عاجل
الأحد 1 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
البنك الاهلي

حكايةُ فَتحية نِكروما.. مصريةٌ تزوَجت زعيم غَانا التاريخي

فتحية نكروما
فتحية نكروما

تعد حكاية زواج كوامي نكروما، أحد أشهر الزعماء الأفارقة، وأحد أيقونات الاستقلال الوطني في التاريخ الإفريقي الحديث، من الفتاة المصرية المولودة بالقاهرة، فتحية رزق، واحدةً من أروع الحكايات الإفريقية، كونها تربط مصر وشعبها، بعمقها الإفريقي مترامي الأطراف.



 

واشتهرت السيدة فتحية رزق- فيما بعد- باسم "فتحية نكروما"، وتم الزواج بمباركة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وقد أطلق الرئيس الغاني كوامي نكروما على ابنه البكر اسم "جمال" تقديرًا لرئيس مصر.

 

 

ولد الرئيس كوامى نكروما في غانا يوم السبت 18 سبتمبر 1909، بقرية تدعى نكرو– فول، وهي بلدة تبعد حوالي 220 ميلًا عن العاصمة الغانية "أكرا".

 

 

وقد سمي "كوامي" أي السبت، وهو اليوم الذي ولد فيه، وجاء ذلك بحسب العادات والتقاليد الإفريقية القديمة، و"نكرو" اسم القرية التي ولد فيها، وقد نشأ "كوامي نكروما" في أسرة بسيطة وكادحة، حيث كان والده يعمل حدادًا، وكانت والدته تمارس العمل بالتجارة، وقد نشأ "كوامي نكروما" شابًا قويًا وصار فيما بعد بطلًا قوميًا في بلاده غانا، بعد قيادته حركة الاستقلال عن الاحتلال البريطاني إلى أن تم ذلك عام 1957.

 

 

وترتبط مصر وغانا بعلاقات تاريخية وطيدة ومميزة تعود لزمن بعيد، منذ أن كانت تأتي قوافل الحجيج من غانا وغيرها من بلاد غرب إفريقيا للتوقف بالقاهرة، لمرافقة موكب الحج المصري إلى بلاد الحجاز.

 

 

وقد شهدت حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ازدهار العلاقات بين كل من مصر وغانا، لا سيما منذ استقلال الأخيرة بمساندة واهتمام مصر في تلك الفترة، وكذلك بفضل الصداقة الوثيقة التي جمعت بين الرئيسين كوامي نكروما، وجمال عبد الناصر.

 

 

Description: http://ciaes.net/wp-content/uploads/2016/06/141667056_1287977191589634_7576993188057011826_n.jpg

 

 

ولعل قرار "نكروما"- أول رئيس لغانا بعد الاستقلال- الزواج بعروس النيل السيدة "فتحية رزق" قد ربط بين البلدين أكثر، وقد أطلق الشعب الغاني عليها هذا اللقب– عروس النيل- ذا الدلالة التي لا تخفى على أحد، وكانوا ينادونها باسم "فتيه"، وتعني "المرأة الجميلة".

 

 

واعتادت السيدة فتحية نكروما مساعدة الفقراء ورعاية الأيتام في غانا، ما جعلها قريبة لقلوب الشعب الغاني، ولم تنس أبدا أنها مصرية الأصل، وبادرت عقب حدوث النكسة في عام 1967 بالتبرع بكل مجوهراتها لحساب بنك القاهرة لصالح المجهود الحربي، ورغم مرور سنوات على رحيلها وزوجها الرئيس الغاني كوامي نكروما، إلا أن الغانيين ما زالوا يتذكرون حكايتها الجميلة، ويتحاكون عنهما دومًا، وصارت السيدة المصرية فتحية نكروما جزءًا مهمًا من تاريخ غانا الحديث، ومثلما أحبت شعب غانا بادلها أهل هذه البلاد نفس القدر من العاطفة والمودة.

 

 

 

 

ويروي "جمال نكروما"- الابن الأكبر للزعيم كوامى– كيف أن والدته رغم الأزمة التي تعرضت لها غانا عام 1966 عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بزوجها، لم تتأخر عن القيام بواجبها تجاه وطنها مصر، ويتذكر جمال نكروما أنها حينما وقع الانقلاب اتصلت بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر فجرًا لتستنجد به، وطمأنها، وأرسل طائرة خاصة إلى "أكرا" لاصطحابها إلى القاهرة.

 

 

وأقامت فتحية  نكروما وأبناؤها في "قصر الطاهرة" بالقاهرة لمدة 3 أشهر لحين الانتهاء من تجهيز بيت لهم في منطقة المعادي.

 

 

 

 

ويوضح جمال نكروما أن الرئيس جمال عبد الناصر كان صديقًا مقربًا لوالده، ولولاه لما وافقت أسرة فتحية رزق على إتمام هذا الزواج، نظرًا لبعد المسافات بين البلدين، وصعوبة التواصل مع ابنتهم، ويستطرد جمال قائلًا إن جدته كانت تتردد عليهم في غانا، وبعد رحيل نكروما عام 1972 حرصت السيدة فتحية نكروما على ربط أبنائها ببلد والدهم، حيث عادوا إلى غانا واستقروا هناك، بينما أكمل "جمال نكروما" دراسته في لندن، ومن ثم استقر في مصر.

 

ولا تزال العلاقات بين مصر وعانا تحتفظ بقوتها وعمقها، وتتعدد صور التعاون المشترك بين هذين البلدين الإفريقيين في مختلف المجالات، سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، ومن جوانب التعاون بين البلدين دعم الحكومة المصرية للجهود الغانية في تطوير القطاع السياحي من خلال الدورات التدريبية التي نظمها ومولها الصندوق المصري للتعاون الفني مع إفريقيا التابع لوزارة الخارجية- وكالة الشراكة من أجل التنمية حاليًا- والعمل على تسهيل الاتصالات مع شركات المقاولات المصرية لإقامة المشاريع وتطوير البنية التحتية في غانا.

 

أستاذ التاريخ بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز