عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

شاهد عملية ترميم قلعة شالي بواحة سيوة

الحاج ابو القاسم أحد العاملين بترميم المدينة
الحاج ابو القاسم أحد العاملين بترميم المدينة

بأيادي أبناء سيوة ،الأكثر خبرة ومهارة ودراية بطبيعة مبانيهم ،ذات الطراز الفريد تم ترميم قلعة شالي بمادة الكرشيف والطفلة، الموجودة بداخلها، بإعادة الاستخدام مرة أخرى في البناء، بدقة ودراسة، واسترشاد بصور قديمة للمدينة من قِبل المهندسين المشرفين على الترميم، بحيث لا تتغير معالم المدينة، وتعود للشكل الأقرب لما كانت عليه.



 

هذا ما أكده مُشرف العُمال بكرين ابراهيم في تصريح خاص لـ”بوابة روز اليوسف” قائلا: “بدأنا في ترميم المدينة منذ ثلاث سنوات من خلال مجموعات عمل تقارب المائة عامل مقسمة لمجموعات كل مجموعة مسؤولة عن ترميم جزء من المدينة”.

 

على الجانب الآخر يظهر الحاج أبو القاسم ،الرجل السبعيني أكبر العمال سِنًا ،وخبرة جالسًا على الجدار العالي ،الذي يعيد ترميمه ،يلتقط حجارة الكرشيف بمهارة ،ويلصقها بالطفلة بشكل محكم وتركيز كبير.. قائلًا: ”الترميم يتم باستخدام الكرشيف والطفلة، وأغصان شجر الزيتون تدعم الحوائط، بشكل يجعلها متينة تقاوم العوامل الجوية، ونستخدم جذوع النخل في عمل أسقف الحجرات ،وورق الزيتون مع الطفلة فوق عازل من البلاستيك ،بشكل يجعلها لا تسرب مياه الأمطار” .

 

وتم إخضاع قلعة شالي والمسجد العتيق إلي قطاع الآثار الإسلامية بهيئة الآثار في عام 2008م ، حيث تقرر ترميمها واعتمادها كمزار أثري، وأدخلها ضمن خطة ترميم الآثار والتي تعثرت منذ عام 2011م، و استئنف ترميمها  بتمويل من الاتحاد الأوربي على مدار 3 سنوات، وإعلانها ضمن التراث العالمي بترشيح من منظمة يونسكو والانتهاء من ترميمها وافتتاحها يوم 6 نوفمبر بحضور الدكتور خالد العناني، والدكتورة "رانيا المشاط، وياسمين فؤاد"، وزراء السياحة والآثار والتعاون الدولي والبيئة، على الترتيب، واللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، بحضور بعض سفراء من دول الاتحاد الأوروبي.

 

ويرجع تاريخ المدينة والتي ينتمي إليها سكان الواحة،  إلى القرن الثاني عشر الميلادي،  وتم بنائها على مساحة 3 كم وتم بنائها من مادة الكرشيف المحلية وهي عبارة عن "طين ممزوج بالملح وسن الزلط " وبشكل معماري مميز، حيث اتخذت الشكل الهرمي، الذي يتشابه مع طبيعة التلال الرملية في المنطقة الجنوبية الغربية للحدود المصرية مع ليبيا، حيث كانت بنايات الواحة القديمة ملاذ أمان من هجمات اللصوص والغزاة الذين كانوا يستهدفون المحاصيل الزراعية من التمور والغلال وأموال ونساء الأهالي.

 

وكان المبيت ليلاً داخل بنايات قلعة شالي التي  كان يصل عدد أدوار بعض بيوتها إلى سبعة طوابق، مختصرا فقط علي كبار السن من الرجال والنساء والأطفال، أما الشباب فيظلون يحرصون أسوار القلعة لمواجهة هجمات الأعداء المحتملة من البربر وقطاع الطرق أو الحيوانات المفترسة في أي وقت.

 

وظل أهالي واحة سيوة يسكنون فيها ويحتمون بها حتى عام 1820، ومع وصول قوات الجيش ال مصر ي حينذاك في عهد الوالي محمد علي، الذي فرض الأمن بالواحة، جاء النزول النهائي والأخير لسكان "شالي" أو "سيوة" في عام 1926م.

 

أما المسجد العتيق الذي يعد من المساجد الفريدة فى طرازها المعمارى على مستوى العالم، فهو من أقدم مساجد الواحة، وتم بناؤه هو الآخر من مادة الكرشيف سنة 500 هجريا، ويقع أعلى جبل إدرار الذي بنيت عليه أطلال مدينة شالى القديمة، والتي تعنى باللهجة السيوية المدينة.

 

ويتكون المسجد من مساحة مستطيلة مقسمة إلى ثلاث بلاطات موازية لجدار القبلة ومقسمة بواسطة ست دعامات ضخمة برميلية الشكل حاملة لسقف المسجد، وهو مغطى ببراطيم خشبية من جذوع النخيل، له بابان أحدهما في الجهة الغربية، والآخر بالجهة الشرقية، وأضيفت مساحة للمسجد من الخارج لها باب يفتح على الجهة الشرقية بجوار الباب الآخر، على يمين هذه المساحة المضافة يوجد فيها السلم الصاعد للمئذنة، وهى مئذنة ضخمة كبيرة متشابهة مع مآذن المساجد في المغرب والأندلس، طراز الصوامع، حيث تتميز بأنها مكعبة القاعدة وتتصاعد على هيئة مربعة تضيق كلما ارتفعنا لأعلى.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز