عاجل
الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
استقبال شهر رمضان

استقبال شهر رمضان

هلّ علينا شهر الصيام والقيام شهر رمضان ، شهر يتفضل على باقي الشهور فهو شهر أُنزل فيه القرآن كما جاءت الآية الكريمة (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ).وهناك صنفان أحدهما يفرح لإستقبال الشهر ، لوجود فرصة فيه للعبادة أكثر من أى شهر آخر ، ويفرح بقدومه، والاستعداد للعبادة فيه ، والتقرُّب إلى الله بالدعاء، وصنفٌ يتثاقلون منه ومن صيامه، ولا يفرحون بقدومه، ويعدون أيامه كأنّه ضيف ثقيل عليهم، ويفرحون بانتهاء الصيام فرحاً شديداً لزوال هذا الشهر،  رغم مُضاعَفة الحسنات في هذا الشهر يكون بالكم والكيف؛ فالله -سبحانه وتعالى- يُضاعف الحَسَنة أكثر من مُضاعفَتها في الأيّام الأخرى من غير أيّام رمضان، وتصبح بعشرة أمثالها، ويُضاعف عظمة أجرها،  والصنف الثاني قد يكون الشخص منهم دون أن يدري ، فكراهية الشهر لا تأتي صريحة أنك بل تأتى فى مضمون أعمالك في هذا الشهر فللوهلة الأولى عندما صنفنا مستقبلى الشهر بأنهم صنفين هدأت نفسك واطمئنت أنك لست من هؤلاء الذين لا يحبون هذا الشهر الكريم.



 

والحقيقة التي يجب أن تعرفها ان محبتك للشهر تكشفها أعمالك وليست أقوالك فلكى تتعرف على أهمية الشهر عندك شاهد أعمالك فيه ، كيف كانت من قبل وكيف ستكون فيما بعد ، فإن لكل شىء دلالة ودلالة الحب العمل طيلة الشهر ، ففيه منافسة بقدر الحب فمنا من لا يترك فيه صلاةً ولا قياماً ولا عملاً صالحاً إلا وقام به ، ومنا من لا يترك مسلسل ولا برنامج ولا فيلما إلا شاهده في هذا الشهر ، ولا يقترب من الأعمال الصالحة ، وآخر يحوم بين هنا وهنا ، يقترب من تلك تارة ويبعد عن الأخرى تارة أخرى مذبذب بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن أن أكون من هؤلاء الذين لا يحبون رمضان دون أن أدرى والإجابة يمكن أن تجيب نفسك عليها ، عليك أن تنظر ماذا تحب في هذا الشهر، إذا كنت من هواة المسلسلات والافلام والبقاء أمام شاشة التلفاز طوال الشهر فمحبتك لهذه الأعمال أكثر من محبتك إلى هذا الشهر إن الشهر لم يأت من أجل هذا ، وإن كنت من محبى التفكر والتدبر وأعمال الخير فى هذا الشهر الكريم لزيادة الحسنات والتقرب إلى الله فأنت بالفعل من محبى هذا الشهر.

 

وهؤلاء يعلمون أن شهر رمضان فرصة عظيمة فهو شهر تفتح فيه أبواب الجِنان، وتضاعَفُ فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، شهر تُجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطيات، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه المصطفى ﷺ وأمر الناس بصيامه، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم، فاستقبلوه بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة  منها تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة ، وتعويدها الأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجُود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويُقرب إليه.

 

فالصوم له فوائد كثيرة منها أنه يُعرّف العبد نفسه وحاجته وضعفه وفقره لربه، ويذكره بعظيم نعم الله عليه، ويذكره أيضًا بحاجة إخوانه الفقراء فيوجب له ذكر شكر الله سبحانه، والاستعانة بنعمه على طاعته، ومواساة إخوانه الفقراء والإحسان إليهم، وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الفوائد في قوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز