عاجل
الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نشوى سلامة تكتب: صنيعة أيدينا

نشوى سلامة
نشوى سلامة

لو وجودك زي عدمه وده موش إحساس نابع منك بس، ده ظاهرة بيأكدها اللي حواليك، يبقى متلومهومش، ولوم نفسك، أنت لم ترفض ولم تعترض على أمور كثيرة كانت نقاط فاصلة تعزز وجودك، فضلت تعدي الأمور علشان الحياة تستمر وتعدي فوق المشاكل النابعة من التصادمات اللي بدورها نتيجة عدم الوقوف عند النقاط الفاصلة اللي بتحدد أهميتك ودورك، اللي بتحدد شكل وجودك.



أنت كده تحديدًا تشبه العناصر الكيميائية اللي دايمًا في حالة خمول، لا تشتعل ولا تساعد على الاشتعال، لا تنشط، بس موجودة في الجدول، موجودة وخلاص، واسمها عناصر، حاجه كده زي المناظر وخلاص، أنت خفت تواجه واللي حواليك خافوا لتشوف نفسك بتواجه، فيتغير الحال، وحال أنك خامل ده أفضل الأحوال على الإطلاق ليهم، وليك على فكرة.

إنت لو كنت نشط وتفاعلت مع وجود العوامل المساعدة، المحفزة، اللي هي حواليك بالفعل، كان هيحصل انفجار من كثرة التصادم، ولأنك عارف مسبقًا النتيجة، ففضلت إنك تفضل خامل، ما هو إنت متقدرش تتحمل النتائج ولا هتعرف تروح للخطوة اللي بعد أي نتيجة هتظهر لك.

ده كان اختيارك فلا تلوم أحدًا، ولكن عليهم أيضًا ألا يحاولوا أن يحادثونك عن أي شيء، أو يحركون أي شيء، لأن الصدام قائم لا محالة، وكأنه باطن البركان يغلي وقد أتى موعده للخروج، فهل استطاع أحد أن يتصور كيف ومتى يهدأ، هل استطاع أحد أن يُجنب نفسه من تدفق شظاياه المتقدة.

 ونحن نعلم جيدًا، أنه في أغلب الأحيان يكون إلقاء حجر في الماء الراكد محركًا الأمور للأفضل، لأننا قد نرى ونكتشف أشياء جديدة، وفي بعض الأحيان فإن تحريك هذه المياه لن يجلب إلا المجهول والأسوأ فنتردد في حسم أمرنا.

فإذا لم نحسن صنعًا من البداية، فلا عذر لنا، كيف لنا أن نندهش من النهاية؟ 

ولأننا لا نستطيع أن نقوم بصناعة الأشياء فرادى، فإنه يلزم علينا أن نتواصل من البداية، ونتفاعل، لا أن نتلقى فقط، علينا أن نكون حاضرين في طرفي المعادلة، حتى لو دخلناها بشكل وخرجنا منها بشكل مختلف، أفضل كثيرًا من حالة اللاشيء، فنحن وحياتنا صنيعة أيدينا، إما أن نكون فاعلًا أو مجرد مفعول به، إما أن نكون رقمًا صحيحًا أو نكون صفرًا.    

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز