ناهد إمام
بادرة تفاؤل.. ودورك يا ناخب!
بطبيعة الحال لا يوجد حديث في الشارع السياسي المصري الآن.. إلا حول من هم القادمون إلينا؛ ومن أي أحزاب وقوى مختلفة؛ ونوعية الشرائح الاجتماعية.. وأيضا العمرية!
تساؤلات عديدة ومثيرة للجدل.. طبعا عرفتوا بتكلم عن إيه؟ طبعا مجلس نواب 2020!
ومن الطبيعي أن يثار كل الجدل والاهتمام؛ لأن مصر دائما سباقة.. حيث ظهر في أرض الكنانة "مصر"؛ أول مجلس نيابي حقيقي في العالم العربي عام 1866 وكان معروفًا بمجلس شورى النواب، وجاءت التسمية نتيجة انه اول برلمان في العالم العربي يمتلك اختصاصات نيابية فعلية، ولم يكن مجرد مجلس استشاري؛ لأن المجالس التي كانت قبل ذلك كانت جميعها مجالس استشارية ذات صبغة إدارية فقط.
وفي الواقع هناك بوادر تدعو إلى التفاؤل من مجلس نوابنا القادم.. طب دي جت منين؟ فعلا جت من عدة أمور حاسمة بدأ اتخاذها منذ بداية إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات فتح باب الترشح في 17 سبتمبر، حتى أغلقت أبوابه يوم 26 سبتمبر الجاري.. فعندما نرى أن اللجان الطبية التي تقوم بإجراء التحاليل الخاصة بتعاطي المخدرات على المرشحين للانتخابات تعلن بشفافية ثبوت إيجابية تحاليل العشرات من المتقدمين بأوراقهم إلى اللجنة القضائية، ويتم استبعادهم من قوائم المرشحين. .أليس ذلك يبعث على التفاؤل؟!
وتكتمل الصورة حينما تولت اللجان فحص طلبات الترشح والبت في صفات المرشحين والتأكد من توافر شروط الترشح من واقع المستندات المقدمة.. وعندما ننظر إلى تلك الشروط؛ فهي أيضا تجعل هناك نوعا كبيرا من التفاؤل، حيث تتضمن اشتراطات النجاح في الشخصية البرلمانية المستقبلية من سيرة ذاتية للمترشح تبين مواصفاته الشخصية والعمرية والتعليمية وخبرته العلمية وقدرته على التواكب مع أحدث النظم العالمية.. وجميعها تبشر بالخير في القادم.
وبالفعل نجحت لجان الفحص في إعداد كشف مستقل بأسماء المرشحين بالنظام الفردي، الذين تم قبول أوراقهم وكشف آخر بأسماء المرشحين ضمن القوائم؛ وعرضت الكشفين أمام مقر المحكمة الابتدائية المختصة يوم 27 سبتمبر، لمدة 3 أيام ثم فتح باب الطعن على الكشوف أمام محكمة القضاء الإداري؛ وبدورها تبدأ.. اليوم الأربعاء 30 سبتمبر الفصل في الطعون المقدمة اليها ولمدة 3 أيام، وتعلن القائمة النهائية للمرشحين يوم 5 أكتوبر، بحيث يكون 7 أكتوبر آخر موعد لتنازل المرشحين لبعضهم البعض.
لتجرى عملية الانتخابات في المرحلة الأولى في دوائر 14 محافظة أيام 21 و22 و23 أكتوبر في الخارج، ويومي 24 و25 أكتوبر في الداخل؛ وفي محافظات المرحلة الثانية البالغ عددها 13 محافظة؛ ستكون الانتخابات أيام 4 و5 و6 نوفمبر للخارج، ويومي 7 و8 نوفمبر في الداخل.
والسؤال الذي يطرح ذاته؛ ما المطلوب من مجلس نواب 2020؟ بكل بساطة ودون فلسفة.. مطلوب مجلس يضم نوابا؛ يراعون مصلحة الوطن أولا؛ وان توضع فوق كل اعتبار، وبالتالي تحقيق القضايا اليومية للمواطن من إصلاحات وتعظيم مكاسب التنمية الاقتصادية؛ ووضع القوانين العصرية التي تحقق العدالة للجميع.
طب بالله عليكم! مش برضه فيه دور كبير على الناخب؛ بأن تكون لديه النظرة الثاقبة والوعي والمعرفة بالمرشح الصادق في أقواله والذي فعلا سيحقق إضافة وخدمة من تواجده بالمجلس وليس السعي وراء الكرسي للمنظرة!
ولا نملك سوى أن نسأل الله أن يولي لنا نوابا يخافون الله وذوي ضمير حي؛ ويعملون لصالح الوطن والمواطن بالعدل والمساواة!