عاجل
الخميس 8 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

"التجارة العالمية" .. صمام أمان لمنع تفاقم خلافات التجارة إلى صراعات

تعد منظمة التجارة العالمية (WTO) صمام أمن من نوع خاص للعالم يباعد بينه وبين الخلافات التجارية التي عادة ما تتطور إلى صراعات سياسية أو حتى صراعات مسلحة، فمن خلال آلية فض المنازعات الخاصة بالمنظمة حول الخلافات التجارية بين دول العالم يتم التركيز على تفسير الاتفاقيات والتعهدات وكيفية ضمان التزام السياسات التجارية للدول بهما، وبهذه الطريقة تنخفض مخاطر أن تمتد الخلافات إلى نزاعات سياسية أو عسكرية بقدر ما تنخفض به الحواجز و الصراعات التجارية بين دول العالم. 



 

وتهدف منظمة التجارة العالمية إلى بناء اقتصاد عالمي يسوده الرخاء والسلام بما يضمن لكل من المنتجين والمصدرين بقاء الأسواق الخارجية مفتوحة دائما لهم وضمان حرية انسياب التجارة في العالم تأسيسا على مقررات الاتفاقية العامة للتعريفة والتجارة (الجات) التي انتهى إليها العالم في جولة أورجواي عام 1994 بتدشين منظمة التجارة العالمية في الأول من يناير من العام التالي.

 

ويعد انسياب التجارة بأكبر قدر من السلاسة واليسر والحرية هو الهدف الرئيسي لمنظمة عالمية باعتبارها المنظمة العالمية الوحيدة المختصة بالقوانين الدولية المعنية بالتجارة فيما بين الدول، ومن بين أهداف منظمة التجارة العالمية كذلك توفير الحماية المناسبة للسوق الدولي ليلائم مختلف مستويات المعيشة والتنمية، وخلق وضع تنافسي دولي للتجارة يعتمد على الكفاءة الاقتصادية في تخصص الموارد وبما يضمن التوظيف الكامل لموارد العالم.

 

وتضم منظمة التجارة العالمية 164 دولة عضو إضافةً إلى 20 دولة مراقبة، وقد تأسست منظمة التجارة العالمية في الأول من يناير 1995، وهي واحدة من أحدث المنظمات الدولية، كما أنها تعد وريثة الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة للجات (GAAT) التي أنشئت في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

 

وجاء تأسيس منظمة التجارة العالمية بعد أن شهد العالم نمواً استثنائياً في التجارة العالمية، فقد زادت صادرات البضائع بمتوسط 6% سنوياً وقت تأسيسها، حيث ساعدت اتفاقية (الجات) ومنظمة التجارة العالمية على إنشاء نظام تجاري قوي ومزدهر مما ساهم في نمو غير مسبوق. 

 

وسرعان ما قامت منظمة التجارة العالمية الوليدة بقيادة وتوجيه تطور النظام التجاري العالمي فيما بعد مرحلة (الجات) والبناء على توافقاتها التي تحققت من خلال سلسلة من المفاوضات أو الجولات التجارية التي انعقدت تحت راية (الجات)، فقد تناولت الجولات الأولى بصفة أساسية خفض التعريفات الجمركية، وشملت المفاوضات التالية مواضع أخرى مثل مقاومة الإغراق والإجراءات التي لا تخص التعريفات، وأدت الجولة الأخيرة التي أقيمت في الأوروجواي من 1986 إلى 1994 إلى إنشاء منظمة التجارة العالمية. 

 

ولم تنته المفاوضات عند هذا الحد بل استمرت بعض المفاوضات بعد نهاية جولة الأورجواي حتى العام 1997، حيث تم الوصول إلى اتفاقية بخصوص خدمات الاتصالات السلكية اللاسلكية، مع موافقة 69 حكومة على إجراءات تحريرية واسعة المدى تعدت تلك التي تم الاتفاق عليها في جولة أورجواي. 

 

وفي العام 1997 وبفضل جهود منظمة التجارة العالمية بعد عامين من إنشائها أتمت أربعون حكومة بنجاح مفاوضات خاصة بالتجارة بدون تعريفات خاصة بمنتجات تكنولوجيا المعلومات، كما أتمت سبعون من الدول الأعضاء اتفاقاً خاصاً بالخدمات المالية يغطي أكثر من 95% من التجارة البنكية والتأمين والأوراق المالية والمعلومات المالية، كذا وافق أعضاء منظمة التجارة العالمية في الاجتماع الوزاري في مايو 1998 على دراسة مواضع التجارة الناشئة من التجارة الإلكترونية العالمية.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز