عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لازم.. تعظيم سلام!

لازم.. تعظيم سلام!

مهما حاولت أن أقول من كلمات، لن يوفي حقهم، إنهم أبطالنا الساكنون قلوبنا، أبطال حرب الألف يوم، حرب الاستنزاف وحرب العزة، نصر أكتوبر المجيدة، وفي الذكرى الـ 47 للانتصارات، لا بد أولًا أن نقول لهم كل عام وأنتم طيبين، سواء لمن هم على قيد الحياة، أمد الله في عمرهم، أو شهداء الواجب والعزة والكرامة، وتهنئة لقائدنا الرئيس عبد الفتاح السيسي. 



ونرفع يدنا ونقول، تعظيم سلام، لكل قائد من قادة حرب السادس من أكتوبر، تعظيم سلام، لكل ضابط، لكل جندي، تعظيم سلام، لخير جند الأرض. 

تعظيم سلام لشهدائنا، الذين ضحوا بأرواحهم ليتركوا لنا أسماءهم محفورة بماء الذهب، لتكون لنا ولأجيالنا نبراسًا وقدوة للمضي على طريقها نحو الحرية والكرامة والحفاظ على أرضنا بلا هوادة. 

تعظيم سلام، ودعاء لهم بالعمر المديد والصحة والعافية، لأبطالنا الأحياء على قيد الحياة، والذين يشاهدون ثمار تضحياتهم من عزة وكرامة لبلادنا الغالية وتحطيم أسطورة خرفاء اسمها "خط بارليف"، واسترداد أرض الفيروز سيناء الحبيبة، وكل حبة ذهب من رمالها الصفراء، ومنهم كثيرون لا يقولون سوى "رغم كبر السن"، لازلنا تحت أمر بلادنا نلبي نداءها إذا كانت في حاجة لنا.. حتى آخر نفس من صدورنا. فنحن نظل نفديها بأولادنا ودمائنا والباقي من عمرنا "هكذا كانت مقولة أحد أبطال نصر أكتوبر اللواء الطيار ا. ح _ عادل الخولي_ "أطال الله في عمره"، الذي التحق بالكلية الجوية المصرية في 11/12/1965 ضمن الدفعة 20 طيران، أحد أبطال حرب الألف يوم حرب الاستنزاف التي مهدت لحرب السادس من أكتوبر، عندما يتذكر الطلعات الجوية والاشتباكات مع العدو التي أسماها حرب" العصابات الجوية " قبل حرب أكتوبر 1973،  ويحكى عنها، ويشعر بكل الفخر والسعادة، أنه كان له شرف التواجد في تلك الحرب، حتى يلقن العدو دروسًا لا تنسى أبدًا، ويسرد أحداث حرب الاستنزاف، خاصة الاشتباكات الجوية، وكأنه يعزف سيمفونية ولحنًا جميلًا، رغم ما كان يواجهه من صعاب ومخاطر جوية، وفي كل طلعة كان يمكن أن يحتسب عند الله شهيدًا، ويقول إن السرب عندما كان يطلع طلعته، كان طاقم الخدمات الجوية الأرضي في أرض المطار، تظل أعينهم تحلق في السماء حتى يعود السرب سالمًا، وفي ذلك الوقت تنقلب أرض المطار إلى فرح وزغردة بعودتهم.

وبكل فخر واعتزاز يقول، لم نترك شيئًا شرق قناه السويس وسيناء إلا وضربناه وبدقة عالية للغاية "بعون الله عز وجل"، حيث كان كل موقع يضرب إما بطائرتين أو أربعة وبكل طائرة سوخوي 4 قنابل 500 كجم للواحدة، أي 2 طن للطائرة الواحدة، وبالتالي يكون نصيب الموقع الواحد من 4 إلى 8 أطنان قنابل، حسب حجمه وأهميته وتحصينه، وطبعا لنا أن نتخيل النتيجة، حيث جميع هذه القنابل تلقى في ثانية واحدة. 

ويحكى أنه، من المفارقات أنه في أول طلعة له وجد أحد الفنيين للتسليح يكتب على زعنفة قنبلة رسالة تهديد ووعيد للإسرائيليين، حيث غالبية القنابل بعد انفجارها تكون زعانفها سليمة فما كان منه، إلا أن أخذ منه القلم وكتب "ربى أسألك إرسال هذه لقلب أعدائك".. وبالتالي كتبها الفنيون على باقي القنابل، وبحمد الله وعونه تم إرسال جميع القنابل لوسط الأهداف المحددة وبدقة منقطعة النظير.

ويقول كانت الدعوات تُحاط بهم من كل جانب والوازع الوطني كان قويًا جدًا لدى الأهالي، وضحك يقول "لدرجة أنها كانت تنعكس علينا".. حينما كانت طائرة من طائرتنا تقع لأي عطل فني في أي مكان خارج نطاق المطار.. كان الأهالي يظنون أنها طيارة العدو، وبالتالي الطيار إسرائيلي.. وكانوا ينهالون عليه بالضرب، وبالفعل حدثت في أحد الأصدقاء الطيارين "الله يرحمه"، الطيار أحمد عاطف، ورغم تأكيده لهم أنه طيار مصري، إلا أنهم لم يستجيبوا وأوزعوه ضربًا، وكانت النتيجة لم يتركوه، إلا بعد أن أصيب بإصابات بليغة.

ألستم معي؟! أنه لا بد أن يكون هناك، تعظيم سلام أيضًا، لقواتنا المسلحة، الآن، وشهدائنا الذين يضحون بأرواحهم في سبيل الحفاظ على الأرض الغالية سيناء، ومحاربة قوى الشر والإرهاب، والتي بدأت محاربته أولًا بصوت السلاح، من خلال عمليات حق الشهيد، والآن يتم محاربتهم بالتنمية والتعمير، وتدفع القوات المسلحة بقوافل طبية وغذائية وهندسية لسيناء لمساعدة أهالي سيناء المتضررين من محاربة الإرهاب هناك، إلى جانب الدفع بالمعدات الهندسية ومواد البناء والعمال والمهندسين لبدء إنشاء مدينه رفح الجديدة والإسماعيلية الجديدة، وشبكة الطرق.

وتخوض سيناء الحبيبة حاليًا، حرب التنمية الشاملة، وفي شهر الانتصارات، تشهد أرض الفيروز افتتاح حزمة من المشروعات التنموية منها، مصنعين للرخام في محافظتي جنوب سيناء والسويس، وفي الطرق افتتاح المرحلة الثانية من طريق النفق/ رأس غارب، وفي التعليم افتتاح جامعة الملك سلمان بجنوب سيناء، وفي الإمداد والمياه افتتاح محطة تحلية مياه البحر شرق بورسعيد،  وافتتاح مشروع تطوير منظومة شبكة مياه الري في مدينة العريش ومحطة تحلية مياه البحر ومأخذ بحري شمال سيناء، وافتتاح محطة تحلية مياه البحر في الشيخ زويد شمال سيناء، وغيرها من المشروعات التنموية والخدمية من تجمعات بدوية، وغيرها لأهالي أرض الفيروز.

بالذمة، مش لازم نفخر برئيسنا وببلادنا وأولادنا وقواتنا المسلحة، ونوجه رسالة قاصمة للظهر لقوى الشر والإحباط، أنهم مهما حاولوا، لن يوقفوا عجلة التقدم والإعمار، وسنظل أيضًا نحافظ على أرضنا الغالية بكل غالٍ ونفيس يا أعداء الوطن والدين.    

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز