عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
باتشيكو كان لازم يرحل

باتشيكو كان لازم يرحل

بصرف النظر عن نتيجة مباراة الزمالك وسيراميكا كليوباترا فإن استمرار البرتغالى جايمى باتشيكو فى قيادة الزمالك ضرب من الفشل لتعثر المدير الفنى فى اختبارات مهمة أدت لتراجع نتائج الفريق فى بطولتى الدوري رغم تصدره لها والبطولة الإفريقية بعد «ثلاثية» هزيلة أدت إلى احتلاله المركز الثالث وتأزم موقفه وانتظار معجزة لصعوده للدور التالى.



 

السيد «باتشيكو» تكومت حوله كل الظروف التي تمكنه من إحراز نتائج مرضية فى ظل وجود عناصر متميزة وكل ثنائى منهم قادر على قيادة الفريق بخلاف خامات ناشئة واعدة فى قائمة غير مسبوقة نجحت فى إحراز بطولتى سوبر فى أسبوع واحد بعد تقديم فاصل من الأداء المقنع والرائع على المستوى البدنى والفنى والخططى لكن البرتغالى التعيس أهدر بطولتين فى أسبوع واحد: بطولة إفريقيا للأندية الأبطال فى مباراة اتجهت التوقعات فيها نحو الزمالك بعناصره التي تجسد شخصية البطل، نعم لعب الزمالك وفاز الأهلى، لكن النتائج بالخواتيم والبطولات تحسم بالأهداف والفوز وليس بالأداء، والبرتغالى فيها ظل متفرجا وشاهدا على ضياع البطولة التي كانت قريبة إلى حد كبير من الزمالك باعتراف المحللين والخبراء وحتى الذين ينتمون للقلعة الحمراء، ولم يكتف البرتغالى بالهزيمة فى البطولة الإفريقية بل تسبب فى ضياع كأس مصر فى الدور قبل النهائى وفشل فى تجاوز طلائع الجيش وطارت البطولة التي كان الزمالك صاحب النصيب الأكبر فى الفوز بها خلال العشر سنوات الأخيرة.

 

لم تجد جماهير الزمالك أملا سوى الرهان على بطولة الدوري ثم البطولة الإفريقية فى نسختها الحالية ورغم أن كل الطرق كانت تؤدى إلى تصدر بطولة الدوري والتربع على القمة منفردا فإن البرتغالى السيئ رفض التربع عليها وخسر مباريات سهلة، فتعادل مع أسوان المستسلم وخسر من المحلة الصاعدة حديثا بلا إمكانيات وأخيرا تعادل مع وادى دجلة، والأسباب كلها واحدة أولها سوء التشكيل وتردى خططه الفنية وسوء تغييراته وتأخرها وهى نفس الأسباب التي أدت لنتائجه الهزيلة فى البطولة الإفريقية بعد تعادل مع مولودية الجزائر فى مصر ثم تعادل غريب مع تونجيت السنغالى المتواضع ثم الهزيمة القاسية من الترجى التونسى بثلاثية، وفى المباريات جميعها ظل فى موقع المتفرج فى كل مرة تجدد اللجنة المؤقتة برئاسة المستشار عماد عبدالعزيز الثقة فيه عملا بقاعدة الاستقرار الفنى وصعوبة إيجاد البديل فى هذا التوقيت، فضلا عن الخسائر المادية التي من الممكن أن تحدث بإقالته تحت هاجس الشرط الجزائى فى ظل استمرار تأزم حال النادى ماليا. لكن هذا الحذر لم يمنع جماهير الزمالك من المطالبة بإقالته قبل فوات الأوان وضياع الدوري والخروج من البطولة الإفريقية، والبطولتان فى حاجة إلى استقرار فنى وثورة تصحيح للخروج من هذه الأزمة التي كان البرتغالى سببا فيها.

 

الأصوات التي تطالب باستمراره ترى أنه ليس المسؤول الأول عن التراجع لانشغال معظم عناصر الفريق سواء بمستحقاتها أو التجديد وبالتالى افتقادهم التركيز وهى أسباب كفيلة بتحقيق نتائج هزيلة فى حين أن المنطق يقول إن المدير الفنى الواعى قادر على إخراج نجومه من هذه الدوائر والتركيز فى المباريات وإبعاد الفريق عن كل المؤثرات التي تعوق تحقيق نتائج مقبولة.

 

لكن المعضلة الكبرى بخلاف ضعف اختياراته وغرابتها فى بعض المباريات وسوء التغيير هى غياب الشخصية القوية المسيطرة على نجومه، وظهر هذا فى أكثر من مباراة آخرها سخط اللاعب المغربى من استبداله والسيناريو تكرر فى أكثر من لقاء مما يعنى فشله فى ترويض نجومه والسيطرة على نوازعهم الشخصية والتي أدت أيضا لتفشى الأنانية بين عناصر الفريق وغياب الروح الجماعية وبالتالى تفكك اللاعبين نفسيا، وهذا الخطر قد يهدد البرتغالى فى حالة استمراره مع الفريق. ولهذا فإن كل الطرق تؤدى إلى تغييره مبكرا وظهور الفرنسى كارتيرون للمشهد لقيادة الفريق رغم وجود بقعة سوداء فى علاقته بالنادى عندما هرب فى توقيت حرج طمعا فى أموال أكثر وأرى أن مجرد موافقته على العودة تكفير عن ذنب ارتكبه فى حق فريق نجح فى إعادة تأهيله ودفعه إلى دائرة الضوء وضخ عناصر شابة فى أوقات صعبة نجحت معه باقتدار وتسبب البرتغالى فى تراجعها وتردى مستواها.

 

لكل هذه الأسباب فإن الفرنسى كارتيرون هو الأنسب والأجدر للعودة لإعادة ترتيب الأوراق والحفاظ على قوام الفريق والفرنسى لا تهمه الأسماء بقدر العطاء والجهد ولهذا خرج من يديه مصطفى محمد الذي أعاد اكتشافه وأحمد عيد وأسامة فيصل وحسام أسامة وتوقع الجميع لهم النبوغ فى هذا التوقيت بخلاف إمكانيات الذئب الفرنسى الفنية وحسن قيادته للمباريات الصعبة وترويض المواجهات السهلة والخروج بأفضل النتائج، فكارتيرون هو الحل السحرى لتجاوز الأزمة خصوصا أنه أيضا يتمتع بحب كل عناصر الفريق الكبيرة والناشئة ويمتلك شخصية قوية قادرة على إعادة الانضباط الذي غاب وتدخل بشكل أساسى فى تراجع أداء الفريق وسقوطه.

 

إن الأنباء المتوالية التي زفت خبر عودة كارتيرون للقيادة كولاية ثانية له منذ أيام لجمع شمل الفريق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه تمثل بارقة أمل جديدة لجماهير الزمالك التي فقدت الثقة فى «باتشيكو» وغلق صفحة مليئة بالأحزان وخيبة الأمل.

 

من مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز