
رحلة إلى قريتي
بقلم : فاطمة الشافعي
فى ليلة كـَ هذه ، ليلة مليئة بالمفاجأت . سقط المطر وفرح الحزين ، وتبجل المسكين ، وغردت العصافير كمايذكرون أهل الأشجار.
فكرت فيما يسعدنى فى مثل ذلك اليوم ، قررت اللحاق بالقطار المغادر إلى قريتى ، وقد كان جهزتُ أهبتى للانطلاق فى الموعد المُحدد ، لن أشكى لك حال وسائل مواصلات .
فى طريقى لـِ ألتحق بالقطار ، صُعقت . رن تليفونى الخاص ، و أجبت لأجد خبراً مُفزعاً كاد يقتلنى ، يا لــِ هول المفاجأة . إنه خبر أحزننى ، أملهنى ياربى كى أتحمل . أبى مريض وبالمشفى .
أخبرونى أنه انتقل إلى المشفى فى صباح اليوم بعد تناوله الإفطار . حمدت الله ، ورددت قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا . وأكملت مسيرتى للقطار . وانا أتنسم خبر آخر يُفرحنى.
رن تليفونى الخاص ثانيةً ، و أجبت عساه خير عساها بشرة خير . كان المقصود أنا أنا . أخبرنى دكتور جامعى ،بأن نتيجة منتصف العام ، تم الانتهاء منها ، و أنا حصلتُ على المركز الاول بـِ اجتياز . يالله أنت تعلم بـِ حالنا . حزنت ثم فرحت والباقية خير.
وبعد أن تجولت بـِ خاطرى وانتقلت من دائرة حُزنى وفرحتى . وجدت قدماى فى محطة القطار فى انتظاره . وركبت القطار المعهود ، وانطلق إلى حيث قريتى.
فى رحلتى بـِ القطار ، لن أخفيك سراً فكرت كثيراً وكثيراً بـِ المستقبل القادم . وكيف لى ان أتقدم فى مجالى بعد الحصول على درجة الماجستير . فكرت بـِ الكتابة والقراءة ، ووضعت خُطة مُحكمة لـ ألتحق بـقطار النجاح . وغلبنى النعاس من شدة التعب والإرهاق . ونمتُ نوماً عميقاً .
واستيقظت على صوت امرأة بالقطار ، تُنبهنى لقد وصلت إلى قريتك . أخذت حقيبتى وكل ما أعدت له العُدة لأذهب حيث بيتى . الطريق من محطة القطار لِ البيت استغرق منى عشر دقائق . و فى طريقى ل بيتى تذكرت أمى ، وإحانة اللحظة التى سـَ تغمُرنى بحنانها بعد فراق ثلاثة أشهر ، حدث بهم الهول . .
ودار بى خيالى ، إلامَ أحمله لها من خبر سعيد ، سـ يجعلها ترقُص فرحاً . عائلتى البسيطة تُقيم فى شقة بـِ الطابق الرابع ، والداربزين مُزخرف باللون البنى الذى أعشقه .
هذا ماتذكرته منذ قرابة ثلاثة أشهر . وبالفعل وجدت نفسى أدق جرس الباب ، لأجد أمى هى من تستقبلنى ، وتُرحب بى.
و أول ما استقر نظرها علىّ ، قالت
ابنتى ، يعلم الله أنكِ لم تُفارقى خيالى-
- وأنت يا أماه
انتظرت حتى تنتهى ساعات الحكى ، وأعدت لى الغالية الطعام ، كان شواء وخبز طازج وكل ما أشتهيه ،هى تعلمُ ذلك .
وقررت أن أخبرها ، أخبرتها بـِ نجاحى وأننى مؤهلة لدرجة الماجستير بـِ ألمانيا بـِ المجان . لن أصف ولن أستطيع وصف مدى سعادتها.
احتضنتنى أمى وقبلتُ يداها ، وكفكفتُ دموع الفرحة التى طغت عليها . وهنا توقفت قصتى . فـَ حضن أمى وقبلتها تُنسينى كل الحياة .