عاجل
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
هولاكو العصر الحديث

هولاكو العصر الحديث

يذكر التاريخ جرائم المجرم المغولى هولاكو بصفحات كتبت بدماء ضحاياه الأبرياء الذين قتلهم عندما اجتاح بجيوشه البربرية المنطقة العربية وأسقط ضحاياه فى بغداد حتى تحول لون مياه نهر دجلة والفرات إلى اللون الأحمر من كثرة دماء وأشلاء القتلى وتحول هولاكو إلى رمز عالمى عبر التاريخ القديم والمعاصر للإجرام وسفك الدماء والقتل والتنكيل بلا رحمة ولا إنسانية على الإطلاق ولم ينج من البشرية أحد سواء كانوا شيوخا أو نساء أو أطفالا فهولاكو وجيشه المجرم كان يقتل كل شيء ويحرق الأخضر واليابس ويهدم المنازل وحتى الحيوانات فى البرية كان يقتلها بدون أى داع إلا من أجل القتل والتشريد فقط حتى يرهب ويرعب الآخرين وحتى تستسلم البلاد بدون قتال من شدة  الخوف والرعب الذي أصاب العالم كله من هذا الإجرام الذي لا مثيل له على وجه الأرض، وتصور الجميع أن هولاكو لا يمكن أبدا أن يكون له مثيل من كثرة ما فعله لكن الحقيقة أن شهرة هولاكو ضاعت بعد أن تفوق عليه مجرم القرن الواحد والعشرين بنيامين نتنياهو الذي يشن حرب إبادة عنصرية لا مثيل لها عبر التاريخ ضد الشعب الفلسطينى الأعزل فى غزة منذ أكثر من عشرة أشهر بعد أن استخدم فيها أحدث الأسلحة الأمريكية والغربية المحرمة دوليا دون رادع ضاربا بعرض الحائط كل القوانين الدولية ولا يجد من يستطيع إيقافه سواء من الدول التي حاولت أن تثنيه أو توقفه أو عن طريق المنظمات الدولية سواء مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو حتى المحكمة الجنائية الدولية التي ضرب بكل قراراتها عرض الحائط وكأنها لم تصدر فى الأساس بل وزاد فى إجرامه بأن وصفهم بأنهم معادون للسامية ولإسرائيل وأن كل من يطالبه بإيقاف عملية الإبادة فهو معاد لإسرائيل ولشعب الله المختار.



 

نتنياهو هو هولاكو العائد من بين صفحات التاريخ فى ثوب مختلف أكثر عنفا وفجاجة ودموية إنه قاتل الأطفال حتى أنه قتل أكثر من 20 ألف طفل فى غزة وأكثر من عشرة آلاف امرأة وقتل الرضع فى الحضانات بعد أن فصل الكهرباء عن كل الحضانات فى مستشفيات غزة لأنهم لا يريدون للأطفال أن يكبروا ويأخذوا ثأر أهليهم ممن قتلهم.

 

فهذا المجرم لأول مرة فى تاريخ الحروب تجد الهدف الرئيسى من الحرب قصف المستشفيات وقتل الأطفال والنساء وتدمير الحياة بكل ما فيها وترك المكان وكأنه من العصور السحيقة لا يمكن لإنسان أن يعيش فيه مرة أخرى وقطع إمداد الغذاء والدواء وقطع المياه وترك أهل غزة يموتون جوعا أو عطشا وتركهم للأمراض والأوبئة تنهش أجسادهم وتقضى عليهم.

 

العالم كله يشاهد عبر شاشات كل الفضائيات الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال المجرم فى حق الشعب الفلسطيني، ورغم المظاهرات الحاشدة التي تخرج فى عواصم ومدن كل العالم من شرقه إلى غربه للتنديد بالجرائم غير المسبوقة لكن إسرائيل بقيادة هولاكو القرن الواحد والعشرين يمضى فى سياسته العنصرية تحت مظلة التأييد الأمريكى المطلق والدعم الأوروبى والعالم كله فى مقعد المتفرج مما جعل منطقة الشرق الأوسط كلها على حافة الهاوية بعد أن دخلت إيران على خط المواجهة وأصبح الأمر يكاد أن ينفجر فى أى لحظة لتتحول إلى حرب إقليمية كبرى بسبب تهور مجرمى الحروب.

 

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز