عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نشوى سلامة تكتب: اللقاء الثاني

نشوى سلامة
نشوى سلامة

كل واحد فينا عنده حاسة تجاه الأشياء، وتجاه البشر، صدّق حدسك ومتفتكرش نفسك شكاك، أو كثير الظن، الناس المتقلبة اللي بتتعامل معاك حسب مزاجهم تستاهل تحط بينك وبينهم مليون سور قبل ما تسمح لهم بمجرد النظر اليك، الناس اللي مبتعرفش تقدر غيرها خليها على وضعها ولا تنتظر تقديرها، الناس اللي بتعاملك انها امتلكتك حرر نفسك منهم بلطف.



  

في منطق المعاملات بين الناس لا نستطيع الجزم بقول أن فلان أخطأ أو أخفق فيختلف تقديرنا له، وإنما يجب القول إن دراسة المواقف الصادرة عنهم هي أبلغ وأدق اختبار لهم، وبالتالي نستطيع تقييمهم، هم لا يخطئون، هم يمارسون حياتهم، يتصرفون لأنها طبيعتهم التي اعتادوها، ونحن الذين لم نعتدهم، وهنا أتعجب من المثل القائل "تعرف فلان؟ آه أعرفه، عاشرته؟ لأ، يبقى متعرفوش؟ مع انك عاشرته فعلا.

 

وعلشان كده لما تكون مهتم بجد إنك تفهم أمورًا ما تصدر من الآخر، فلازم تركز في كل تفصيلة، لازم تاخد بالك من كل كلمة بتتقال، حتى الصوت حتى نظرة العين، ولو قدرت لاحظ حركة الجسد، دي لوحدها لغة كاشفة، أصل الحقيقة كلها بتكمن في التفاصيل.

 

اهتمامك ده لو طلعت منه بنتائج بتتقابل مع افكار بتدور في دماغك وبتؤكدها يبقى انت بدأت تشوف الامور كلها بوضوح، وحدسك لا شيبة فيه، ومهما كانت النتيجة حتى لو هتزعلك، متتفاجأش ومتزعلش، لكن المهم أن الامور مبتفضلش مشوشة وكأنها صور باهتة، ولا الوسواس ممكن يقتلك لأنك موش قادر تتيقن من فهم ما يحدث.

 

وعلى عكس ده، إذا لم تكن تهتم لأمرهم، فلا عليك من التركيز، وأترك كل شيء يسير ويمر، حتى ينتهى من تلقاء نفسه، فقط: مُر بِغيرك مرورًا جميلًا، وأترك أثرًا طيبًا، واحتفظ منهم بكل لطيف، فربما تفرض عليك الأماكن أو يفرض عليك الزمن أن تتلاقوا مرة أخرى، فيكن اللقاء الثاني جميلا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز