عصام عبد الجواد
هولاكو العصر الحديث
يذكر التاريخ جرائم المجرم المغولى هولاكو بصفحات كتبت بدماء ضحاياه الأبرياء الذين قتلهم عندما اجتاح بجيوشه البربرية المنطقة العربية وأسقط ضحاياه فى بغداد حتى تحول لون مياه نهر دجلة والفرات إلى اللون الأحمر من كثرة دماء وأشلاء القتلى وتحول هولاكو إلى رمز عالمى عبر التاريخ القديم والمعاصر للإجرام وسفك الدماء والقتل والتنكيل بلا رحمة ولا إنسانية على الإطلاق ولم ينج من البشرية أحد سواء كانوا شيوخا أو نساء أو أطفالا فهولاكو وجيشه المجرم كان يقتل كل شيء ويحرق الأخضر واليابس ويهدم المنازل وحتى الحيوانات فى البرية كان يقتلها بدون أى داع إلا من أجل القتل والتشريد فقط حتى يرهب ويرعب الآخرين وحتى تستسلم البلاد بدون قتال من شدة الخوف والرعب الذي أصاب العالم كله من هذا الإجرام الذي لا مثيل له على وجه الأرض، وتصور الجميع أن هولاكو لا يمكن أبدا أن يكون له مثيل من كثرة ما فعله لكن الحقيقة أن شهرة هولاكو ضاعت بعد أن تفوق عليه مجرم القرن الواحد والعشرين بنيامين نتنياهو الذي يشن حرب إبادة عنصرية لا مثيل لها عبر التاريخ ضد الشعب الفلسطينى الأعزل فى غزة منذ أكثر من عشرة أشهر بعد أن استخدم فيها أحدث الأسلحة الأمريكية والغربية المحرمة دوليا دون رادع ضاربا بعرض الحائط كل القوانين الدولية ولا يجد من يستطيع إيقافه سواء من الدول التي حاولت أن تثنيه أو توقفه أو عن طريق المنظمات الدولية سواء مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو حتى المحكمة الجنائية الدولية التي ضرب بكل قراراتها عرض الحائط وكأنها لم تصدر فى الأساس بل وزاد فى إجرامه بأن وصفهم بأنهم معادون للسامية ولإسرائيل وأن كل من يطالبه بإيقاف عملية الإبادة فهو معاد لإسرائيل ولشعب الله المختار.
نتنياهو هو هولاكو العائد من بين صفحات التاريخ فى ثوب مختلف أكثر عنفا وفجاجة ودموية إنه قاتل الأطفال حتى أنه قتل أكثر من 20 ألف طفل فى غزة وأكثر من عشرة آلاف امرأة وقتل الرضع فى الحضانات بعد أن فصل الكهرباء عن كل الحضانات فى مستشفيات غزة لأنهم لا يريدون للأطفال أن يكبروا ويأخذوا ثأر أهليهم ممن قتلهم.
فهذا المجرم لأول مرة فى تاريخ الحروب تجد الهدف الرئيسى من الحرب قصف المستشفيات وقتل الأطفال والنساء وتدمير الحياة بكل ما فيها وترك المكان وكأنه من العصور السحيقة لا يمكن لإنسان أن يعيش فيه مرة أخرى وقطع إمداد الغذاء والدواء وقطع المياه وترك أهل غزة يموتون جوعا أو عطشا وتركهم للأمراض والأوبئة تنهش أجسادهم وتقضى عليهم.
العالم كله يشاهد عبر شاشات كل الفضائيات الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال المجرم فى حق الشعب الفلسطيني، ورغم المظاهرات الحاشدة التي تخرج فى عواصم ومدن كل العالم من شرقه إلى غربه للتنديد بالجرائم غير المسبوقة لكن إسرائيل بقيادة هولاكو القرن الواحد والعشرين يمضى فى سياسته العنصرية تحت مظلة التأييد الأمريكى المطلق والدعم الأوروبى والعالم كله فى مقعد المتفرج مما جعل منطقة الشرق الأوسط كلها على حافة الهاوية بعد أن دخلت إيران على خط المواجهة وأصبح الأمر يكاد أن ينفجر فى أى لحظة لتتحول إلى حرب إقليمية كبرى بسبب تهور مجرمى الحروب.
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها.