عروسة المولد تتراجع في الإسماعيلية

بدأت مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، في عهد الدولة الفاطمي، وحرص الخليفة، على توزيع الحلوى في ذلك الوقت على الأهالي احتفالا بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هنا تأتي حلوى المولد الشهيرة والمعروفة بين الجميع.

 

ومع تطور تلك الحلوى تظهر "عروسة المولد" المزينة بألوانها الزاهية والباعثة للفرحة والأمل والتفاؤل، ومعها الحصان والجمل المصنوعة من السكر، وكما جرت العادة وتطوير كل شيء حتى لو كان مظاهر للاحتفال، بأي من المناسبات، فقد شهدت العروسة المصنوعة من السكر والمياه إحدى هذه الصور من مراحل التطوير لتصل بصورتها النهائية إلى العروسة المصنوعة من البلاستيك، والمرتدية الفستان الأبيض، والتي تهدى للفتاة، أما الفتى فله إما "عريس" مرتديا بدلته السوداء، أو الحصان المصنوع من البلاستيك، ومع الوقت تندثر "العروسة الحلاوة".

 

وبالرغم من ذلك ما زالت بعض الأسواق خاصة في المحافظات التي تنظم "المولد" الخاص باحتفال المولد النبوي الشرق، تبحث عن العروسة الحلاوة لشرائها وطرحها في كبرى أسواق بيع حلوى المولد في المحافظات.

 

ومن خلال ذلك قامت مصادر "بوابة روزاليوسف" بالبحث عن أماكن تصنيع تلك "الحلوى" داخل محافظة الإسماعيلية، لنجد مصنعا له طابع "زمان"، يتراوح عمر إنشائه بين 35 و40 عامًا، يحرص دائمًا طوال العام على صناعة حلوى المولد المعتادة، وصناعة عروسة المولد المصنوعة من السكر.

 

ويقول الحاج أحمد فاروق أحد مؤسسي مصنع الحلوى: بدأ تصنيع العروسة الحلاوة في الاختفاء مع انتشار التطور الذي طال كل شيء، فضلا على اعتبار البعض كونها من "الأصنام"، لكن يظل الكثير يبحث عنها حتى الآن، من المتمسكين بالطراز والعادات القديمة من صور الاحتفال بالمول النبوي، خاصة أصحاب الموالد مثل مولد السيد البدوي في طنطا.

وأشار إلى وجود بعض من الأهالي من المتمسكين بأصالة وعظمة زمان، يأتون إلى هذا المصنع لشراء العروسة الحلاوة أو الحصان لأبنائهم أو كهدية لزوجته أو خطيبته، لتظل العروسة الحلاوة محتفظة بجمالها وتأثيرها النفسي والإيجابي على النفوس.

 

أما عن مكونات ومراحل تصنيع العروسة الحلاوة، فهي عبارة عن إضافة الماء على كميات كبيرة من السكر والقليل من ملح الليمون وإجراء عملية التسخين لإتمام التجانس، ثم مزج الخليط يدويًا ثم صبه في قوالب خشبية لاستخراج الأشكال المتنوعة من "عروسة، حصان، طاووس، سفينة وغيرها"، ووضع القوالب لتصفيتها من الزوائد ثم تفريغ القوالب لتكون بصورة النهائية لها ثم تأتي مرحلة "الزينة" لتزيينها بالورق المصدف والألوان الزاهية، لتكون بذلك جاهزة للعرض وبيعها.

 

وعن حلوى المولد المعتادة من قرص "سمسمية أو فولية أو علف أو جوز هند" وغيرها يقول مصطفى دروة صاحب مصنع الحلوى: تشتمل مكونات حلوى المولد على: سكر وعسل وملح ليمون وسمسم أو سوداني أو حمص.

 

يتم غلي الخليط على النار، ثم صبه على الرخام وعليه وضعه في "المكد" لمزج الخليط بصورة جيدة، ثم تأتي مرحلة "التقطيع" وإضافة النكهات من "سمسم، سوداني، حمص" وأخيرا مرحلة تغليف الحلوى.

 

وعن أسعار الكيلو من حلوى المولد لهذا العام 2020 فأكد صاحب المصنع ثبات أسعار الحلوى كالأعوام الماضية، فيتراوح سعر البيع من كيلو الحلوى بين 30 و50 جنيها فقط لا غير.