عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

محمد دويدار يكتب: رداً على منتقدى الكباري

محمد دويدار
محمد دويدار

منذ ما يقرب من تسع سنوات أصيب أبي بنزيف مفاجئ في المخ، هرولت إلى سيارتي كي أستدعي طبيبًا على وجه السرعة، اقرب طبيب كان يبعد قرابة الثلاثة اميال، عقارب الساعة تقترب من العاشرة صباحا، حقا كنت اسابق الزمن فالوقت يساوي حياة واللحظة تشكل فارق بين النجاة والموت ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن أو بمعنى أدق يأتي الزحام والتكدس والعشوائية بما لا يشتهي قلبي المعتصر خوفا وقلقا، عُدت للمنزل مره اخرى بصحبة الطبيب بعد مرور قرابة الساعة لأجد أبي في حالة لا يرثى لها فأمر الطبيب بنقله فورا لإحدى وحدات الرعاية المركزة، حملناه سويا لسيارتي وتوجهنا للمشفى في زمن طال كثيرًا بسبب الزحام غير المبرر ليدخل ابي بعدها في رحلة طويلة من المعاناة مستمرة حتى الان رغم النجاة التي أحمد الله عليها لكن كل المضاعفات التي حدثت كانت بسبب التأخر في نقل وتشخيص الحالة رغم انني لم أدخر جهدًا ولا همه في إنقاذه لكن الزحام والتخطيط العشوائي للطرق والاهمال على مر العصور كان هو المتسبب الاول والاخير فيما حدث- بعد إرادة الله بالطبع.



 

أقُص هذا الموقف المؤلم كمقدمة للرد على كل منتقدي الكباري الجديدة فأنا أحد قاطني حي مصر الجديدة الذي كان يسمى حي هادئ ولكن عوامل الزمن والاهمال والعشوائية طالته كما طالت غيره في هذا الوطن على مر السنين حتى جاء عهد لم نعهده من قبل، عهد الرئيس السيسي الذي أقسم على أن يجعل المواطن يشعر بأنه إنسان وبدأ ثورة تصحيح في كل القطاعات وبشكل متوازٍ أشبه بالإعجاز لنبدأ رويدا رويدا في جني ثمار ما قدمه خلال السنوات السابقة فها هي نفس المسافة التي قطعتها في نصف ساعة كي اصل بأبي للمشفى حاليا اقطعها في خمس دقائق كحد أقصى، حتى من ملأوا الدنيا صياحا اعتراضا على الشكل الجمالي صمتوا الان بعد ان رأوا هذا الشكل الحضاري الرائع، لم يكن ذلك الا سببا واحدا لكنه مؤثر بشكل شخصي.

 

اما اذا نظرنا بنظرة أكثر شمولية سنجد ان الاهتمام بالبنية التحتية من اساسيات بناء الدول الحديثة، ندرك ان الدولة تبذل قصارى جهدها على رفع مستوى المعيشة وهو الامر الذي يتطلب جلب مزيد من الاستثمارات وندرك ايضا ان المحرك الأساسي للمستثمر نحو اتخاذ قراره بالاستثمار في هذه البقعة أو غيرها هو سهولة ويسر المعاملات والانتقالات والاتصالات إلى جانب القوانين المحفزة للاستثمار وهو ما قد تم ويتم حاليا بشكل لم نسبق له مثيل للدرجة التي جعلت التقارير الاقتصادية الدولية ترشح الاقتصاد المصري ليصبح من ضمن العشر اقتصاديات الكبار في غضون سنوات قليلة قادمة.

 

ربما يتطلب الانجاز كثيرا من العمل والصبر ولكن من المؤكد ان الله لا يضيع اجر من يحسن عملا ومن الظلم تجاهل كل هذا العمل الذي لا ينكره إلا جاحد، اولئك الذين تمتلئ حناجرهم بعبارات الوطنية الزائفة وتسود وجوههم حين تشرق شمس الانجازات، حين يشعر المواطن المصري بأنه وجد من يحنو عليه حقا، تلك العبارة الخالدة بدأنا ندرك معناها حين اصبحت واقعا ملموسا نعيشه وستزداد ان شاء الله يومًا بعد يوم في ظل حياة قادمة أفضل ننطلق اليها بكل سرعة، حياة نشعر فيها بإنسانيتنا ونفتخر فيها بمصريتنا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز