواء.

 

جدير بالذكر أن برنامج «الإمام الطيب» يذاع للعام الخامس عبر قنوات مصرية وعربية، وقد أطلق ‏البرنامج في رمضان 2016، ويتناول في عامه الحالي خصائص الدين ‏الإسلامي، ووسطية الإسلام ومظاهرها، وقواعد التكليفات الشرعية، ويسر الشريعة، ‏ومصادر التشريع، والرد على الشبهات حول السنة النبوية والتراث.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز