الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

من منا لا يعلم أن نسبة العنوسة في مصر في تزايد مستمر، وقد أظهرت نتائج التعداد لعام ٢٠١٧ أن عدد الذكور الذين لم يتزوجوا في فئة العمر (٣٥ سنة فأكثر) بلغ حوالي ٦٨٧ ألف حالة بنسبة ٥,٤٪ من إجمالي أعداد الذكور في نفس الفئة العمرية، بينما بلغت حوالي ٤٧٢ ألف حالة للإناث بنسبة ٣,٣٪ لنفس الفئة العمرية.

 

وقد جاء في دراسة إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حول نسب العنوسة في مصر: إن العنوسة هو تعبير عام يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد، وبعض الناس يظنون أن هذا المصطلح يطلق على الإناث فقط من دون الرجال، والصحيح أنه يطلق على الجنسين ولكن المتعارف عليه مؤخرا هو إطلاق اللفظ على النساء في الأغلب، وتؤكد الدراسة أنه يختلف هذا العمر من مكان لآخر، ففي حين ترى بعض المجتمعات البدوية وأهالي القرى أن كل فتاة تجاوز عمرها العشرين ولم تتزوج "عانس"، تجد أن مجتمعات المدن تتجاوز ذلك إلى الثلاثين وما بعدها لمن تطلق عليها صفة العانس، نظرًا إلى أن الفتاة يجب أن تتم تعليمها قبل الارتباط والإنجاب، ويتضح من الدراسة نفسها أن ظاهرة العنوسة في مصر أدت لزيادة بعض الظواهر غير المقبولة اجتماعيا ودينيا، مثل ظواهر الزواج السري والعرفي بين الشباب في الجامعات، والإصابة بأمراض نفسية، وبالنسبة للرجال فقد دفعت البعض للإقبال على إدمان المخدرات، ووفقا للدراسة، فإن غلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج الأخرى الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة في مقدمة أسباب العنوسة للجنسين.

 

ثم تأتي الفتوى النشاز التي أطلقها الدكتور مبروك عطية على فضائية "إم بي سي مصر"- التي أشرت إليها في مقال الأسبوع الماضي- لتدعم العنوسة، وتزيد من مخاطرها، حيث قال الدكتور في كلامه الذي اعتبرته فتوى نشاز: الشاب الذي يقبل على الزواج إذا لم تكن لديه شقة تمليك، ويكون قادرا على تجهيز عش الزوجية بما يزيد على 300 ألف جنيه، كما فعل هو مع ابنه المتزوج حديثًا، فلا يحق له أن يتزوج، وقبل ذلك قال فضيلة الدكتور غير المتخصص في الفتوى: إن تعدد الزوجات حرام، واعتبر هذه مفاجأة يفجرها خلال حلقة برنامج "يحدث في مصر" الذي يقدمه الإعلامي المهذب شريف عامر، وقال الدكتور مبروك: إن الذي يقدم على التعدد يجب أن يكون مليونيرا، ولا أدرى من أين أتى بهذا الكلام المجافي للحقيقة والواقع، والمصادم لروح الشريعة، والمخالف لنصوص القرآن الكريم وأحاديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الصحيحة التي تدعو لتيسير الزواج، وعدم المغالاة في المهور، وتقر التعدد وتشجع عليه.

 

قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾، ففي النِكاح خيرات كثيرة، ومصالح عظيمة؛ ولذلك أمر الله- تعالى- به في كتابه في مواضع كثيرة: ﴿وَأَنكِحُوا الأيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ﴾، ﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ ورباع﴾.

 

وعن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: إن أعظم النكاح بركةً أيسره مؤونةً»، وقال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- "لا تُغالوا في صُدُقِ النساء (أي: في مهورهن) فإنها لو كانت مكرمةً في الدنيا، أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم-"، ثم بيَّن كيف كان صداقه- صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "ما أصدق رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- امرأةً من نسائه، وامرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية"، وهو ما يُقارب اليوم نحو ألفي ريـالٍ سعودي، فهذا صداق خير الأزواج وخير البنات.

 

[email protected]

 

تم نسخ الرابط