عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر المستقبل والثورة الصناعية الرابعة

مصر المستقبل والثورة الصناعية الرابعة

تواجه مصر تحديات جسامَا، ليس أمنيًا فقط، بل في ميدان بناء الإنسان، فهو هدف كل جهد يُبذل، وهو أداة كل حضارة وبناء.



 

بناء الوعي، بداية تعديل السلوك، ليكون المواطن عنصرًا فاعلًا، في مجال التنمية والبناء، تلك التي تسير بخطى متسارعة، وفق استراتيجية التنمية الشاملة 2030.

 

أشعر بأن كل حفل افتتاح حزمة من المشروعات القومية المُنجزة، يسعى الرئيس جاهدًا والفريق القائم على التنظيم، لتحويله إلى جولة في معركة المعرفة، توضع لبنات جديدة فترتفع أسوار حصون الوعي.

 

اليوم، كان الحديث عن قطاع التعليم العالي والجامعات، الواقع والتحديات، وخطط المستقبل، تحدّث وزير التعليم العالي، الدكتور خالد عبد الغفار، عن جامعات مصر، البالغة ٧٢ جامعة، الحكومية منها تستوعب من ٧٥ إلى ٨٠٪ من شباب مصر، والنسبة المتبقية تتجه إلى الجامعات الخاصة والأهلية، ومن طلاب مصر من يتجه إلى جامعات بالخارج، تحديدًا ٣٠ ألفًا يدرسون بالخارج.

 

كعادته تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليشرح الأرقام، ومدلولاتها وما تفرضه من تحديات، والكلفة المالية للحلول.

 

أوضح الرئيس، أن كل مليون مواطن يحتاجون جامعة، ومن ثم يحتاج ١٠٠ مليون مصري، الآن، إلى ١٠٠ جامعة، بما يعني أن الفجوة تصل إلى ٣٠ جامعة، كلفة الجامعة الواحدة، تتراوح بين ٨ و١٠ مليارات، لمواجهة الفجوة، للإنشاء، فقط، وليس التشغيل.

 

التحدي، يفرض على الشعب المصري، ضرورة النظر بموضوعية إلى مشكلة الزيادة السكانية من جانب، فالمتوقع وصول عدد سكان مصر، بحلول عام ٢٠٣٠ إلى ١٢٥ مليونًا، وبالتالي تحتاج مصر بحلول ذلك العام، ١٢٥ جامعة.

 

الأمر الثاني المهم، هو ضرورة أن يُراجع المجتمع ذاته، احتياجات سوق العمل ومتطلباته، فالتخصصات التي كانت في الماضي، منتهى الطموح والأمل، سيتلاشى الكثير منها، وتولد تخصصات جديدة ستتصدر سوق العمل.

 

اليوم عكست الدولة المصرية، نظرتها المستقبلية، القائمة على دراسة جدوى لاحتياجات سوق العمل، والتخصصات المؤهلة لسوق عمل المستقبل، من تكنولوجيا وعلوم فضاء، وريادة أعمال، بل وتخصصات تؤهل لزراعة الصحراء، وغيرها من متطلبات المستقبل، والثورة الصناعية الرابعة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

 

خطط الدولة المصرية، تسير وفق استراتيجية شاملة، لا تقتصر على التعليم، بل تمتد إلى التنمية الحضارية والثقافية، لتنتشر متاحف مصر في ربوعها كافة، لتُشع حضارة، وتعظّم من انتماء الأجيال القادمة لحضارتهم وتاريخهم.

 

مصر التي تستعد لموكب عالمي لمومياوات ملوك مصر، في طريقهم إلى متحف الحضارة، متاحف مصر تُضاعف أعدادها، ومواقعها الأثرية تم ترميمها وإحياء المهمل منها، عواصم مصر التاريخية باتت مزارات جديدة، ليشهد العالم عظمة التاريخ والحضارة.

 

عقول تُفكر لتعظيم استثمار قدرات مصر ومكانتها وحضارتها، لم تعد شرم الشيخ مقصدًا للسياحة الشاطئية والسفاري، فقط، بل والثقافية أيضًا، بافتتاح متحف شرم الشيخ، ليُتاح للسياح مطالعة تاريخ مصر، وما مر بها من حضارات، دون مغادرة سيناء.

 

هذا المتحف وغيره الكثير من المشروعات، بدأت عام ٢٠٠٣، لكنها توقفت عام ٢٠١١، حتى بدأ العمل من جديد، عام ٢٠١٧ بهذا المتحف الذي افتتح اليوم.

 

هنا عاد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليلفت النظر لتلك القضية المهمة، وهي الأثمان الباهظة التي تدفعها الدول عندما تعم الفوضى، وكيف تنهض، عندما تتماسك الشعوب، وتتلاحم من أجل التنمية والبناء.

 

مصر تبني المستقبل، وتستعد بالعمل للثورة الصناعية الرابعة، تعظّم من قدرات طاقتها البشرية، بناء الإنسان صحيًا، وعقليًا، ومعرفيًا، تنشط جينات الحضارة.

 

مصر عظيمة بأهلها، وقياداتها، وتراثها وحضارتها، وتاريخها، فقط تحتاج من أبنائها التحصن بالوعي، والمعرفة، والتماسك وتعظيم الانتماء.

 

وفي الختام، افتتاح جامعة الملك سلمان، يعكس التعاون في البناء بين مصر والشقيقة المملكة العربية السعودية، كما كان من قبلها تعاون وبناء مع الشقيقة الإمارات، لإنشاء مدينة الشيخ زايد، فالأشقاء يتعاونون على التعمير والبناء، وشتان بين البنائين وغيرهم من المخربين.

 

حفظ الله مصر، وأمتها العربية، وقارتها الإفريقية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز